اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ابتعدوا عن قلاع الحكومة

ابتعدوا عن قلاع الحكومة

نشر في: 27 مايو, 2016: 06:41 م

ما هي السفسطة؟ هي أن تقول أشياء لاتفهمها الناس، وتدّعي أنّك تعرف كلّ شيء، وكان  أبو الفلسفة  ومعلّمها الأول أرسطو يسخر من الذين يصرّون على أنهم فقط من يمتلك الحقيقة، الفيلسوف الذي احتفلت اليونان أمس أنها عثرت أخيرا على قبره الحقيقي، بعد جهود استمرت عشرين عاما ، كان قد نبّهنا قبل أكثر من ألفي عام الى أهمية ان نقول الحقيقة حتى  وإن كان الثمن باهظاً.
بدأ التغيير بعد 2003 حيث كانت الناس تأمل بنظام سياسي  يسع الجميع.    أحد السياسيين كتب في إحدى الصحف آنذاك، أنهم سوف يقلّدون أحزاب أوروبا، حيث سيصبح الاستبداد من الماضي والفساد مجرّد خبر عن أيام مضت.. فيما خرج علينا سياسيّ  ليؤكد أن عصر الخير دخل العراق ولن يخرج منه..هذا ما أنبأنا به العرّاف " خالد العطيّة "
لم يطُل هذا الزمن. أطلّ السياسيون بالخطب والشعارات. وحوَّلوا البلاد الى دكاكين طائفية، ولم يمض زمن طويل حتى غاب الأمن والامان  لتحل محلهما خطب إبراهيم الجعفري عن البُنية التحتيَّة للمواطن والبُنية الفوقيّة للمسؤول والسياسي، وحديث صالح المطلك عن فقدان بوصلة التوازن،فيما تناوب الجميع على افتتاح مهرجان النهب  العراقي بأن وضعونا على قائمة الشعوب التي تحتل المراكز الاولى بالهجرة، فيما أرقام الموتى والجرحى والمشردين ضربت الارقام القياسية، أما " الخير "  فلا يزال ينتظر عودة خالد العطية من جديد الى قبة البرلمان.
بالامس تذكرت أرسطو وحديثه عن السفسطة، وأنا أقرأ بيان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي " السفسطائي "، الذي حذّرنا فيه من  تصعيد خطير ينوي المتظاهرون القيام به في العاصمة بغداد.هذه النبوءة كلفت المواطن العراقي البسيط  أمس ، ان يقطع المسافات بين أحياء بغداد مشياً على الأقدام، وهو لايملك سوى الدعاء على مَن اقترح هذه الخطة الأمنية، رافعاً كفّيه إلى السماء طالباً مِن الله أن يكشف عنه هذه الغمّة  الأمنيّة.
هل شعر السادة المسؤولون  أمس بالأمان، وهم يشاهدون القوات الامنية تعامل المتظاهرين  باعتبارهم شعباً من " البدون " من حق القوات الامنية ان تطلق عليهم الرصاص إذا ما فكروا يوما الاقتراب من قلاع الحكومة الحصينة.
منعشة الديمقراطية العراقية،  انتخابات لا يفوز بها سوى عالية نصيف ومحمد الصيهود. وبكل تواضع طلب العبادي من القوات الامنية ان تطلق الغاز المسيل بدلا من الرصاص، فالرصاص ياتي بعد ذلك بساعات،  كانت هذه ابرز  سفسطات المحافظ ماجد النصراوي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. الشمري فاروق

    الاخ العزيز والمحترم علي حسين...ان كعب حذائك من أنف سيدهم اكرمو....

  2. الشمري فاروق

    الاخ العزيز والمحترم علي حسين...ان كعب حذائك من أنف سيدهم اكرمو....

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram