TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الداخليّة تعتقل جسر الجمهورية !

الداخليّة تعتقل جسر الجمهورية !

نشر في: 30 مايو, 2016: 06:43 م

لعلّ الجزء الأكبر من أخبار هذه البلاد مقلقٌ ومخيّبٌ للآمال، لكن هناك أيضا أخبار تُصنّف في خانة "البليّة"، وكأنما كلّ هذه الأخبار المحزنة والمثيرة للأسى لا تكفي، فقد اكتشفنا إنَّ هناك نيّة حكوميّة لاجتثاث جسر الجمهورية ،  باعتباره يشكّل قلقاً على سلامة المنطقة الخضراء وسكّانها
مثيرة للأسى صورة  الجسر وهو معتقل بأمر وزارة الداخلية ،  التي لم تقدم لنا مبرّرات وجيهة عمّا جرى للجسر ولماذا الاستمرار في اعتقاله
، وإذا كان لا يحقّ لأحد أن يُصادر حقَّ بعض المسؤولين في أن يروا في أنفسهم ما يشاؤون ، فإنّ من حقّنا أن نطالبهم بتقديم الدليل على أنّ جسر الجمهورية  يُنفّذ أجندات خارجية  ! وأنه مشمول بالاجتثاث استناداً إلى قرار صادر عن وزارة الداخلية  ، لأننا نريد أن نعرف كيف استطاع هذا الجسر  الشرّير أن يخدعنا كلّ الوقت، ويُقنعنا بأنه مع العملية السياسية ، فيما هو يريد أن يقف بوجه الإصلاح " التكنوقراطي " الذي يقوده  حيدر العبادي .  
هل هناك " بلاوي " أُخرى ،  نعم ياسادة  هي السادة أعضاء مجلس النواب الذين نسوا أنّ هناك معركة يخوضها العراقيون في الفلّوجة ، كلّ ما في الأمر أنهم مشغولون  بالسؤال عن قرار المحكمة المُعنون " لا غالب ولامغلوب "  ، وجلسوا في قصورهم  يفكّرون في أُسلوب إخراجيّ جديد لحركة مسرحية اعتصام جبهة الإصلاح . ولذلك لا أُوافق أبداً على ما ذهب إليه البعض من أنه كان يفترض أن يترك " روزخونيّة العراق "  مشاغلهم الضخمة ومسؤولياتهم  الحزبية ، ليُضيعوا دقائق من وقتهم الثمين في  متابعة  سير المعارك ، أو حتى إصدار بيانات يواسون فيها عوائل الشهداء ويُعزّون الشعب  في مصائبة التي لايريد لها أحد منهم أن تتوقف  .
قد يتآمر البعض ويتوقف بالتفكير قليلا في المقارنة بين حجم ودرجة اهتمام بعض الحكومات الغربية " الكافرة " حين يسقط لديها ضحية او ضحيتان  ، وبين ردّ  فعل نوابنا على مئات الضحايا الذين يسقطون كل يوم  ، وهي مقارنة لا تجوز، لأسباب عدة ليس من بينها أن المسؤول الغربي لديه ضمير ، فيما نحن نعيش في ظل ساسة ومسؤولين  أُصيبوا بمرض مزمن في الضمير، بل لأن  " الروزخون العراقي  "  تحول من  حامي   لمصالح الناس، إلى سماسر للمنافع والمناصب .
لست أفهم لماذا يخاف السيد العبادي من جسر الجمهورية ، يجب أن نخاف جميعا  ليس من تظاهرات الشباب ، بل من نسبة الخراب الذي يزحف على مؤسسات الدولة  ، ومن غياب أي محاولة جدية لعمل سياسي  حقيقي،  يجب أن ننتبه إلى أنه أصبح من المستحيل في هذا المناخ المضحك ، ولادة اصلاح حكومي من برلمان كسيح ، يحاول ان يداري فشله باصطناع معارك وهمية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram