اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ليتهم سكتوا

ليتهم سكتوا

نشر في: 10 يونيو, 2016: 06:46 م

أكثر الأسئلة إثارةً للضحك في العراق الآن هي : مَن يقوم بحملة حرق مقارّ الأحزاب  ؟
المالكي يقول انهم بقايا فدائيي صدام ، وزير الداخلية يخبرنا انها ستراتيجية جديدة لداعش تحاول تشتيت الجهد الامني والعسكري ، مجلس محافظة بغداد يتهم السفير السعودي  بالوقوف  وراء  هذه  الاحداث ،  حيدر العبادي يُقسّم المتظاهرين الى قسمين ، وطني ، وغير وطني ، والأخير حسب رأيه هو المسؤول عن مهاجمة هذه الاحزاب .
 هل هناك ما هو أغلى من مقارالاحزاب  ؟ طبعاً. الوطن ، أغلى بكثيرمن مقار حزبية لم يخرج من ابوابها يوما بصيص أمل للناس . أعطت لنا أحزاب الطائفية الخراب والفساد وخزينة خاوية  ، وخمسة ملايين مهجّر  وقوافل من الضحايا  ، ونُصرة  البحرين واليمن ونيجيريا ،  لكنها لم ترفق ذلك بالخوف على كرامة المواطن العراقي وحياته وأمنه . ولا استطاعت أن تُنهي طوابير السيارات المفخخة  ، ولا ساهمت ولو بالنوايا في  بناء دولة مؤسسات  ، نقلت الوكالات الاخبارية أمس ان عشيرة بالبصرة أخضعت  شركة كورية لـ"الفصل" العشائري بسبب خلاف بين مسؤول في الشركة وعامل عراقي ، مَن المسؤول عن هذه الحادثة المخزية ؟ إنها الاحزاب ومؤسسات الدولة التي تقاسمها الجميع عشائريا.
لقد تعاملت معظم الاحزاب السياسية مع العراق على انه فندق من خمس نجوم . واصبح العمل الحكومي بالنسبة لها  وسيلة للحصول على المال والجاه والسيطرة على مقدّرات الناس  .
الآن الخلاف، بين الناس وهذه الاحزاب التي استسلمت للرفاهية والتي تتمتّع بجميع الامتيازات ، هو خلاف بين مواطنين  تهدمت بيوتهم وتقطّعت بهم  سبل الرزق  ، وفوق هذا يقاتل ابنائهم في جبهات القتال ،  ونخب  سياسية يتمتع أولادها بأجواء دبي وبيروت ولندن ، ومَن لايصدّق أتمنّى أن يسأل كم رئيس حزب تطوع ابنه للقتال ضد داعش ؟ كم وزير زار مع عائلته المهجّرين في خيامهم ؟ ظاهرة لاتوجد إلا في العراق ، المواطن مطلوب منه ان يتقشّف ويحارب ويُقتل بالعبوات ويُهدَّد بالمليشيات وتحاصره داعش ، فيما السياسيون المنتخبون يتمتعون وعوائلهم بإجازة رمضان في أجمل بقاع العالم !
ربما سيقول البعض أنت متضامن مع الذين يهاجمون مقارّ هذه الاحزاب ، إذا سألتني عن رأيي فأنا ضد العنف بكل أنواعه وأشكاله ، لكن ماذا يفعل إنسان فقد كل أملي في الخلاص من هذا الكابوس ، من سيخطر بباله ان عامين يمرّان على سقوط الموصل ولايزال المسؤولون عن هذه الجريمة يتمتعون بكل الامتيازات والعطايا والسيارات المصفحة وقبلها التحكم برقاب الناس ؟
وسيقول آخر هناك بديل هو التظاهر في الساحات التي حددتها وزارة الداخلية  ! يا له من بديل ، يكفي لإشباع ملايين المحرومين من العراقيين  لوجبة  من مسلسل كوميدي بطولة  عالية نصيف  .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د عادل على

    اتعلم اما ن انت لاتعلم بان جراح الضحايا فم فم ليس بمدعى قولة وليس كاخر يستفهم الاب الاكبر لحزب الدعوة الاسلاميه السيد نورى كامل المالكى يخادعنا-----انه يريد ان يرجع لمقام مختار العصور كلها وهو الدى اسس منظمة فدائيى المالكى -----وحتى لاينكشف هو وفدائ

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram