ممثلو الشعب في مجلس النواب العراقي ، يقفون على خط شروع واحد في اطلاق تصريحات تضيف المزيد من الزيت على النار. الجميع ، باستثناءات قليلة جدا ، يحمل فتيلا ضمن فريق مشعلي الحرائق ، مع استعداد وسائل اعلام محلية لبثّ التصريحات من نوع الخارق الحارق لترسيخ الأزمات في الساحة العراقية لتظل مشتعلة على الدوام .ملامح جوه النواب والزعماء السياسيين اثناء عقد الاجتماعات لبحث امكانية التوصل الى حلول للأزمات المستعصية ، تعكس على الدوام حالة من الوفاق والتقارب ، الابتسامة تكون عادة للكاميرات لايصال صورة الى الرأي العام تفيد بأن الفرقاء متفقون على كل شيء باستثناء بعض القضايا سيتم تجاوزها بالحوار لتقريب المواقف مع تشكيل لجان لتسوية الخلاف .
خلال المدة الزمنية لقطع المسافة من مقر الاجتماع الى اقرب فضائية ، يحدث "الجقلبان" في موقف احد المشاركين ، في لحظة ظهوره على الشاشة يعلن بوجه عبوس ان الاجتماع كان شكليا لم يبحث قضايا جوهرية ، الخلاف مازال قائما وفشل الحاضرون في اعتماد حلول لتجاوز الأزمات المستعصية ثم ينهي صاحب التصريح حديثه بسيل من الاتهامات الموجهة الى الآخرين اصحاب الأجندات الخارجية .
" الجقلبان" في المواقف يثير استياء المشاهدين ، الاخبار العاجلة اسفل الشاشة تنذر بتداعيات خطيرة على خلفية تصريحات السياسي "ابو فتيلة" سامحه الله ، في اليوم التالي يصدر مكتبه الاعلامي بيانا يحذر فيه من المخططات الاقليمية العدوانية الساعية لإجهاض التجربة الديمقراطية ، ويطالب الاطراف المشاركة في الحكومة بتقديم المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية والفئوية ، وعبر اتصالات هاتفية يجريها ابو فتيلة مع وسائل اعلام محلية يكون بيانه قد نشر في وكالات انباء ومواقع الكترونية لم تقدر مخاطر خطابه في تهديد السلم الاهلي ، نموذج ابو فتيلة حاضر في جميع الكتل النيابية ، مشعلو الحرائق يعتقدون انهم من "الكتلة الناجية" الفرقة الوحيدة القادرة على رسم معالم الطريق نحو المستقبل المشرق.
احدى مؤسسات الإعلام الأجنبية ، ابلغت مكتبها في بغداد بالابتعاد عن نقل اراء واحاديث النواب العراقيين لقناعتها ، بأنها تدخل ضمن اطار تبادل الاتهامات ، لا تخدم رسالتها في توجيه خطاب متوازن لجمهورها، خطة مؤسسة الإعلام ربما تنطلق من دوافع لا تخدم المصالح العراقية الا انها في شكلها العام يمكن ان تصلح وصفة لمن يبحث عن حضور مهني في ساحة سياسية صاخبة ينبعث منها الدخان الاسود .
الحكومات المتعاقبة مع الاطراف المشاركة فيها من القوى السياسية ، فشلت في تحقيق منجز واحد يشكل بداية خط الشروع نحو دولة مدنية ، نسخة العراق الديمقراطية، كشفت بشكل واضح عن ارتكاب اخطاء فادحة تحتاج الى اعادة تصحيح بترتيب المعادلة من جديد، تسمح ببروز قوى سياسية جديدة ، تتبنى مشروعا يحقق طموحات العراقيين ، يلغي مخلفات الطبقة السياسية الحالية ورموزها من فئة "أبو الفتيلة".
مواقف "أبو الفتيلة "
[post-views]
نشر في: 28 مايو, 2016: 09:01 م