TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > جوابٌ لكلِّ الأسئلة..!

جوابٌ لكلِّ الأسئلة..!

نشر في: 7 يونيو, 2016: 07:31 م

تَعِبَ الناس من التوقّف أمام أحاديث يُدلي بها هذا المسؤول أو ذاك من الحكومة أو البرلمان أو الكتل السياسية، ومحاولة حلّ ألغازها والتعرّف على خلفياتها، أو ما يريده المسؤول من إدلائه بالحديث. ولو كان المواطن من المتتبّعين لأحاديث قادة البلد ومسؤوليها، لاندهش أيّما اندهاش، بالجُرأة التي يتمتع بها مسؤولونا وقادة ما صارت دولة بقدرة قادر، فالمتتبّع الذي تغريه الشاشة ليواصل على مدى بضعة أيام برامج التوك شو، أو التصريحات السيّارة قبل أو بعد نشرات الأخبار، سيكتشف جرأة المسؤول العراقي، بل وجسارته في الانتقال من موقف الى نقيضه، ومن حَبكةٍ تبدو مُحكمةً حول قضية خطيرة مثل جريمة سبايكر أو سقوط الموصل أو الهروب الجماعي لأوباش داعش. ويكاد المواطن وهو يتابع حديث المسؤول أن يتلمّس خيوط القضية وأدوات الجرائم المرتَكَبة ، ويصير الى يقين بأنَّ حبل المشنقة سيلتفُّ حول المجرمين قريباً. ولكنَّ المواطن يشعر بالاختناق وكأنَّ الحبل يلتفُّ حول عنقه هو في اليوم التالي، وهو يستمع لحديث نفس المسؤول في قناة أخرى، ليؤكد أنّ أيادي خفية تُحرّك "الإعلام المشبوه" ليُلفّق حكايات لا يصدّقها العقل حول جرائم، الهدف منها التسقيط السياسي، لرموزٍ وطنية لها باعٌ طويل في حماية الوطن والدفاع عن حياضه، وتكريس الحريات العامة وصيانة الدستور، والنيل من هذه الشخصيات، إنما هو مسمارٌ في نعش الدولة والعملية السياسية!
ومن هذه الحكايات، ما يَحار المواطن في تصنيفها، إذ تجمع بين المتناقضات في الفن المسرحي، فلا هي كوميديا سوداء، أو تراجيديا رمادية، أو رقصة الخشّابة البصريّة. ولكن لا داعي للمبالغة، فليس في العراق منذ أن سُمّي بـ " العراق الجديد" ما يثير الاستغراب، أو يدخل في باب المبالغة. كيف يُمكن أن يكون الأمر كذلك ، إذا كان العراق مذ صار جديداً لم يُصبح دولة بلا لا "لا دولة" ولا حتى دولة فاشلة، لأنَّ هذه المواصفات كلها بحاجة الى "دولة" لكي تصبح لا دولة أو فاشلة ..!
في تصريحات لعضو اللجنة القانونية في البرلمان "المُعَطَل" يقول فيها: لقد اكتشفنا مدى ضعف أجهزة الدولة الأمنية والسياسية والقضائية وعدم استعداد الجهات المعنية بتنفيذ أوامر إلقاء القبض، وان الحكومة العراقية لا تأبه لدماء العراقيين وليست حريصة على محاسبة المقصّرين والمتسبّبين في إراقتها .!
ولا يكتفي المسؤول في السلطة التشريعية المسؤولة عن القانون بـ" نفيه" للدولة، بل ينقل كلاماً عن رئيس جهاز الادعاء العام قاسم الجنابي كلاماً أدلى به أمام اللجنة القانونية البرلمانية يتناول أسباب التأخّر في حسم ملفّات سبايكر، وسقوط الموصل، والهروب الجماعي، جاء فيه " إن حسم تلك الملفات يتطلب وقتاً طويلاً واستقراراً أمنياً وسياسياً وقضائياً" ..!
فهل من عَجَبٍ أو مساءلة قانونية لمن يقول بملء الفم: نحن لا دولة، ولا فاشلة، وعلينا أن نتسلّح بالصبر الجميل، ولا صبر أيوب ..!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram