أكثر الأسئلة إثارةً للضحك في العراق الآن هي : مَن يقوم بحملة حرق مقارّ الأحزاب ؟
المالكي يقول انهم بقايا فدائيي صدام ، وزير الداخلية يخبرنا انها ستراتيجية جديدة لداعش تحاول تشتيت الجهد الامني والعسكري ، مجلس محافظة بغداد يتهم السفير السعودي بالوقوف وراء هذه الاحداث ، حيدر العبادي يُقسّم المتظاهرين الى قسمين ، وطني ، وغير وطني ، والأخير حسب رأيه هو المسؤول عن مهاجمة هذه الاحزاب .
هل هناك ما هو أغلى من مقارالاحزاب ؟ طبعاً. الوطن ، أغلى بكثيرمن مقار حزبية لم يخرج من ابوابها يوما بصيص أمل للناس . أعطت لنا أحزاب الطائفية الخراب والفساد وخزينة خاوية ، وخمسة ملايين مهجّر وقوافل من الضحايا ، ونُصرة البحرين واليمن ونيجيريا ، لكنها لم ترفق ذلك بالخوف على كرامة المواطن العراقي وحياته وأمنه . ولا استطاعت أن تُنهي طوابير السيارات المفخخة ، ولا ساهمت ولو بالنوايا في بناء دولة مؤسسات ، نقلت الوكالات الاخبارية أمس ان عشيرة بالبصرة أخضعت شركة كورية لـ"الفصل" العشائري بسبب خلاف بين مسؤول في الشركة وعامل عراقي ، مَن المسؤول عن هذه الحادثة المخزية ؟ إنها الاحزاب ومؤسسات الدولة التي تقاسمها الجميع عشائريا.
لقد تعاملت معظم الاحزاب السياسية مع العراق على انه فندق من خمس نجوم . واصبح العمل الحكومي بالنسبة لها وسيلة للحصول على المال والجاه والسيطرة على مقدّرات الناس .
الآن الخلاف، بين الناس وهذه الاحزاب التي استسلمت للرفاهية والتي تتمتّع بجميع الامتيازات ، هو خلاف بين مواطنين تهدمت بيوتهم وتقطّعت بهم سبل الرزق ، وفوق هذا يقاتل ابنائهم في جبهات القتال ، ونخب سياسية يتمتع أولادها بأجواء دبي وبيروت ولندن ، ومَن لايصدّق أتمنّى أن يسأل كم رئيس حزب تطوع ابنه للقتال ضد داعش ؟ كم وزير زار مع عائلته المهجّرين في خيامهم ؟ ظاهرة لاتوجد إلا في العراق ، المواطن مطلوب منه ان يتقشّف ويحارب ويُقتل بالعبوات ويُهدَّد بالمليشيات وتحاصره داعش ، فيما السياسيون المنتخبون يتمتعون وعوائلهم بإجازة رمضان في أجمل بقاع العالم !
ربما سيقول البعض أنت متضامن مع الذين يهاجمون مقارّ هذه الاحزاب ، إذا سألتني عن رأيي فأنا ضد العنف بكل أنواعه وأشكاله ، لكن ماذا يفعل إنسان فقد كل أملي في الخلاص من هذا الكابوس ، من سيخطر بباله ان عامين يمرّان على سقوط الموصل ولايزال المسؤولون عن هذه الجريمة يتمتعون بكل الامتيازات والعطايا والسيارات المصفحة وقبلها التحكم برقاب الناس ؟
وسيقول آخر هناك بديل هو التظاهر في الساحات التي حددتها وزارة الداخلية ! يا له من بديل ، يكفي لإشباع ملايين المحرومين من العراقيين لوجبة من مسلسل كوميدي بطولة عالية نصيف .
ليتهم سكتوا
[post-views]
نشر في: 10 يونيو, 2016: 06:46 م
جميع التعليقات 1
د عادل على
اتعلم اما ن انت لاتعلم بان جراح الضحايا فم فم ليس بمدعى قولة وليس كاخر يستفهم الاب الاكبر لحزب الدعوة الاسلاميه السيد نورى كامل المالكى يخادعنا-----انه يريد ان يرجع لمقام مختار العصور كلها وهو الدى اسس منظمة فدائيى المالكى -----وحتى لاينكشف هو وفدائ