TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حكاية يوم الجمعة

حكاية يوم الجمعة

نشر في: 3 يونيو, 2016: 06:54 م

يعرف القرّاء الأعزاء ، أننا دولة بلا برلمان ،  وأنّ الحكومة ضعيفة ومكسورة الجناحين  ، وأنّ الوضع الاقتصادي صعب جدا . وان معظم العراقيين ملّوا من الوعود  . والجميع يعرفون أنّ وسط بغداد مغلق كل جمعة  ، ولكن لاأحد يعرف متى تنتهي هذه المهزلة " الأمنية "  ولماذا تستمر بنفس " النجاح " كل أُسبوع ؟ ، فأين إذاً سنجد الأُعجوبة العراقية التي يمكن لها أن تخفّف عنا غياب النائبة عواطف النعمة .
الذي لا نستطيع  رؤيته  أحيانا هو  التآخي الإنساني بين العراقيين ،  في بلد يصرّ ساسته وبرلمانه وحكومته على تقسيمنا الى طوائف وعشائر وأقوام ،  في هذا البلد المنكوب بعهر السياسة وعنجهية رجالها ، قرأتُ خبراً مفرحاً لم ينتبه له الكثيرون للأسف ، فقد نشرت وسائل الإعلام  خبراً عن أربع طالبات عراقيات أعمارهن لاتتجاوز الأربعة عشر ربيعاً فُزنَ ببراءة اختراع بالمركز الاول من بين 1800 اختراع على مستوى الولايات المتحدة وكندا، في مسابقة اقامتها وكالة ناسا الفضائية  التي لقّبت الفتيات الاربع بفتيات الفضاء  .
الفتيات الهاربات من جحيم المفخخات ، ومن وجوه ساسة الصدفة  كُنّ
 من ثلاث محافظات ، اثنتان من بغداد وواحدة من كركوك والرابعة من البصرة ، قضينَ  مع عوائلهنَّ سنوات من العذاب والحرمان في تركيا من أجل الحصول على لجوء إنساني .
ربما سينتفض قارئ " حامي الدم " ويقول لماذا تُمجّد عوائل  فضّلت بلاد الغربة على اوطانهن ، وتسكت عن تمجيد مواطنين يدافعون عن وطنهم ؟ في هذه المسألة ربما يكون المواطن على حق  ، لو اعتبر ان العلم هو ايضا دفاع عن الوطن ، وهو أسمى حالات الدفاع ، ثم ياسيدي  ماذا لو ان الفتيات عشنَ في البصرة او بغداد او كركوك ، ربما سيطلب منهنَّ ان يشاركنَ  في مهرجانات التكليف الشرعي التي يبرع بها ساستنا الأشاوس  !
وأعود الى  خطة وزارة الداخلية بإلغاء يوم الجمعة من حياة العراقيين
وأ تذكر كتابا جميلا قراته منذ سنوات  للمؤرخ الاميركي الراحل هوارد زن،بعنوان قصص  لاترويها هوليوود  ، ولن  أنسى أبداً جملة  يمكن أن تشكل في نظري منهج حياة لكل مواطن يريد تغيير بلاده إلى الأحسن والارقى : "لا تنس أنك مواطن". وهي عبارة قصيرة يلخّص فيها زن حقيقة أن الدول لا تتقدم، إلا عندما يكفّ المواطن عن التماس الأعذار لمن يتحكون بمصيره ، ويتذكر أن دوره الوحيد هو أن يطالب بحقه في أن يحكمه حكام سيعون الى جعل حياته أكثر أمناً واستقراراً وأقل سوءاً وتعقيداً. والا فلا مفر سوى الاحتجاجات التي شعارها " لاتتراجعوا "

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram