أقيمت مساء يوم السبت الفائت في نادي المدى للقراءة جلسة حوارية لمناقشة رواية " العطر " للكاتب باتريك زوسكيند ، وشهدت الجلسة حضوراً كبيراً من المثقفين والاعلاميين ..وذكر مقدم الجلسة قائلاً " قبل أن أتحدث عن (العِطر) عليّ أن أتحدث عن مبدعها،
أقيمت مساء يوم السبت الفائت في نادي المدى للقراءة جلسة حوارية لمناقشة رواية " العطر " للكاتب باتريك زوسكيند ، وشهدت الجلسة حضوراً كبيراً من المثقفين والاعلاميين ..
وذكر مقدم الجلسة قائلاً " قبل أن أتحدث عن (العِطر) عليّ أن أتحدث عن مبدعها، (باتريك زوسكيند) المولود عام 1949م في بلدة أمباخ على بحيرة شتارنبرغ الواقعة على سفوح جبال الألب. الذي لم يُعرف ككاتب إلا عام 1981م بمسرحيته ((عازف الكونتراباس)) و بروايته الأولى ((العِطر)) عام 1985م و التي ترجمت حتى الان إلى أكثر من عشرين لغة أوصلته إلى الشهرة العالمية, و لقد حصل زوسكيند على جائزة (غوتنبرغ) لصالون الكتاب الفرانكفوني السابع في باريس."
ويضيف مقدم الجلسة قائلاً " قد نقتل الرواية لو تحدثنا عنها لكن لهذا الحديث فائدة فهو يشحذ هممنا في البحث في موضوعتها الادبية من حيث الثيمة والاسلوب ، في وقتٍ صار لابد لنا من التبحر في موضوعات الادب والثقافة حيث نمرّ بشيء من السبات الفكري الذي بات بحاجة منا إلى زيادة الوعي في هذا المجال ."
وأكد أن " لمسمى الرواية نظريته وفلسفته الخاصة فالعطر يُكسب الاشياء جمالية وذاكرة ويزيدها متانة مبتعيدين فيها عن التعقيد معتمدين فيها على ذاكرة الملتقي ورؤاه الثقافية ."
من جانبها ذكرت الناقدة الدكتورة كوثر آل جبارة قائلة " عدت هذه الرواية من ضمن نجاحات الروائي رغم إنها أول اصدار روائي له ، فهي ذات لغة روائية متماسكة ومتينة ، وأسلوب سردي متعال فضلاً عن ميزتها العلمية فهي بحثت في فن العطر وطرق صناعته واستخراجه ، فكانت موضوعة مميزة وجديدة في وقتها ."
وأضافت آل جبارة قائلة " الرواية تتحدث عن بطل الرواية غرنوي الذي ولد في أكثر أماكن المملكة بأسرها زحماً بالروائح الكريهه، المشبعه بالعرق و البول الخشب المتفسخ و روث الجرذان ، البطل الذي رفض هذه البيئة واجه الكثير من الصراع بينه وبين السلطة التي قامت بحش رقبة أمه ، ليحاول هنا إخفاء ألمه والتحرر منه بعد الانتقام."وتضيف آل جبارة " الروائي هنا إختار موضوعة فنية وجمالية لمناقشة موضوع مؤلم وثوري فربط بين السلطة وفن العطر ، ما قد يكون بعيداً عن توقعات القراء ، وجاء النص بتقنية سردية متكاملة لم يغفل بها زوسكيند عن النص ولو بقليل ، كما أنه وازن قياسات الرواية بين الحدث والزمن المفتوح الذي يجعل الرواية مناسبة لكل زمان ومكان."
وألفتت الناقدة قائلة " أن الروائي راعى جانب الامل والتفاؤل في روايته ، مُحققا ما كان يصبو إليه ، وعاد إلى مسقط رأسه وكأنه يخبر القدر بأنه قد نجح في تحديه ."