الجهل ليس مثل الخطيئة والعمل الاجرامي ليس مثل عمل العصابات المنظمة او تلك القادرة على تخطي المحظور اخلاقيا سلوكيا الخ.. ان الاعتماد على فرد في الدفاع على الكل هو جهل في امكانية الدفاع عن النفس، ومحاولة في ادراك ماهية الحدث المركب ونتائجه المجهو
الجهل ليس مثل الخطيئة والعمل الاجرامي ليس مثل عمل العصابات المنظمة او تلك القادرة على تخطي المحظور اخلاقيا سلوكيا الخ.. ان الاعتماد على فرد في الدفاع على الكل هو جهل في امكانية الدفاع عن النفس، ومحاولة في ادراك ماهية الحدث المركب ونتائجه المجهولة، مما يحول الرجال الطيبين الى قساة. لتكون النتيجة ثورة عارمة على كل ما هو يثير الخوف والهلع في النفوس، فإن تخلخلت موازين القوى في الكون اصبح كل شيء يبيح المحظورات والقوانين لا تنفذ . اذ اعتمد مؤلف" فجر العدالة " على خلق صراع بين الأزرق والاسود لرمزية اللونين وارتباطهما برجلي الوطواط وسوبرمان، فوكالة الامن القومي والارتباط العملي بأمن الكوكب، وفرضية أشباه البشر الذين يعيشون على الارض كسوبرمان والوطواط هي بحاجة لتوضيح الرؤية بعد احداث عديدة تسبب بها من يحاول اعادة الموتى، لاثارة نعرات الحقد المدفونه معهم ويفجرها من جديد في الكون، بسريالية نفسية تقضي بوجود حيوات في العوالم نجهلها ولاشباه البشر الذين يعيشون معنا دون معرفتهم او بالاحرى حفظة الكون للتخفيف من نسبة الشر فيه.
"نهاية علاقة الحب مع الرجل في السماء "اي سوبرمان الرجل الطائر والمخلص الناس من الشرور كعلامة استفهام تثير المشاهد المنتظر للحدث الغامض، فالوصول الى حطام سفينة كريتون ربما هو للقضاء على اشباه البشر او للايمان بنظرية المؤامرة ودحضها، لتكون بذلك جزءا من اعادة شعبيته التي يحاول البغض القضاء عليها ، فهل من رمز لكل محب للبشرية ، وهل شخصية سوبرمان والرجل الوطواط هي رمزيات لعوالم في كواكب اخرى لا تنتمي لكوكب الارض ويحاول المؤلف تصحيح ثوابتها؟
فلسفة حياة وانتقام في مواجهة افكار الشر والخير، وحينما تأتي الشخصية المنقذة الى الارض نريد ان تتقيد بقواعدنا نحن، لاننا نرى الاخر على صورتنا نحن ولا نحاول التطلع الى تنمية القدرات او حتى فك اي تشفير غامض لجينات ما زلنا لا نفهم عملية خلقها بالكامل والسر الالهي المرتبط بالانسان، فدوما ما كنا نخلق الرموز على صورتنا نحن. لهذا يحاول المؤلف في الفيلم القضاء على سوبرمان الاسطورة في أذهان من تابع مسار كل من الشخصيتين على انفراد الواطواط وسوبرمان وكأن ماركة الوطواط للعدالة باتت حصريا لرمزية معينه وسوبرمان الحدث وتطوراته ضمن الفعل والكتابة، فكلارك الصحفي هو سوبرمان وما بين الحدث والخبر مقالات توضيحية لكل ما يقوم به سوبرمان. لهذا حاولوا محاكمة سوبرمان بعد جهل لما قام به من ادوار في انقاذ شخصيات كثيرة، وهذه مشكلة الشر في العالم ومشكلة الفضيىلة دون اي تشفير تحتاجه الشخصيات القوية في العالم لتحقيق ذلك.
موسيقى تصويرية نجحت في بث الاحساس بجمالية الحدث ، وان لم يستطع التصوير فتح العدسة الليلية لتوضيح المشهد المركب او المأخوذ احيانا من مشاهد اخرى. الا ان نهاية الفيلم او المشاهد الاخيرة التي ازدادت فيها تقنية التصوير اظهرت نوعا من التناغم بين المؤلف والمخرج او بالاحرى السيناريو والنص والصورة ، ولكن لم تصل الى ما هو مقبول سينمائيا حتى المؤثرات البصرية لم تتوازن بل زادت من سلبيات الاخطاء التصويرية او المونتاج بنسبة عالية، لكن القصة والحوار منحا الفيلم تحفيزا ذهنيا لاكتشاف المغزى من صراع شخصياته الاسطورية سوبرمان والوطواط.او بالاحرى ابن كريبتون يواجه وطواط، وحقد يواجه الذكريات المدفونه في شخصية تريد الانتقام لنفسها بانانية، فالانسان صنع عالمه حيث التجاسر معا فيه يكون امراً مستحيلا، فهل دائما بعد اي معركة نعيد البناء ونحلم بالافضل؟ ام اننا نبني مدننا على انقاض الاخرين؟ وهل الازرق والاسود هما للانقاذ وتحقيق العدالة؟