اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تشكيل وعمارة > الشاعر والفنان العراقي علي البزاز يعرّي فكرة الباب

الشاعر والفنان العراقي علي البزاز يعرّي فكرة الباب

نشر في: 3 يونيو, 2016: 06:00 م

تذكرنا أعمال الشاعر والفنان التشكيلي العراقي المغترب علي البزاز التي عرضها على قاعة نيمار في المركز الثقافي الهولندي في الرباط بمقولات باشلار وجانوس حول مفهوم الباب والداخل والخارج والوجه والقفا ومفهوم المواربة والمخاتلة والمكر على الدوام . لا يخلو ا

تذكرنا أعمال الشاعر والفنان التشكيلي العراقي المغترب علي البزاز التي عرضها على قاعة نيمار في المركز الثقافي الهولندي في الرباط بمقولات باشلار وجانوس حول مفهوم الباب والداخل والخارج والوجه والقفا ومفهوم المواربة والمخاتلة والمكر على الدوام . لا يخلو اي عمل من اعماله من هذه الفكرة التي تكون دائما بحاجة الى توضيح او اكتمال بوصفها مفهوما وليست صورة او لوحة لأنها تحيل دائما الى الزمن الذي يعد هو نفسه مفهوما غير قابل للرصد والثبات .
المفارقات السيميائية التي تثيرها هذه الاعمال ، بالاضافة الى الثنائيات والتضاد الدلالي تجعل من العسير ان تكون هذه الاعمال صالحة لكي تكون مكملاً جمالياً للجدران او الديكورات لأن الفنان جعل لها وجهين او زمنين او قيمتين جماليتين متضادتين . فهناك الوجه وهناك القفا ، الوجه له تاريخه ولونه وآثار الزمن عليه كما هو الحال مع القفا الذي يكاد يكون مضاداً سيميائياً للوجه بحيث تبقى اللوحة معلقة في العدم لأنها لا تملك زمنها الخاص ولا وجهها او قفاها ، وهنا تكمن المفارقة .
من المفارقات الاخرى في هذا المعرض ان اللوحات بمضامينها التجريدية واشكالها ومادتها المتلاشية المهملة لا يمكن ان تصنع زمنا ومكانا لها لأنها اولا غير قابلة للتعليق على الجدران ، فهي تتدلى من السقوف وتبقى في حالة حركة دائبة كمفهوم قلق يبحث عن رسوخ واطار لكي يستقر وفق رؤية منهجية قريبة من رؤية القصيدة الحديثة التي يكتبها البزاز بالتقنية نفسها .
ولأن علي البزاز يعمل على الابواب ،وهي كما ذكرنا في البداية عند باشلار مورابة وماكرة ، فإن اعماله ذات الوجهين تشبه كثيرا المكر الذي تحيل اليه الباب ، خصوصا عندما يكون لكل وجه لون وتقنية خاصة . وجه يدعوك الى الدخول ويرحب بك والاخر يطردك ويقفل دونك الباب بعنف ، مفارقة الامتلاء والخواء واحدة في الكثير من هذه الاعمال المنفذة على مادة الخشب المطواعة . يمارس علي البزاز على اعماله الكثير من التجريب لأنه ببساطة لم يدرس الرسم في اكاديمية او معهد فني ، لذلك فهو لا يخاف مثل الفنانين المكرسين لأن النتائج الاولية التي يحصل عليها لا تبهره الى درجة انه يشعر ان هذه الاعمال لن تكتمل ابدا .
تقنية الحفر والحك والحرق واستخدام بعض السوائل بالاضافة الى الكولاج تمنح الفنان حرية كبيرة في جعل اللوحة متحركة واجراء توازنات قلقة مقصودة تجعل اللوحة في حالة حركة دائمة . تغيير وظائف الاشياء في العمل على فكرة الباب يعطي الاعمال طابعا تجريديا سرياليا مثل وضع المفتاح على سطح العمل وليس في مكانه المناسب ، في المقابل يترك البزاز بعض الابواب العتيقة بمساميرها وما تراكم عليها دون تغيير لكنه يعمل عليها لكي تبدو في النهاية ايقونة ملونة .
لا يمكن ان نعد اعمال علي البزاز التشكيلية اعمالا فطرية مع انه لم يدرس الرسم لانها تنطلق من قاعدة معرفية صارمة لها علاقة متينة مع الشعر عميقة وظفها بطريقة حسية وخيالية وفكرية كالحفر في اللغة اثناء الكتابة الشعرية . سبق للبزاز ان اصدر اربعة دواوين شعرية باللغة الهولندية ومثلها باللغة العربية صدرت في بيروت عن "دار الغاوون" في اوقات متفرقة وله مشاركات في المعارض التي تقام في المغرب بين وقت واخر ويعد لإصدار بعض الكتب الشعرية والفنية في الايام القادمة . شارك البزاز في تصميم الكثير من الأغلفة لكتب شعرية وروائية كانت حاضرة في الدورة الاخيرة لمعرض الكتاب في الدار البيضاء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

شباب كثر يمرون بتجارب حب وعشق فاشلة، لكن هذا الإندونيسي لم يكن حبه فاشلاً فقط بل زواجه أيضاً، حيث طلبت زوجته الأولى الطلاق بعد عامين فقط من الارتباط به. ولذلك قرر الانتقام بطريقته الخاصة....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram