TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > فهرنهايت العبادي واستفتاء القاسم

فهرنهايت العبادي واستفتاء القاسم

نشر في: 28 مايو, 2016: 06:39 م

مرّةً أخرى  أُكرّر  ، إنَّ  خوض المعركة ضد عصابات داعش واجب وطني يتحمله كل عراقي  قادر على حمل السلاح ، فالدفاع عن الأوطان ليست مِنّة ، ولا مجال فيها للتباهي والتفاخر ، لا احد منّا يريد ان يُمضي ابناء الفلوجة أعمارهم محنيّي الرؤوس لداعش ، كلّ ما نريده الحرية مع الكرامة ، والامان مع العدالة ، لن نقبل أنْ يهان عراقي يتظاهر في ساحة التحرير ،  بحجّة أننا نحارب داعش ، الحرب ضد الإرهاب لاتعني فقط عودة الارض وطرد العصابات ، بل تعني بالمقام الاول أنْ تكون حياتنا جيدة ومعنوياتنا جيدة ، والناس تعيش بأمان واستقرار ، وأن تتوفر لهم الصحة والتعليم والخدمات وأرزاقهم مكفولة ،  فهذه مهامّ الحكومات مهما كانت أولوياتها،  وأُكرر القول مرّة اخرى لو أنَّ مجتمعنا كان ينعم بالامن والاستقرار والنظام السياسي المعافى ، لما استقوت علينا داعش ، ولما استفرد بنا  الجيران ورفاقهم ، ولما فقدنا الموصل وتكريت والانبار في ليالي مظلمة  ، لم يكن فيها مسموحا سوى صوت صاحب أحاديث الأربعاء ورفاقه .
لقد خسرنا 13 عاماً من عمرنا ، ونحن نذهب الى صناديق الاقتراع  لانتخاب سياسيين ومسؤولين لايملكون ذرّة إنسانية ولا نبلاً ، ويفتقدون الشعوربالمسؤولية الاخلاقية  ، سياسيون يلعبون و يروّجون لمفاهيم شديدة الفساد والأسى ، ، فيُصبح الاعتراض على الفساد  عملا إرهابيا ، يعطل مهام القوات الامنية ، فيما  إهانة المواطن في الشارع  من قبل قوات " الغبان " ومنعه من ممارسة عمله  عمل  يدخل في صلب المعركة ضد الإرهاب ، ولا يستحقّ حتى اعتذارا ولو مكتوب من مكتب وزير الداخلية    اليوم تمرّ ذكرى 46 عاما على تظاهرات طلبة باريس التي اجبرت رجلا بحجم ومكانة ديغول صانع نصر فرنسا وباني جمهوريتها الحديثة   
الى  معتزله في الجنوب يكتب مذكراته بفرنسا اكثر قوة واماناً ، كانت اللافتات التي نزلت الى الشوارع  تحمل جملة واحدة " عشر سنوات تكفي " ولم يلجأ الرجل الى قطع الطرق ولا  إغلاق الجسور ، ولا منع الصحف . قبل سنوات قرأت رواية  فهرنهايت 45”  للاميركي راي برادبري عن مدينة تُصدر قراراً  بحرق جميع الكتب، يقول حاكم المدينة :"  : "دعني أؤكد لكم أن الكتب لا تقول شيئًا انها تخرب ادمغتكم  "  اليوم حريق الكتب تحوّل الى قرارات بإغلاق الإنترنيت ومنع الدخول الى مواقع التواصل الاجتماعي ، إلّا بموافقة من سدنة حزب الدعوة الذين يُهيمنون على الاتصالات والإعلام .
وقريباً من  فهرنهايت العبادي  ، يعود لنا صاحب الاتجاه المعاكس فيصل القاسم  حيث يواصل منذ ايام  الإساءة للعراقيين والسخرية منهم ،لأنهم صمموا على القضاء على  داعش ، القاسم  يستخدم  سلسلة  من الأكاذيب والعداء والحقد والكراهية، لكل ما هو خارج مشروع "جهاد النكاح" الذي يُروّج له هذه الأيام .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram