اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ريـبــورتـــاج:الشركة المنفذة ترفض تسليمه..قصر الثقافة في النجف.. اسم على غير مسمى

ريـبــورتـــاج:الشركة المنفذة ترفض تسليمه..قصر الثقافة في النجف.. اسم على غير مسمى

نشر في: 9 يونيو, 2016: 12:01 ص

(هذا ليس بقصرِ للثقافة وإنما قصر لجيوب المسؤولين ومكباً للنفايات). هذه العبارات هي ما تحدثت به مسافرة من النجف الى بغداد في السيارة التي تقلنا وهي تتأمل حجم الخراب الذي يحيط قصراً نجفياً كان من المؤمل اعتباره قصراً للثقافة.
شخصياً زرت (قصر الثقافة)

(هذا ليس بقصرِ للثقافة وإنما قصر لجيوب المسؤولين ومكباً للنفايات). هذه العبارات هي ما تحدثت به مسافرة من النجف الى بغداد في السيارة التي تقلنا وهي تتأمل حجم الخراب الذي يحيط قصراً نجفياً كان من المؤمل اعتباره قصراً للثقافة.

شخصياً زرت (قصر الثقافة) أثناء فعاليات (ملتقى عالم الشعر) الذي أقيم في مدينة النجف، حينها كان محافظ مدينة النجف عدنان الزرفي مرافقاً للوفود الزائرة ودليلاً مُعرفاً بمعالم القصر، انبهار الزائر بحجم البنية المرصودة كان مرافقا طوال تلك الزيارة، صالات سينما ومسرح بمواصفات عالمية تتسع لـ (600) شخص وقاعتان، الكبرى منها تسع (300) شخص وقاعة صغرى تسع (260) شخصا ومخصصة لثمانين رئيساً وتمتاز القاعات بكونها غير نافذة للصوت وهي مجهزة بجدران مغلفة بمواد تمنع عمل الأجهزة الالكترونية مثل الموبايلات أو السماعات أو أجهزة التسجيل والمسجل، كما وتحوي البناية على متحف بطابقين وفيها مكتبة وقناة تلفزيونية، ويوجد في البناية سرداب فيه ورش لتصنيع الديكورات خاصة بالمسرح وقاعة عرض رسوم لوحات تشكيلية.
هيمنة الأحزاب
قصرٌ من حكايات ألف ليلة وليلة تسكنه الأتربة وتحرسه النفايات أصبح اليوم من أهم مؤشرات الفساد المالي في المحافظة نظرا لحجم المبالغ التي تم رصدها له حيث كان من المؤمل ان يضم بين جدرانه وفودا عالمية تجوب أرجاء المدينة لمدة عام كامل احتفاء باختيار هذه المدينة المقدسة عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2012، إلا أن المفاجأة حلت في نهاية عام 2011 حين تم الإعلان رسميا عن إلغاء الفعاليات والمؤتمرات الاحتفائية لعدم اكتمال بناء قصر الثقافة ولعدم أهلية البنى التحتية للمدينة باستقبال هذه الوفود، وهذا ما أكده أحد مثقفي النجف هو الكاتب والباحث مكي السلطاني في حديثه لـ(المدى): إن قصر الثقافة هو انجاز حضاري مهم للنجف رغم كثرة الأقاويل حول وجود فساد كبير في قيمة الاتفاق مع شركة روتام التركية وعلى انها شركة وهمية او انها تشتغل من الباطن باسم شركة اخرى وغير ذلك. مستدركا: لكن تم اكمال المبنى من دون اكمال الكثير من المرافق الاخرى ومنها فندق واحد او اثنان وكذلك الباحة الخارجية والملحقات الاخرى. مشيرا الى عدم وجود كادر مختص يديره وينقذه من الاحزاب المهيمنة على مجلس المحافظة.
شبهات فساد
واسترسل السلطاني: الحقيقة لا اعرف كيف يفكرون في ادارة المحافظة وما يخططون لهذا المرفق الذي يمكن استغلاله كمورد لدعم ميزانية المحافظة. مردفاً: بتقديري اذا ما بقي الوضع يدار بهذه العقليات وهذا التفكير البائس اعتقد ان القصر بعد بضع سنوات سينتهي الى هيكل عديم الفائدة. متابعا: وبذلك تخسر الثقافة النجفية خصوصا والعراقية عموما مرفقاً كان الجميع يأمل خيرا بوجوده.
في السياق ذاته، كشف رئيس لجنة النزاهة في مجلس محافظة النجف وسام الزريجاوي إن لجنة النزاهة في مجلس المحافظة احالت المشروع الى مكتب التحقيقات المالية في المحافظة بسبب عمليات الفساد بتنفيذه. مضيفا: إن مشروع قصر الثقافة قد تمت إحالته الى شركة روتام التركية وهي شركة للسياحة الدينية وغير مختصة بتنفيذ مشاريع البناء والإعمار.
مثقفو المدينة
ينظر المثقف النجفي اليوم الى قصر الثقافة في النجف باعتباره مشروعا يشوبه الغموض والفساد الاداري والمالي، ويتسم المسؤولون عنه بعدم المصداقية والشفافية لذا نرى ابتعاد الساحة الثقافية النجفية عن مرأى هذا القصر بل يروم الأدباء والمثقفون المقاهي الأدبية وغرف اتحاد الأدباء لعقد جلساتهم بدلا من التوجه الى قصرهم الثقافي الذي بات أشبه بمكب للنفايات كما ان توزع باعة الخضار على جانبه جعل مظهره أشبه بـ (علوة للخضار) ما مسخ المظهر الذي شيّد من أجله وهذا ما أكده الشاعر عبد المنعم القريشي على أنه اسم علی غير مسمی، بناية تحيط بها المزابل من كل جهة، والقائمون علی ادارته لا يتمكنون من اقناع المثقفين بإقامة الفعاليات الثقافية فيه، ثم ان اختيار مكانه البعيد جدا عن مركز المدينة يقف عائقا أمام اقامة مثل هذه الفعاليات.
واستطرد القريشي: كان الأجدر بوزارة الثقافة الاعتماد علی مثقفي المدينة لإدارته. مؤكدا: ان المثقفين موزعون بين المقاهي واتحاد الأدباء والمجالس الأدبية، ولم تكلف وزارة الثقافة نفسها بالاستعانة بهم لإدامة الفعاليات فيه. مستدركاً: وان اقيمت بعض الفعاليات فيه فالحضور لا يتجاوز عدد اصابع اليد. مبيناً: ان الثقافة تحتاج الی كادر ثقافي لإدارتها وإلا فلنقرأ علی الثقافة السلام فما فائدة بناية مهملة تحيط بها الأوساخ دون إقامة فعاليات ثقافية فيها.
الشركة المنفذة ترفض
مدير البيت الثقافي في النجف التابع لوزارة الثقافة العراقية السيد صفاء السلطاني اكد عدم أهلية القصر وافتتاحه بشكل رسمي قائلا: ان قصر الثقافة الذي بني من تخصيصات مشروع النجف عاصمة الثقافة الاسلامية الملغى لم يفتتح الى الآن. موضحاً: انه يعاني الان من الاهمال بسبب عدم وضوح الرؤية في ادارته وبسبب عدم تسليمه من قبل الشركة المنفذة لأسباب مالية.
واضاف السلطاني: الذي يبدو ان ادارة المحافظة وضعت يديها على الإشراف عليه على الرغم من أننا الجهة الرسمية التي تمثل وزارة الثقافة وكان من المفترض ان الوزارة هي من يشرف على تسلمه وادارته. مستدركا: لكن الضبابية هي السائدة في هذا المشهد، واما الانشطة التي تقام فيه فتحدد من قبل المحافظة حصرا بطلب رسمي. مؤكدا: تعرض القصر لأضرار ناتجة عن تراكم الاتربة والنفايات المحيطة بها. داعياً الى الاهتمام بالمال العام لا سيما قصر الثقافة الذي يمثل المكان الأهم لخدمة الثقافة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram