على ضفاف نهر دجلة في شمال العاصمة بغداد تقع جزيرة بغداد السياحية التي كانت تعتبر من اجمل المتنزهات والأماكن الترفيهية اذ تنتشر فيها المطاعم والمسابح وقاعة للعب "البولينغ" وساحات لكرة القدم وكرة المضرب وحدائق واسعة توزعت فيها شقق سياحية، اضافة ا

 على ضفاف نهر دجلة في شمال العاصمة بغداد تقع جزيرة بغداد السياحية التي كانت تعتبر من اجمل المتنزهات والأماكن الترفيهية اذ تنتشر فيها المطاعم والمسابح وقاعة للعب "البولينغ" وساحات لكرة القدم وكرة المضرب وحدائق واسعة توزعت فيها شقق سياحية، اضافة الى بحيرة اصطناعية تحيط بها الأشجار المنوعة يتوسطها برج يعد الأعلى في بغداد. لم تسلم هذه الجزيرة ، التي كانت يوماً ما ملاذاً سياحياً آمناً للعوائل البغدادية وللسفرات المدرسية من المدن المجاورة للعاصمة، من الدمار والسلب والنهب بعد نيسان 2003، فلحق بها ركود اقتصادي وإهمال حكومي عمَّقه الاقتتال الطائفي.

التأهيل الاول للجزيرة كان جزءا من مشروع كلفته 1,5 مليون دولار، بالتعاون بين وزارة السياحة والحكومة الأمريكية عبر عمل القوات العراقية مع الجنود الامريكان الذين اتخذوا من الجزيرة موقعاً لهم أعاد بعض مفاصله للعمل لكن دون جدوى. وبحسب مختصين ، فإن الجزيرة بحاجة الى جهود كبيرة لتعود مجددا  لسابق عهدها، لكن ذلك يبدو ضرباً من الخيال لتفشي الفساد في مفاصل الدولة العراقية والترويج للاستثمار بشكل كبير، حتى ان بعض التسريبات الإعلامية تفيد بأن ضغوطات تمارس على رئيس الوزراء حيدر العبادي من مقربين له لاستثمار هذا المرفق السياحي المهم الذي يمكن ان يؤمن واردا لميزانية الدولة لو اعيد العمل به بشكل صحيح، اذ تنص التعليمات على دفع مبلغ دخولية للجزيرة ومبالغ اخرى لاستخدام مرافقها العديدة التي يمكن ان تستخدم في الكثير من الفعاليات الاجتماعية والثقافية والفنية.  
بعد مرور العديد من السنوات على إغلاقها، تعود جزيرة بغداد السياحية لتفتح ذراعيها لزوارها من جديد، بعد إكمال اعمار البعض من مرافقها التي خربتها آلة الحرب والفوضى الأمنية بعد عام 2003م. ومنذ افتتاحها فإن عدد القاصدين للتمتع بمرافقها يرتفع تارة وينخفض اخرى  بسبب نقص الخدمات وضعف الاهتمام بالبنى التحتية سواء كان ذلك في المسرح او مرسى الزوارق او السينما الصيفية وحتى المطاعم والمتاجر التي يفترض انها تقدم خدماتها لضيوف الجزيزة ، فبعضها غير صلاح ناهيك عن ضعف الخدمات الصحية بل قل انعدامها.
سامي عبد الكريم –مدرس- استذكر ايام السفرات المدرسية وكيف كان الطلاب ينعمون بقضاء اوقات مرحة وسط ربوع وحدائق الجزيرة. مبدياً أسفه على ما آل اليه حالها هذه الايام، مبينا: انه ارتأى قضاء عطلة عيد نوروز برفقة عائلته في الجزيزة ، لكنه فوجئ بتردي حالها وانعدم الخدمات كافة. مشيرا الى تدني مستوى البنى التحتية واهمال بعضها بشكل كبير.
سلوى عبد الامير –موظفة حكومية- أبدت تذمرها من حال الجزيزة السياحية والتي لم تعد كذلك حسب وصفها، موضحة : يبدو ان التآمر على البلد وصل الى المرافق السياحية بعد القضاء على الصناعة والزراعة. متسائلة : لمصلحة من يهمل هذا المرفق السياحي المهم، ولماذا يطالب البعض باستثماره دون ان يطالب بتأهليه بشكل لائق؟
نائب محافظ بغداد جاسم البخاتي بيّن في حديثه أن الجزيرة اعطيت لأكثر من مستثمر لكن العقد لم يكتمل، عازياً سبب ذلك إلى الطلبات الكثيرة التي وضعتها أمانة بغداد، ومنها بناء فندق ومنتجع مائي وألعاب مائية، في حين يريد المستثمرون حذفها. منوها :  أن جزيرة بغداد السياحية من المشاريع المهمة المرشحة للاستثمار قريباً.
أُنشئت جزيرة بغداد السياحية كمشروع سياحي من قبل شركة فنلندية الجنسية لصالح امانة بغداد عام 1983. تقع الجزيرة وسط نهر دجلة في منطقة الفحّامة وبين بساتينها ما اكسبها موقعا متميزا. تمتد الجزيرة على مساحة كبيرة تقدر بـ (500) دونم وبطاقة استيعابية تقدر بـ (20000) زائر يوميا. تضم الجزيرة دارا للاستراحة تحتوي على (14) غرفة تؤجر للعرسان الجدد وتحتوي هذه الدار ايضا على صالة كبيرة ونادياً يسع (60) شخصا وقاعة مطعم زرياب التي تتسع لـ (250) شخصا وقاعة كبيرة تسع (160) شخصا تضم اجهزة للترجمة الفورية مهيأة لعقد المؤتمرات الكبيرة كما تضم الدار حمام "ساونا" ومسبحا ومطبخا كبيرا ، اي يمكن اعتبار الدار بناية متكاملة متعددة الاغراض.
توجد في الجزيرة (6) مطاعم كبيرة (4) نجوم تقدم مختلف الاكلات وكافتيريا البولنك كما وفرت الجزيرة باعتبارها مرفقا سياحيا للتنزه خدمات متنوعة للتسلية والترفيه ، ومن هذه الخدمات: برج الجزيرة/ مسرح حقي الشبلي/  مدينة الالعاب وتحتوي على (11) جهازا مختلفا للصغار والكبار/  صالة الالعاب الالكترونية / صالتا البولنك والبليارد/  مركز الالعاب الرياضية ويشمل: (3) ساحات تنس، (1) ساحة كرة قدم (2) ساحة لكرتي الطائرة والسلة. صالة الديسكو / مرسى الزوارق/ المسبح ويتكون من حوض كبير للكبار وحوضين للاطفال / السينما الصيفية/ اضافة الى الاكشاك وعددها (10) تقدم الاطعمة والمشروبات الجاهزة لزوار الجزيرة موزعة على مختلف انحاء الجزيرة وتكون ثلاثة انواع كبيرة ومتوسطة وصغيرة. ناهيك عن المساحات الخضراء الواسعة التي لاتحتاج الا ليد حريصة على إدامة خضرتها.