اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > بسبب سوء التخطيط..سكائر تعود على حساب الصناعات الوطنية الأخرى

بسبب سوء التخطيط..سكائر تعود على حساب الصناعات الوطنية الأخرى

نشر في: 28 مايو, 2016: 12:01 ص

كعادته في كل يوم يطلب ابو هشام علبة السكائر التي اعتاد عليها منذ عام تقريبا، فهو كبقية العراقيين يقوم بتدبيل سكائره بين آونة واخرى خاضعا لتوفرها في السوق، لكنه هذا الصباح تفاجأ بوجود سكائر سومر التي هجرها منذ سنين بسبب توقف انتاجها في العراق. ابو هشا

كعادته في كل يوم يطلب ابو هشام علبة السكائر التي اعتاد عليها منذ عام تقريبا، فهو كبقية العراقيين يقوم بتدبيل سكائره بين آونة واخرى خاضعا لتوفرها في السوق، لكنه هذا الصباح تفاجأ بوجود سكائر سومر التي هجرها منذ سنين بسبب توقف انتاجها في العراق. ابو هشام وهو يبتاع علبة سكائر سومر ورغم انه من المدمنين على التدخين تساءل عن سبب اعادة سكائر سومر دون اعادة بقية الصناعات الوطنية العراقية خاصة الغذائية أو السلع المعمرة. لكنه عاد واستدرك يبدو ان الجميع متفق على تسريع اعمارنا.

عودة سكائر سومر
أثار إعادة انتاج سكائر سومر عددا من ردود الأفعال عند المختصين وعامة الناس معاون مدير عام الشركة المهندس عماد فرج  أشار الى ان انتاج سكائر سومر الجديدة في معامل بغداد التابعة الى الشركة العامة للصناعات الغذائية إحدى شركات وزارة الصناعة والمعادن وهو من الخطوط الانتاجية المتكاملة التي تعمل بتكنولوجيا عالية وبطاقة اجمالية (9600) كارتون سنويا من السكاير نوع كنك سايز ذي منشأ ايطالي وبمواد اولية من ارقى المناشئ العالمية الخاضعة للمواصفات الفنية للجهاز المركزي للسيطرة النوعية المحددة لانتاج السكاير العراقية. موضحاً: ان  للشركة خطا انتاجيا متطورا ذا منشأ ايطالي وبطاقة (8000) سيكارة بالدقيقة لانتاج السكائر نوع (كينك سايز) المعروفة عالميا وبنوعية من ارقى الانواع الموجودة في دول العالم والخاضعة للفحوصات في مختبرات الشركة ومختبرات الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية.

شكوى من ضعف الانتاج!
فرج بيّن أن ضعف التسويق الى سياسة الاغراق التي تتبعها دول الجوار بسبب انفتاح السوق دون ضوابط او رقابة لكل الانواع الرديئة والرخيصة. داعيا: الى ضرورة تطبيق وتفعيل قوانين حماية المنتج والتعرفة الكمركية كما معمول به في كل دول العالم الاخرى. لافتا: الى عقد الشراكة مع شركة جيكية لانتاج سكائر سومر من النوع الثقيل وبطاقة انتاجية عالية ومن منشأ انكليزي.
وأشار فرج: الى أن الشركة قامت بفحص من 10 الى 50 نوعا من السكائر المستوردة والمتوفرة في الاسواق المحلية واثبت نتائج الفحص بأنها تحتوي على مواد مسرطنة ومخدشة وذات نوعيات رديئة.

تحذيرات منظمات الصحة
معتز صكبان مهندس صناعي متقاعد يشير الى أن الصناعة الوطنية العراقية في التسعينيات كانت محدودة ومعروفة ولم تكن تلك المنتجات كافية للسوق. مبينا: لذلك نرى ان الحصول على منتج من الشركة يمكن ان يحقق ربحا ماديا ، واستمر هذا الحال في فترة الحصار وبقى القطاع الصناعي الحكومي يعاني الأمرين. عازيا سبب ذلك الى عدم وجود الاموال اللازمة لتشغيل المصانع المتوقفة والتي مازالت الحاجة قائمة لاعادة الروح لها.
وأشار صكبان:  الى وجود العديد من القوانين والتعليمات صدرت لحماية المنتج المحلي. مستدركا: لكن للأسف دون ان تدخل حيز التنفيذ لاجل حماية الصناعة والاموال العراقية. مستغربا: من إعادة معمل سكائر سومر في الوقت الذي تحارب فيها كل منظمات الصحة العالمية صناعة السكائر. مشيرا: الى قرار سبق وان صدر من السلطات العراقية يقضي برفع كل اعلانات السكائر من شوارع بغداد والمحافظات.

التدخين سبب رئيس... ولكن
الدكتور الاختصاص مهدي العزاوي يوضح لـ(المدى): أن مضار التدخين بصورة عامة وتأثير التدخين على الجهاز التنفسي او استنشاقه الناتج من احتراق التبغ. منوها: الى ان التدخين لايسبب الامراض المدونة في التحذير كسرطان الرئة وتصلب الشرايين وامراض القلب فحسب. بل تعدى ذلك وفق الدراسات الحديثة. مبينا: ان جملة من الامراض يتسبب به التدخين مثل سرطان الحنجرة  والمريء والمثانة والرئة والكلية والبنكرياس وامراض اخرى تضع المدخن في سكة الموت.

الطبقة الصفراء والفيروسات
وبين العزاوي: أن التدخين  يعتبر عاملا محفزا جدا لانتشار الفيروسات في الجهاز التنفسي. لافتا: الى ان ترسبات الدخان تشكل طبقة صفراء على اللثة والاسنان تمنع الماء والمعاجين من الوصول اليها وبالتالي تكون تلك الطبقة الصفراء حصنا حصينا لتكاثر الفيروسات. متابعا: انها تهجم على الجهاز التنفسي مسببة نوعا من الاختناق والسعال ناهيك عن تسوس الاسنان.
وأضاف الطبيب الاخصائي: ان هذا الفيروسات بدورها تساعد على نمو البكتيريا في المجرى التنفسي وتؤدي إلى التهاب الرئة التي تصبح صلبة وقاسية. مضيفا: ان  التهاب القصبات يتسلل الى الرئة فيسبب التهابها. مشددا: إن الأمراض البكتيريّة التي تتم معالجتها بالمضادّات الحيويّة لن تستجيب في حالة المدخن لوجود موانع كثيرة من الوصول إليها بالإضافة الى أن التدخين بحد ذاته يكون مهيجا كبيرا لها.

رفع الملصقات الاعلانية
سبق وان نفذت أمانة بغداد حملة لإزالة اللوحات الإعلانية المروجة للتدخين والتبغ وأنواع السكائر في العاصمة. وذكر بيان للأمانة ان ملاكات الامانة البلدية، باشرت بإزالة الإعلانات التجارية التي تروج للتدخين وأنواع السكائر، وإزالة المنصوب منها من أجل الإسهام في مكافحة التدخين، وخلق بيئة صحية خالية من سموم التبغ بموجب المادة 13 من اتفاقية منظمة الصحة العالمية.
وأضاف البيان: أن اتخاذ هذا الإجراء يأتي في إطار الجهود المشتركة بين أمانة بغداد ووزارة الصحة والبيئة، في محاولة للحد من الترويج لظاهرة التدخين وانتشارها من خلال ازالة لوحات الفليكس الإعلانية التي نصبت في مختلف مناطق بغداد، لبث الدعاية المضللة بين الناس ودفعهم لشراء هذه البضاعة القاتلة. مشيراً: الى ان أمانة بغداد قامت بإزالة اللوحات الإعلانية المتجاوزة، المروجة للسلع والخدمات لمخالفتها القوانين والضوابط المنصوص عليها بهذا الصدد، فضلاً عن تسببها بتشويه جمالية الشوارع والساحات في العاصمة بغداد.
منع التدخين في الامكان العامة ؟
مدير قسم الاعلام في وزارة الصحة الدكتور أحمد الرديني تحدث لـ(المدى) بهذا الشأن قائلا: أن الترويج عن أى منتج للسكائر أو التبوغ ممنوع جداً وهذا معلوم للجميع وقد وضعت ضوابط تحدد آلية طرح المنتوج الى الاسواق. مشيرا: الى ان جهود وزارة الصحة في الفترة الماضية من خلال طرح قانون مكافحة التدخين وعرضه على العديد من الجهات التشريعة ليصوّت عليه في مجلس النواب عام 2012. مبينا: ان القانون يمنع التدخين داخل مباني الهيئات الرئاسية والوزارات والدوائر والمؤسسات التعليمية والتربوية والصحية والمطارات والشركات والمصانع في المحافظات كافة. مسترسلا: كما يمنع التدخين في المسارح ودور العرض السينمائية والفنادق والنوادي والمطاعم وقاعات الاجتماعات ووسائط النقل العام والخاص الجماعية البرية والبحرية والجوية في الرحلات الداخلية والخارجية، ومحطات الوقود.
كما بين الرديني ايضا: أن القانون ووفق المادة السادسة أشار الى  منع الترويج للتدخين بصورة مباشرة أو غير مباشرة في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والمؤسسات الثقافية والرياضية ودور النشر والتوزيع ومكاتب الدعاية والإعلان. مؤكدا: انه منع الصغير والحدث من التدخين أو ممارسة مهنة بيع وشراء التبغ ومشتقاته.

دعم المنتوج الوطني
 رعد هيثم باحث أجتماعي  ذكر بحديثه لـ(المدى) أن هناك الكثير من الظواهر الاجتماعية الشاذة تقف أجهزة الدولة متفرجة عليها ولاتمارس حقها القانوني في الحد منها. ورداً على سؤال (المدى) أن قانون مكافحة التدخين الساري المعول في البلاد  والتي ينص (يعاقب كل من صنع أو استورد أو باع التبغ أو منتجاته خلاف المواصفات المقررة بموجب إحكام هذا القانون بغرامة لا تقل عن  خمسة وعشرون مليون دينار عراقي ولا تزيد على  خمسين مليون دينار عراقي ومصادرة الكمية المخالفة وإتلافها). موجها سؤاله الى المعنين في وزارة الصناعة عن مدى اهمية صرف الاموال من خلال فتح خطوط إنتاجية واستيراد مواد أولية لغرض صناعة السكائر وتحت شعار (دعم المنتوج المحلي) وكأنه مطلب وطني يسهم فيه جميع افراد المجتمع.

من ينفذ ويتابع القانون؟
المحامي أحمد علي بين لـ(المدى)أن قانون مكافحة التدخين لعام 2012 والمعمول به ملزم للجميع من مؤسسات حكومية واشخاص خاصة في الاماكن العامة. متطرقا: الى عدم تنفيذ القانون او متابعة تنفيذه وعلى عاتق من تقع المهمة على وزارة الصحة والبئية او على الجهات الامنية بالتالي فإن القانون فقد اهميته متمثلاً بعدم التنفيذ.

اليوم العالمي للامتناع
منظمة الصحة العالمية تحتفل  في 31 أيار  من كل عام باليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ، وتسلط الضوء على المخاطر الصحية ذات الصلة بتعاطي التبغ وتدعو إلى اتباع سياسات فعالة للحد من استهلاك التبغ. وتدعو المنظمة جميع البلدان إلى الاستعداد للتغليف البسيط( القياسي) لمنتجات التبغ. اذ يعتبر التغليف البسيط من التدابير المهمة للحد من الطلب إذ يقلل من جاذبية منتجات التبغ، ويقيد من استخدام تغليف عبوات التبغ كشكل من أشكال الإعلان عن التبغ وترويجه، ويضع حداً للتغليف والتوسيم المظلل، ويزيد من فعالية التحذيرات الصحية. ويشير التغليف البسيط لمنتجات التبغ إلى التدابير التي تقيد أو تحظر استخدام أي شعارات أو ألوان أو صور للعلامات التجارية أو معلومات ترويجية أخرى على الغلاف بخلاف الأسماء التجارية وأسماء المنتج والتي تعرض بلون وشكل خط قياسي.وتوصي المبادئ التوجيهية للمادتين 11 و 13 من اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ بأن تنظر الأطراف في اعتماد التغليف البسيط.ويعتمد التغليف البسيط على التدابير الأخرى كجزء من نهج شامل متعدد القطاعات لمكافحة التبغ.

الاعتذار عن تلبية الطلبات !
منتجات وبضائع تملأ الاسواق والمعارض من شتى المناشئ التركية، الايرانية، السعودية، الامارتية، الكويتية، الماليزية، الاردنية ناهيك عن البضاعة الصينية المتسيّدة السوق  فيما غاب المنتج العراقي عن السوق وعلى سبيل المثال صناعة الاثاث  اذ يقول ابو غيث أحد العاملين في معمل التاجي للاثاث لـ(المدى) ان الحصول على منتجات الشركة كان (بالوساطة) لمواصفاتها النوعية والمتنانة. مستدركا: لكن تم التآمر على هذه الشركة من قبل البعض الأمر الذي تعمد ايقاف عمل الشركة لحسابات وغايات. مبينا: ان جميع الطلبات الواردة الينا من الدوائر الحكومية اعتذرت الشركة عن تلبيتها دون معرفة اسباب ذلك. موضحا: أن تزويد اي دائرة حكومية بكتاب الاعتذار سيفتح الباب امام المستورد الذي غزا السوق المحلي وهذا طموح  مافيات لجان المشتريات في الدوائر الحكومية.  متسائلا: عن الدعم الحكومي في شعار حماية المنتوج الوطني من صناعة الاثاث ولماذا هذا الاسراع  في اعادة فتح خطوط جديدة لمعمل السكائر فقط دون بقية الصناعات الاخرى المهمة.

أهمية الصناعة الدوائية ؟
الدكتور الصيدلاني عباس بدر يوضح لـ(المدى) أن الصناعة الدوائية المحلية تتميز بالعديد من الايجابيات من خلال تشغيل الخبرات المتخصصة  في الصناعة الدوائية بالصيدلة وعلوم الكيمياء والبايولوجي والعلوم الاخرى. مشددا: انها توفر فرص عمل لأكثر عدد ممكن من العمال لاسيما أن البلاد تمتلك العديد من المصانع المتوقفة. لافتا: الى ان الصناعة الدوائية تسهم في  دعم الاقتصاد الوطني  كما توفر للدولة  مبالغ كبيرة في حال الاكتفاء الذاتي.
وأشار بدر: الى وجود الامكانيات الكبيرة من الناحية المادية والبشرية لاعادة تشغيل المصانع المتوقفة او نصب خطوط انتاجية جديدة ومتطورة. مؤكدا: على ثقة المواطن الكبيرة بالمنتوج المحلي والمتمثلة بمعامل سامراء ونينوى. داعيا: المعنين في وزارة  الصناعة الى التفكير بجدية وضرورة تبني هذا القطاع الحيوي والصناعات الحيوية الاخرى بدل الالتفات لصناعة السكائر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram