بغض النظر عن طبيعة التنافس التقليدي التاريخي بين فريقي الزوراء والقوة الجوية سواء في بطولة الدوري أو الكأس التي تجمعهم اليوم الأحد لحسم نسخة عام 2016، فإن اتحاد الكرة مطالب بتنظيم كرنفال مهيب لاختتام الموسم الكروي الذي تعرّض لانتقادات عنيفة لعلّه يستفيد من خلاصاتها.
إن وصولَ فريقي الزوراء والقوة الجوية الى نهائي الكأس يبدو أمراً طبيعياً في اغلب خواتيم هذه البطولة التي عانت الغياب واللامبالاة من اتحاد اللعبة لسنين طوال، لكن ما يزيد من مباراة (الشعب) إثارة وقوة وحماسة أن مسؤولية الزوراء تبدو أصعب من غريمه الجوّي حيث أثقل عليه درع النخبة طموحه قبيل أن يتوجه الى الملعب باعتباره حامل لقب البطولة الأولى في العراق وتزداد الضغوط الجماهيرية عليه لتحقيق ثنائية الموسم ( الدوري والكأس) وهو يستحق ذلك بعد العروض الممتعة والثبات في المستوى الفني.
لا أحد يلوم القوة الجوية إذا ما أخفق أو تعرّض الى خسارة قاسية بسبب غياب المدرب العارِف بلوعَته والمُلم بصفوف الفريق وأسلوب كل لاعب، وهذه المهمة وضعت المدرب المساعد أحمد دحام في موقف حرج لا يتحمّل جرّاءه أي تقصير لكونه وجد نفسه بعد اسبوعين من تخلي إدارة النادي عن المدرب علي هادي بضغط من متنفذين محسوبين على الجمهور ،بحسب قول الأخير للإعلام، أمام مهمة صعبة "مزدوجة" تتطلب منه رد الاعتبار عن اخفاق الصقور في النخبة وانتزاع الكأس من منافسه الأزلي الزوراء.
وصراحة المناسبة تقودنا للتساؤل المشروع : ألهذه الدرجة كان موقف إدارة نادي القوة الجوية مستعجلاً ولم تتريث بإبقاء المدرب علي هادي حتى اختتام مباراة الكأس طالما أنه عمل مع الفريق بإخلاص ومثابرة والقريبون منه يوقنون أن اخلاقيته ومهنيته تمنعاه من خيانة ناديه مثلما اتخذ معارضوه ذلك ذريعة لإقالته ؟!
سيكون الجانب التنظيمي للمباراة على أهمية كبيرة اليوم تستلزم العمل الجاد من اللجنة الأمنية المكلفة بضبط المدرجات والمضمار والنقاط الخارجية المحيطة بالملعب تحسّباً للاقبال الجماهيري الكثيف الذي ستشهده قبل ساعات من انطلاق المباراة وهو أمر ليس مفاجئاً عن بال رئيس وأعضاء اللجنة الأمنية وحتى الاتحاد الذي يهمه فضّ الكرنفال بسلامة وأمان.
وإذا ما تم استكمال شروط تنظيم لقاء الكأس فنياً وأمنياً لن يبقى سوى النقل التلفازي بإخراجه الجديد ليضفي متعة كبيرة من خلال التنوع بزوايا التغطية على الأرض ومن الجو بأكثر من 18 كاميرا تدار بحِرفية عالية جعلت القنوات التلفازية وفي مقدمتها (الكاس وبي أن سبورت) حريصة على وضع المشاهد العربي في الحدث الكروي اللافت من بغداد والذي يستقطب اهتمام الملايين في داخل العراق وخارجه، ومن دون شك فإن ثقتنا بالشركة الناقلة ليست لها حدود نظراً لضمّها نوعية كفوءة من العاملين في النقل التلفازي وهم جنود مجهولون يسهمون بنسبة كبيرة في انجاح المباريات وإعادة تقييم كرتنا جيداً في نظر المحللين والمتابعين العرب والأجانب.
وفي الوقت الذي نبارك جهود جميع الأندية التي واصلت المشاركة في منافسات الكأس الى جانب تأدية التزاماته في الممتاز، فإن اتحاد كرة القدم مطالب بمراجعة ظروف المسابقة واعتبار أهميتها بموازاة مسابقتي الممتاز والنخبة، وبصراحة كان موقفه خجولاً إزاء انسحاب أندية (الصناعة وزاخو والطلبة والنجف والكهرباء ونفط ميسان والحدود والشرطة) من الدور32 الذي أقيم يومي 11 و 12 تشرين الثاني 2015 ، وتكرار ذلك في الموسم المقبل يجب أن لا يمرّ من دون عقوبة رادعة تحفظ هيبة الاتحاد باعتباره المسؤول عن انجاح مسابقاته ويتوجب على الأندية احترامها والمشاركة بفاعلية خاصة أن الفائز بها يُمنح بطاقة المشاركة كممثل ثانٍ عن الكرة العراقية في بطولة كاس الاتحاد الآسيوي.
متعة النوارس ولوعة الصقور
[post-views]
نشر في: 28 مايو, 2016: 03:52 م