بعد غياب دام لاكثـر من 8 سنوات عادت السينما الالمانية لتشارك في مهرجان كان الاخير بفلم متميز للمخرجة مارين آدي،عنوان الفلم هو (توني اردمان) وقد كان من الافلام المرشحة بقوة لنيل السعفة الذهبية لمهرجان هذا العام،ومع ذلك فقد حصل هذا الفلم على جائزة نقاد
بعد غياب دام لاكثـر من 8 سنوات عادت السينما الالمانية لتشارك في مهرجان كان الاخير بفلم متميز للمخرجة مارين آدي،عنوان الفلم هو (توني اردمان) وقد كان من الافلام المرشحة بقوة لنيل السعفة الذهبية لمهرجان هذا العام،ومع ذلك فقد حصل هذا الفلم على جائزة نقاد صحافة الفيلم العالمية . وقد علق وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينمايرعلى خبر الفوز هذا بقوله: "مع الأسف لم تنجح مارين آدي مع فيلمها توني إردمان بالفوز بالسعفة الذهبية، رغم النقد الإيجابي الذي حصده الفيلم. إلا أن فوزها بجائزة نقاد صحافة الفيلم العالمية، التي أهنئها عليها من كل قلبي، يشكل خير دليل على أنها أسرت قلوب الكثيرين من زوار مهرجان والمشاركين فيه."
نال هذا الفيلم اعجابا منقطع النظير من عديد من النقاد والمشاهدين لمزجه ببراعة بين الكوميديا والدراما في قصة انسانية رائعة تجمع بين جيلين يحمل كل واحد منهما رؤية معينة للحياة مختلفة واحيانا متناقضة مع رؤية الآخر.
يتناول فيلم "توني إردمان" قصة أستاذ الموسيقى فينفريد، البالغ من العمر 65 عاما(يجسد دوره الممثل النمساوي بيتر زيمونيشيك) ، عاشق المرح والمزاح. وهو يعيش مع كلبه العجوز.وابنته إينيس (تجسد هذه الشخصية الممثلة الألمانية ساندرا هولر)، ،التي تحقق نجاحا مهنيا كبيرا، وتجوب العالم من أجل تحسين وتطوير الشركات المختلفة. أي أن الأب والابنة كانا على وجهي نقيض متباعدين إلى أقصى الحدود: هو صاحب المشاعر، ذو التوجهات الاشتراكية لجيل الستينات ، وهي مستشارة الشركات العقلانية الجدية، التي تسعى إلى إتمام مشروع أوروبي كبير في رومانيا، وتحارب كسيدة قوية لتفرض نفسها وتثبت ذاتها في عالم مهني يسيطر عليه الرجال. وبما أن فينفريد لا يرى ابنته كثيرا في البيت، فإنه يقرر زيارتها بشكل مفاجئ بعد وفاة زوجته. وبدلا من أن يخبرها مسبقا بهذه الزيارة، يفاجئها بأسنان اصطناعية ونظارة شمسية في بهو الشركة. إينيس تحاول جاهدة أن ترسم ابتسامة على وجهها، وتصطحب والدها ببنطال الجينز القديم إلى حفلات الاستقبال المهنية ومواعيد المعارض. إلا أن هذه الزيارة لا تقود إلى أي تقارب بين الاثنين. فينفريد يزعج ابنته باستمرار بنكات سخيفة وانتقادات هزيلة لحياتها المحكومة بضغط العمل والسعي إلى النجاح، بين الاجتماعات والفنادق وأعداد لا حصر لها من رسائل البريد الإلكترونية. يصل الأب والابنة إلى طريق مسدودة، وتندلع المواجهة بين الاثنين ...
في مقابلة لها مع موقع ( فلمستيج )الالكتروني تشير المخرجة مارين آدي الى انها استلهمت شخصية بطل الفيلم من والدها الذي يمتلك هو ايضا حس الفكاهة والمرح:
لقد مرت سبع سنوات منذ عرض فلمك الاخير (كل الاخرين)هل واجهتك صعوبات في الحصول على تمويل لهذا المشروع الجديد ؟
- لحسن الحظ، فإن النجاح الذي حققه فلم (كل الاخرين) كان له تأثير كبير،لذلك لم اجد في الواقع صعوبة في الحصول على تمويل لهذا الفيلم. وحقيقة أن السيناريوكان يحوي بعض العناصر الكوميدية فان ذلك كان عاملا مساعدا أيضا. ورغم ان الفترة بين الفلمين كانت سبعة اعوام الا اني بذلت الكثير من الجهد - و لم آخذ قسطا من الراحة، كما يعتقد الاخرين. على العكس من ذلك، لقد عملت على هذا السيناريو لمدة عامين تقريبا...
هل كانت لديك مخاوف حول طول الفيلم؟ وهل قمت بحذف شيء منه ؟
- في الحقيقة لم أخطط لان يكون وقت الفلم طويلا. كنت أفكر ربما بـ 130 دقيقة، اطول قليلا من فلمي الاخير.
الم يحذرك احد من ان الفلم قد يكون طويلا جدا ؟
- بالتأكيد. وخصوصا من قبل الموزعين..قالوا لي أن المشترين قد يترددون في شرائه بسبب طوله. على الرغم من أن بعض الناس قالوا لي ان هناك أفلاما طويلة أخرى في مهرجان كان لهذا العام، وأن فلمي أطول من المعدل بخمس عشرة دقيقة فقط وكان ذلك مناسبا بالنسبة لي.
هل كان لدورك كمنتجة للفيلم اثر في اتخاذ مثل هذا القرار ؟
- سواء كنت المنتجة أم لا، فقد شعرت دائما أن على المرء ان يحاول وبعدها سيرى ما هو الصحيح. أنا لا أعتقد ان فيلما ما يكون أكثر جاذبية لمجرد انه أقصر.
من اين استلهمت شخصيات عملك؟ هل هي مستوحاة من تجارب شخصية؟
- شخصية الأب كانت بالتأكيد مستوحاة من شخصية والدي إلى حد ما، فهو يمتلك حسا كبيرا من الفكاهة. وهذا الجزء كان سهلا نسبيا. وكنت مهتمة فقط في عكس ديناميكية العلاقة التي كانت قائمة بين الأب وابنته، وكيف كان بامكانهم معرفة بعضهم البعض من جديد. أما بالنسبة للإبنة: فقد رغبت باختيار مهنة لها تختلف تماما عن مهنتي. واجد أنه من الممتع انك تتعلم شيئا من خلال عملك في الفيلم. في فلميَّ السابقين قمت فقط ببعض التحضيرات والبحوث البسيطة، ولكنني، هذه المرة، تعمقت كثيرا في كل شيء . ؟ كنت اريد ان استكشف الاسباب التي تجعل تعامل الآباء قاسيا، ولماذا يصيبنا الاحراج حين يطلعون على امورنا الشخصية ،او يشاركون في حل مشاكلنا.
يبدو ان حوار الفيلم واقعي جدا. هل تم ارتجال قسم منه أم ان كل شيء كان مكتوبا في السيناريو؟
- أنا احاول بقوة ان اشجع على خلق جو لا يخاف فيه الناس من محاولة تجربة أشياء جديدة، حيث يمكن ان تحدث مفاجآت، ولكن، في هذا الفلم، لم يكن هناك الكثير مما لم يكتب في السيناريو.
ما هي الدراسات والتحضيرات التي قمت بها فيما يتعلق بشخصية الابنة؟
- التقيت مع نساء من شركات مختلفة والقيت نظرة على عالمهن. وفيما بعد اصبحت مفتونة بوظيفة مستشاري الشركات، لأنهم في مرحلة ما، يلعبون أيضا دورا مهما.
هل كانت انظارك متجهة نحو مهرجان كان منذ البداية ام انك نظرت أيضا الى مشاركة الفلم في مهرجان برلين السينمائي؟
بالتأكيد كنت ارغب بتقديمه إلى مهرجان برلين لكنني أصبحت أما للمرة الثانية مع اقتراب موعد المهرجان ، لذلك لم يعد ذلك خيارا قابلا للتطبيق لأنني لا يمكن الانتهاء منه في الوقت المناسب. أما بالنسبة لمهرجان كان: فقد كان مجازفة من قبلي لأنه، من أجل الوفاء بالموعد النهائي، فقداضطررت الى العمل الكثير مباشرة بعد الولادة، دون معرفة ما إذا كان سوف يتم اختيار الفلم أم لا. لم تكن تلك تجربة ممتعة ابدا. ولو لم يتم اختياره لكنت قد شعرت بانني أكبر حمقاء في العالم. ولكن ذلك لم يحصل ، ومع هذا فقد أرسلت الفيلم في وقت متأخر إلى حد ما.
في مهرجان كان هناك شيء ما يتعلق باشتراك المانيا (لم يشترك فيلم الماني في المنافسة منذ7 سنوات) وايضا باشتراك العناصر النسائية . هل لديك تصور معين بشأن كسر كل من هذه المحرمات؟
- انا امثل الحالتين - الفلم الماني والمخرج امرأة. وأعتقد أنه أمر غريب الى حدما الاعتقاد ان مشكلة وجود عدد قليل جدا من صناع السينما من النساء قد حلت بمجرد وجودي هنا. ولكن إذا كان بامكاني ان اقدم صورة جديدة للسينما الألمانية فانا سعيدة بوجودي في مهرجان كان .
بالنسبة للمشاهدين من خارج ألمانيا بخاصة ، فإن وجود كوميديا المانية يبدو امرا غريبا. ما الذي ساعد برأيك على كسر هذه الصورة النمطية؟
- أعتقد أن الموضوع الرئيسي للفيلم هو الصراع الداخلي بين الأب وابنته، ولهذا السبب فقد بذلت كل ما استطيع لاجل التأكد من ان المشاهدين سوف يتعاملون بطريقة أو بأخرى مع كليهما من دون أن يقفوا أيضا الى جانب احدهما. وهذا الشيء كنت قد حاولت أن افعله مع فيلمي السابق، ولكن أعتقد أن الفيلم في نهاية المطاف قد انحاز أكثر الى الفتاة. ولكني في هذا الفلم حاولت أن اوازن بينهما أكثر.