خديعة اسمها الإصلاح مع انها إعادة تدوير ، من خلال هذه الجملة يمكن تلخيص الوضع السياسي الحالي في العراق لو أردنا أن نُسميه من الجانب الفني ، ويبدو ان الفنان التشكيلي زياد جسام توصل إلى هذا العمق البصري للحقيقة السياسية الحالية ، فحسر موضوعة الإص
خديعة اسمها الإصلاح مع انها إعادة تدوير ، من خلال هذه الجملة يمكن تلخيص الوضع السياسي الحالي في العراق لو أردنا أن نُسميه من الجانب الفني ، ويبدو ان الفنان التشكيلي زياد جسام توصل إلى هذا العمق البصري للحقيقة السياسية الحالية ، فحسر موضوعة الإصلاح ، والسياسة ، وحكاية التظاهرات العراقية ، وردود أفعال الحكومة العراقية وبرلمانها في معرضه الأخير الذي حمل عنوان " إعادة تدوير " والذي افتتحه مساء الخميس الفائت على قاعة مؤسسة برج بابل .
المعرض ضج بالحضور الذي امتزج بين جمهور التظاهرات والسياسة وجمهور الفن ، فلم يكُن العرض ذا سمة جمالية وفنية فقط ، بل تجاوز ذلك ولامس قضية ابناء هذا الوطن ، وما يعانيه هذا البلد من واقع سياسي بات على قيد الفشل وهو إعادة تدوير الساسة بعد كل دورة انتخابية وإجلاسهم على كراسي جديدة بربطات عنق تختلف باللون إلا أن الأجساد ذاتها والعقول ذاتها مع تغير المسميات .
وتذكر نائبة رئيس مؤسسة برج بابل ذكرى سرسم أن " ننظم اليوم في مؤسسة برج بابل معرض للفنان زياد جسام ، المعرض يحمل اسم إعادة تدوير ، مركب من الالوان الزيدية والدستليشن آرت ." مُشيرة إلى أن " المعرض يوجه رسالة نقد لاذعة لساسة العراق ، أن حكومتهم هي نتاج إعادة تكرار ذات الوجوه التي تظهر على الشاشة ولكن بالنتيجة هنالك تراجع بالخدمات ، تراجع في الموازنات ودون تقيدم حلول بديلة ."
واكدت سرسم قائلة "أن المؤسسة سعيدة بتقديم هكذا عمل مميز ، وبالتعاون مع فنان مثل زياد جسام ، كما أن العمل جديد للمتلقي ونحاول أن يكون الفن ليس وسيلة جمالية فقط بل هدف ورسالة ، للإشارة إلى قضية أو حل قضية ما ."
بدوره ، ذكر الفنان التشكيلي زياد جسام :"هذا المعرض جاء امتدادا لمعارض سابقة ، آخرها أُقيم في باريس وقد رسمت لوحاته بطريقتي التعبيرية المعروفة ، ولكن هذا المعرض اختلفت التقنيات فيه ، وقد استخدمت خامات أخرى ، وقد عرفت عنها الفن المفاهيمي أو الانستليشن واستخدمت الكهرباء والاشياء الحركية والخشب وبعض الخامات كمكملات للعمل ."
وأشار جسام " أن توقيت هذا المعرض جاء امتدادا لما يمر به البلد من تظاهرات تخص الشارع العراقي ، مطالبة بالإصلاح والتغيير ، فهنالك مأساة حقيقية يمر بها هذا البلد وقد جاءت هذه المأساة بسبب إعادة تدوير السياسيين غير الكفوئين وهذا واضح من خلال ادائهم في جميع مفاصل الدولة ، لهذا اسقطت هذه المفردة على هذا المعرض والذي سيلاحظها الكثيرين على الجانب السياسي ."
وبيّن جسام أن سبب تسمية هذا المعرض من وجهة نظر المختصين " أن إعادة التدوير تفقد خواص الخامة وتكون كفاءتها اقل من السابق ، وهذا ايضا يُلائم الوضع السياسي فهم غير كفوئين في مناصب سابقة ، وحين ينتقلون إلى مناصب أخرى يبدون بشكل أسوأ ." مؤكداً " اتمنى أن اكون قادراً على الوصول إلى ما يطمح إليه المتلقي ، وأستطيع إتمام رسالتي الفنية بهذا الخصوص ."