TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الأسئلة .2

الأسئلة .2

نشر في: 5 يونيو, 2016: 09:01 م

كان الفيلسوف  سقراط يحث  ويحض تلامذته ومريديه — الذين إعتادوا حضور مجلسه في باحة المعبد— : إسألوا . وبسبب أرائه المحرضة غير المألوفة ، وبسبب إزدياد عدد المريدين  ، حكم عليه بالموت ( الفريد ) . اقول الفريد ، لأنه أرغم على تجرع كأس السم على مرأى ومسمع من الجمع ، رغم ما يقال عن سجانه الذي زين ومهد له فرصة الفرار . لكن الفيلسوف آثر تجرع كأس السم  ، متجاهلا كل فرص الهرب.
ماذا كان سقراط — قبل مئات السنين —يحث تلامذته على تعلمه ؟ . ذاك العلم الذي أرعب الأباطرة  - آنذاك - ليصدروا عليه حكما بالموت؟؟.
حزم من أراء مستنيرة كان سقراط يحاول بثها وتعميق مغزاها في أذهان مريديه ، بعد ان يضعها في برشامة صغيرة ، كانت منخسا ومقرعة للآباطرة وعروشهم الطاووسية ، تتمثل بكلمة متناهية في الإيجاز والبلاغة و الجلالة :: إسألوا .
إسألوا ، ولا تكفوا عن السؤال ، حتى يتهرأ جلد الطغاة ، وتحظوا بالإجابة الشافية .
إسألوا : فقد سبق للفيلسوف أن إعترف ، بأن دل على أساتذته وأشار إليهم : هؤلاء هم أساتذتي  ومفاتيح  معرفتي  : ماذا ؟، لماذا ؟، متى؟، كيف ؟ ، أين؟. حتام ؟( حتى متى ) .
وسموا طبع العراقي  ب (المشاكس )و ( المتمرد ) وما دروا ان هذي جبلة في طبع البشر، عامة وخاصة ،  لو جثمت على صدورهم أرزاء وأثقال تنوء عن حملها  الجبال .
وسموا العراقي بالأنانية ، واللجاجة في الطلب ، والإلحاح المستديم على نوال الحاجة رغم انف الظروف  والمتغيرات ، وما أدركوا انها طبائع متأصلة في نفوس البشر عامة إذ يهفو واحدهم للأمن ، وتأمين سبل المعيشة ، وتعميم العدالة ونشر مبدأ تكافؤ الفرص لإبن الغفير وإبن الوزير سواء بسواء . وسموا العراقي بالتطرف والمغالاة وهذي طبيعة متأصلة ، لا سبيل لإنكارها :::
لاحظ احد الولاة —في باحة لنقل الرمل والحصى لتشييد منارة  — ، أمراً لافتاً للإنتباه ، كان كل عامل يحمل عدلا من الحصى والرمل على كتفه ليلقيه في باحة البناء ، إلا عاملاً منهم آثر ان يحمل على كتفيه عدلين (حملين )  ، همس الوالي لأصحابه : لا بد إنه عراقي !!، وصح توقعه ، فقد كان حامل العدلين عراقي المنبت والأبوين .
……..
معظم ، أكاد اقول كل سكان الإرض يطمحون للأحسن ، ويسعون للأجود ، ويتوقون للأجمل ، فلماذا يستكثرون على العراقي حمل حملين لعظم الإحساس بالمسؤولية . أو ينكرون عليه  توجيه سؤال لجوج  : من أين الطريق نحو الخلاص ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram