المحكمة الاتحادية حددت الإثنين المقبل موعدا لإصدار قرارها بدعاوى الطعن بدستورية جلستي البرلمان في شهر نيسان الماضي ،لحسم الانقسام داخل البرلمان بقرار يكون ملزما لطرفي النزاع ، تكرار التأجيل بحسب وجهة نظر السلطة القضائية ، يأتي في اطار حرصها على الالتزام بمسؤوليتها في تفسير القضايا الخلافية طبقا للدستور، فيما ابدى احد اطراف النزاع تحفظه على التأجيل بتصريحات وردت على لسان اكثر من نائب ، بان المحكمة تعد "طبخة" لصالح طرف ضد آخر في اشارة الى حصول رئيس البرلمان سليم الجبوري على قرار الاحتفاظ بمنصبه .
سبق عقد جلسة المحكمة الاتحادية يوم الاربعاء الماضي نشر معلومات عبر وسائل اعلام محلية تفيد بان قرار المحكمة، يتجه نحو إلغاء الجلستين موضع الخلاف ، الحالة العراقية تستوعب التدخل السافر في شؤون القضاء ، من جهات سياسية تعتقد انها بتصريحاتها تستطيع ان تخلق توجها لدى الرأي العام يجعل صاحب القرار القضائي يذعن لرغباتها ، فتعطي مثلا حيا بان مبدأ الفصل بين السلطات مجرد شعار للاستهلاك المحلي ، مع التأكيد ان لاسلطة على المتنفذين تستطيع الحد من هيمنتهم على كل مفاصل الدولة.
قرار المحكمة الاتحادية سيصدر في كل الاحوال يوم الاثنين المقبل او في اي موعد آخر ، لكن السؤال المهم ، هل تستقبله القوى السياسية بروح تعبر عن ايمانها بقرارات المحكمة الاتحادية ام انها سوف تبحث عن "دربونة" اخرى لإثبات وطنية مواقفها وحرصها على تلبية مطالب الشعب العراقي .
تكرار تأجيل اصدار قرار المحكمة، فتح الباب امام طرح العديد من التساؤلات والتأويلات في وقت تتطلب الاوضاع العراقية تفعيل عمل السلطة التشريعية ، لتجاوز الازمة السياسية، يمكن ان يسهم القضاء بقرارته المتعلقة بحسم الخلاف في ايجاد قاعدة عمل مشتركة ،لعلها تكون بداية خط شروع جديد ، لانقاذ البلاد من السقوط في منزلق خطير .
في خمسينيات القرن الماضي حمل السائق بلبل اجازة السوق برقم خمسة ، في مناسبات الاحتفال باسبوع المرور على مدى السنوات الماضية قبل وفاته كان المرحوم بلبل يحصل على لقب السائق المثالي ، لانه لم يرتكب مخالفة واحدة ، عمل على خط الميدان ساحة النصر منذ كانت الاجرة خمسين فلسا ، جرب حميع السيارات من الدوج ابو عليوي الى "الفولكا البعيرة" فضلا عن ذلك له مع شارع الرشيد ذكريات ، حيث كان ينقل المتظاهرين المحتجين ضد السلطة مجانا الى مكان آمن لانقاذهم من ملاحقة رجال الامن ، فكسب احترام وتقدير المنتمين لتنظيمات سياسية ، يقف امام الجميع بمسافة واحدة ، شعوره الوطني دفعه الى التعاطف مع المتظاهرين لاعتقاده بانهم يدافعون عن شعبهم لم يكن يهتم بالأفكار والتوجهات والشعارات ، اهتمامه ينصب على حماية الشباب من الاعتقال ، العاملون على الخط من زملائه سائقي السيارات لطالما حذروه من مساعدة المتظاهرين ، لكنه كان يردهم بلازمته الشهيرة بصريح العبارة مستقبلنا يصنعه هؤلاء الشباب، الاوضاع في العراق اليوم بأمسّ الحاجة الى من يقول الكلام ويصدر القرار بصريح العبارة.
"بلبل" صريح العبارة
[post-views]
نشر في: 10 يونيو, 2016: 09:01 م