اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ابتكرها الاذكياء ليستغلها الكسالى..التكنولوجيـا وتحديث الغش الامتحاني

ابتكرها الاذكياء ليستغلها الكسالى..التكنولوجيـا وتحديث الغش الامتحاني

نشر في: 31 مايو, 2016: 12:01 ص

الهدوء الذي تفرضه اجواء الامتحانات سهل للمدرس المراقب سماع صوت احدى الطالبات وهي ترد اسئلة المادة الامتحانية عبر جهاز اتصال. استفسر منها عن سبب ترديدها الاسئلة، حاولت الرد لكن الارباك كشفها، ولأن المدرس المراقب يخشى عواقب سحبه السماعة من اذنها استدعى

الهدوء الذي تفرضه اجواء الامتحانات سهل للمدرس المراقب سماع صوت احدى الطالبات وهي ترد اسئلة المادة الامتحانية عبر جهاز اتصال. استفسر منها عن سبب ترديدها الاسئلة، حاولت الرد لكن الارباك كشفها، ولأن المدرس المراقب يخشى عواقب سحبه السماعة من اذنها استدعى احدى المدرسات التي انتزعت السماعة الصغيرة من إذن الطالبة من تحت الحجاب. وحسب مصدر في التربية انها ليست الحالة الوحيدة فهناك عشرات الحالات التي تم اكتشافها سواء كان عن طريق السماعة المعروفة بـ(الذبابة) او طرق اخرى الكترونية.

ملقط وحزام غش
سهلت المنتجات الالكترونية  الحديثة والتي تباع في الاسواق المحلية الكثير من الأمور بل ألغت دور العديد من العاملين وسجلاتهم  في مختلف القطاعات لتكون عاملاً مساعداً للكثير من التفاصيل الحياتية. لكن ان تسهم بعض تلك المنتجات في عملية الغش لتحقيق نتائج وتفوق على حساب الآخرين فالأمر هنا بحاجة الى تقصٍ وتحقق من أولي الشان والاختصاص ومنهم مرتضى الفرطوسي صاحب محل لبيع الاجهزة الالكترونية في الباب الشرقي يصف سماعة الأذن المستخدمة المعروفة بـ( الذبابة اللحمية) لـ(المدى) انها سماعة بحجم الذبابة توضع في الأذن عبر ملقط دقيق ويتم ربط حزام مساعد حول الجسم بغية تأمين الاتصال اللاسلكي مع جهاز هاتف. وعن سعر هذه السماعة (الغشاشة) ذكر الفرطوسي: ان الاسعار متفاوتة مابين (200) الى(150) الف دينار وحسب الاحجام الموجودة. مشيراً الى ان الكثير من الطلبة قد اشترى من هذه السماعة خلال الفترة الماضية . لافتا: الى وجود سوق متخصص تباع به السماعة وأدوات أخرى مشابهة لذات الغرض وبشكل طبيعي أمام انظار الجميع.

تساعد الاجهزة الامنية
كما أوضح بائع الالكترونيات في الباب الشرقي: ان هذه السماعات تستعمل في اغراض عدة. منوها: الى استخدامها في بعض دوائر الدولة ذات الخصوصية او من قبل رجال الأمن او في المستشفيات خاصة غرف العمليات الكبرى.
في حين يرى سجاد حسين بائع آخر: أن هذه الاجهزة ربما تساعد على تنفيذ الغرض. مستدركا: لكن كشفها سهل من خلال تصرفات الطالب نفسه التي غالبا ما تكون مثيرة، وهذا ما يلفت نظر المراقب داخل القاعة.  مبيناً ان الكثير من الطلبة خاصة الكليات والصفوف المنهتية يشترون (الذبابة) واجهزة اخرى تستخدم لذات الأمر. مستغربا: ان الطلاب جاءوا برفقة اولياء امورهم الذين استمعوا لشرح مفصل من البائع لطريقة عمل السماعة.

تباهي وتفاخر بعض العوائل
سالم سعدون مدرس متقاعد تحدث لـ(المدى) عن هذه الظاهرة وتفشيها ايام الامتحانات قائلا: لقد ازدادت في الآونة الاخيرة ظاهرة تفنن  بعض الطلبة بالغش في الامتحانات وبمراحله المختلفة خاصة الصفوف المنتهية. مستغربا: من تباهي بعض أولياء الأمور وعوائل الطلبة بذلك. مشيرا: الى غياب دور الكثير منهم في اتمام العملية التربوية. واسترسل سعدون: للأسف الانظمة والتعليمات التي تطبق في الوقت الحاضر ليست بالمستوى  المطلوب فيما يخص العقوبات وردع الطلبة. مستذكرا: الفترة الماضية من الزمن وكيف كانت العائلة تخجل وتشعر بالاحراج في حال ضبط ابنهم يغش  في الامتحانات. مشددا: على التربية الأسرية انذاك ومتابعة شؤون الأبناء يختلف تماماً في الوقت الحاضر وهذا ليس عموميا وانما هناك زيادة ملحوظة في مثل هكذا تصرفات وغياب ملحوظ للمتابعة العائلية.

انخفاض مستوى التعليم
وأوضح المدرس المتقاعد: أن التكنولوجيا الحديثة شغلت أذهان الشباب عموماً من خلال شبكات التواصل الاجتماعي المنتشرة وسوء استخدامها من قبل الكثير عكس ماموجود في المجتمعات الاخرى. مشيرا: الى ان الكثير من الطلبة استغل هذه التكنولوجيا لغايات اخرى غير نزيهة. مبينا: ان وصول التكنولوجياً الى عملية الغش داخل القاعات الامتحانية وحسب مانسمع من الزملاء العاملين في مجال التدريس أصبح مصدر قلق كبير على المستوى العلمي عموماً. مؤكدا: على ان انخفاض المستويات العلمية للعديد من الطلبة بات واضحا وكبيرا بغض النظر على نسبة الاوائل من الطلبة المجتهدين والتي تظهر في نهاية كل عام دراسي.

ضبطنا العديد من الطلبة
عبد الوهاب عبد القادر مدرس في احد المدارس الثانوية في تربية الرصافة الاولى يقول لـ(المدى) لقد ضبطنا عددا من الطلبة يستخدمون سماعة لاسلكي توضع داخل الأذن بحرفية وربما تكون بمساعدة طبيب اختصاص. موضحا: لان طريقة وضعها قرب  طبلة الاذن تحديداً يحتاج مهارة. مشيرا: الى أن حالة تسرّب ألاسئلة من المراكز الامتحانية يكون عن طريق شخص قريب من المركز الامتحاني يقوم بعملية ايصال الاسئلة لحظة توزيعها على الطلبة. متابعا: من ثم يقوم بعض الاشخاص برد الإجابات الى الطلبة الذين يملكون السماعات. مؤكدا: ضبط العديد من حالات الغش بهذه الطريقة.

الخبرة وكشف الغش
وأشار عبد القادر: الى التعليمات الخاصة باللجنة الدائمة للامتحانات المركزية تشير الى أن ضبط مثل هذه الحالات تعامل على اساس (غش) ويتم التعامل مع هذه الحالة او اي حالة مشابهة على انها غش امتحاني. لافتا: الى ضبط عدد من الطالبات. مشددا: ان ارتداء الحجاب  للبعض منهن ساعد في عملية الغش. مستدركا: لكن تجربة المراقبين ومعرفتهم بجميع الامور الخاصة والتي تساعد على عملية الغش وهي مختلفة وعديدة  كان لها الأثر الكبير أكثر مما يتصور الطالب نفسه وقد يُفاجأ البعض من كيفية معرفة المراقب بهذه الامور التي أكتسبت بالخبرة.

اللجنة المشرفة وذكاء الطلبة
منذر صالح مدرس لغة انكليزية ذكر بحديثه لـ(المدى) أن وزارة التربية ليس لها اي دور في هذه العملية وانما هناك اللجنة الدائمية المشرفة على الامتحانات. موضحا: انها تضع الضوابط والتعليمات والاسئلة وغيرها من الأمور اذ تعمل على مدار السنة لتهيئة وتنظيم القاعات الامتحانية وتوفير الجو الملائم للطالب.
 وفي سؤال حول اسباب عدم تحذير الطلبة من استخدام تلك التقنيات في عملية الغش  بين صالح: ان اللجنة تحذر الطلبة من أي عملية غش اذا كانت تقليدية او الالكترونية . متابعا: ان اغلب الطلاب يعرفون بتلك الضوابط والاجراءات. مستطردا: إلا ان البعض منهم يتصور نفسه أذكى من المراقب بهذا الشأن. متمنيا: من هكذا طلاب استخدم عقلهم وذكائهم في فهم الدرس والاجابة الصحيحة بالامتحان. داعيا: أولياء الأمور والعوائل الى ضرورة متابعة اولادهم خاصة أيام الامتحانات لان أي خطأ يكلفهم الكثير وربما اعادة السنة الدراسية.

المراقبون من مناطق أخرى
الطلاب كانت لهم اراء بهذا الشأن ، منهم الطالبة في السادس علمي زينة مصطفى اعدادية الكرامة للبنات تقول لـ(المدى) أن رهبة الامتحانات والاجواء المتخذة من قبل الجهات ذات العلاقة وتواجد بعض الجهات الأمنية بالقرب من المركز الامتحاني والدخول الى القاعة الأمتحانية تجعلنا نشعر برهبة كبيرة واننا في قفص الاتهام. وعن محاولة البعض من الطلبة الغش. قالت: هي حالات فردية تعكس مستوى الطالب. مبينة: ان الكثير منهم يُمسك به الأمر الذي يكلفه الكثير وربما يعتبر راسباً في المادة.
أما الطالبة أزهار حسين فقد ذكرت : نسمع بعض الاشاعات عن  قيام المراقبين بعملية الرد ومساعدة الطلبة لقاء مبالغ مالية. مضيفة: أو السماح لبعضهم بالغش وغض الطرف عنه. لافتة: ربما يكون البعض منها صحيحا. مردفة: ان الكثير من المراقبين هم من مدارس  ومناطق اخرى. مشيرة: الى وجود اكثر من مراقب في القاعة الامتحانية والمتابعة المستمرة من قبل ادارة المركز الامتحاني ربما تقلل من حالات الغش.
الغشاش والكليات العلمية
بتول قاسم مدرسة ومراقبة في احد المراكز الامتحانية تحدثت لـ(المدى) عن حالات الغش والطرق الجديدة قائلة:  سمعنا وجود سماعات للأذن تباع في الاسواق المحلية يتم ربطها مع منظمة لاسلكية ورد الاجابة على الاسئلة الى الطالب. مبينة: ان هذا العمل غير اخلاقي ومعيب جداً على الطالبة والطالب حتى وان نجح وانتقل الى الكلية تبقى وصمة عار في مسيرته التعليمية. مبدية أسفها ربما يصل البعض من هولاء الى كليات علمية مثل الطب والهندسة وربما ينتهجون ذات الأمر. داعية الجهات المعنية وخاصة وزارة التربية الى اتخاذ الاجراءات المناسبة والعقوبات الرادعة لكن من يضبط حالة غش اذا كانت عبر الوسائل التقليدية أو الحديثة مثلما يطلق عليها الالكترونية.

أحجام وأنواع وأسعار
المهندس في اختصاص التقنيات  فائز عبد الله ذكر لـ(المدى) هناك انواع عديدة من هذه السماعات بعضها صغيرة جدا لدرجة أنها تختفي داخل الاذن. مبينا: انها  تدعم تقنية اللمس ومصنوعة من المطاط للحفاظ على ثبات السماعة بداخل الاذن. منوها:  أنها مريحة وخفيفة الوزن ممايعني أن حاملها لن يتأثر بوجودها داخل أذنه أو ينزعج منها أثناء الاستخدام الطويل.
وبشأن المواصفات الاخرى للسماعة ذكر المهندس: المواصفات التقنية لتلك السماعة  والمنتشرة في السوق حالياً والتي يستخدمها بعض الطلبة في الغش الامتحاني مزودة بعازل صوتي. مبديا أسفه لاستخدام هذه التقنيات التي اكتشفت بالجهد والمثابرة والدراسة في الغش. مشيرا: الى ان اسعارها تختلف حسب النوعية والجودة والكفاءة. مبينا: انها صنعت للحالات الانسانية والخاصة أو بعض الاستخدامات الامنية.

مراكز الاحياء السكنية
مدير أحد المراكز الامتحانية في قاطع تربية الرصافة الاولى رفض الكشف عن اسمه اوضح لـ(المدى): كمراكز امتحانية وكمراقبين نعلم جيداً أن هناك العديد من الطلبة يستخدم هذه التقنيات. متطرقا: بدرونا نأخذ بنظر الاعتبار هذا الموضوع من خلال مراقبة محيط المركز الامتحاني والاشخاص الذي يقفون بالقرب منه . مستدركا: لكن للأسف بعض المراكز الامتحانية تقع وسط الاحياء السكنية الأمر الذي يضيع فرصة القبض عليهم او على الطلاب. موضحاً:  ان الطلاب يقومون باقتناء تلك  السماعات والمكونة من جزءين، الاول بحجم نواة البرتقال يتم دفنها في الأذن والتواصل عبرها مع شخص خارج القاعة باستعمال الهاتف الخلوي.مبيناً: أن قصة الغش التكنولوجي الحديثة هي وسيلة جديدة دخلت الى قاعات الامتحانات ويتم التسويق لها بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. حورية

    مقال في الصميم .هل بالامكان مساعدتي في الحصول على مراجع في الغش الالكتروني لانني احضر رسالة دكتورا في الموضوع

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram