مع انطلاق عملية تحرير الفلوجة ، اعرب معظم العراقيين عن املهم بان تكون المعركة سريعة تضمن سلامة المدنيين وممتلكاتهم ، وطرد آخر ارهابي من المدينة الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش منذ اكثر من عامين ، كعادته تعامل الاعلام الرسمي والحزبي بحماسة لرفع الروح المعنوية لدى المقاتلين ، علما انهم في ميدان المعركة لا تتوفر لهم فرصة لمشاهدة الفضائيات المتخصصة ببث الاهازيج ، متمسكة بتقليد قديم ، يندرج ضمن ما يعرف بالظاهرة الصوتية في مواجهة التحديات ، المنطقة العربية لديها تجارب رائدة في هذا المجال ، ولها صولات وجولات في مواجهة العدو بالصوت الصاخب .
مؤسسات اعلامية عربية لطالما ادعت الاستقلالية والحيادية ، تخلت عن القواعد المهنية فسخرت امكانياتها لترويج اكذوبة بان المدنيين في الفلوجة سيتعرضون الى ابادة جماعية تنفذها "ميليشيات الحشد الشعبي" اعلامنا المحلي انشغل بالاهازيج وبث الاغاني الحماسية ، بطريقة "ها اخوتي ها عليهم " فعجز عن مواجهة خطاب، يبدو اكثر تأثيرا في خلق توجه لدى الرأي العام يستند الى اوهام تخفي اهدافا مبيتة لا تبتعد عن مجريات الصراع الدائر في المنطقة.
المعركة ضد تنظيم داعش ، انتقلت الى مواقع التواصل الاجتماعي ، دعاة حماية اهالي الفلوجة تقمصوا دور حماة الارض والعرض، فكان الرد من الطرف العراقي ، يعبر عن موقف وطني موحد ضد الارهاب بكل اسمائه وعناوينه ، وتحشيد الدعم والتأييد للقوات الامنية لانقاذ الفلوجة واهلها من سيطرة تنظيم داعش ، التغريدات العراقية على تويتر، حققت ماعجزت عن تحقيقه الفضائيات الحزبية.
بوجود اكثر من جهة عسكرية تطلق البيانات عن سير المعركة ونتائجها ، تتضارب المعلومات، في جيوش العالم يوجد متحدث واحد يعقد مؤتمرا في وقت محدد لقراءة بيان يوجز سير العمليات ثم الرد على اسئلة الاعلاميين ، خارج هذا الاطار تعد المعلومات الاخرى غير رسمية الا باستثناءات نادرة ، موثقة بحديث مصادر معروفة ، اثناء حرب عام 1967 اعلنت الاذاعة المصرية ونقلت عنها زميلاتها العربيات نبأ سقوط 159 طائرة اسرائيلية بنيران الدفاعات الجوية ، انتشر الخبر كالنار في الهشيم ، استقبلته "الكماهير " على حد قول المذيع المصري بالزغاريد في القاهرة، وبالهلاهل في بغداد ،وبالرقص والغناء في سوريا ولبنان ، اذاعة اسرائيل في يوم خمسة حزيران النكبة العربية ، بثت اغنية الراحل محمد عبدالوهاب "انسى الدنيا وريح بالك " كررتها اكثر من مرة ، نكبة حزيران لم تجعل الانظمة العربية تتخلى عن الظاهرة الصوتية في مواجهة اعداء الامة بحسب بيانات مؤتمرات القمة ، حتى بعد افتتاح سفارات اسرائلية في عواصم عربية ، لم تنحسر الظاهرة .
النصر في الفلوجة لا يتحقق بتغطية زيارات زعماء سياسيين ارتدوا الزي العسكري المرقط الى ساحة المعركة، مع افواج حماياتهم ، منهم من كان مسؤولا عن خضوع الفلوجة وغيرها لسيطرة تنظيم داعش ،الصوت العراقي ارتفع اليوم وقال بلسان اهل الفلوجة : ياعواذل فلفلو.
الفلوجة : ياعواذل فلفلو
[post-views]
نشر في: 25 مايو, 2016: 09:01 م