اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > البنكُ المركزيُّ إذْ يتفرّجُ على شفطِ ودائعِ المواطنين ..!

البنكُ المركزيُّ إذْ يتفرّجُ على شفطِ ودائعِ المواطنين ..!

نشر في: 11 يونيو, 2016: 06:41 م

بعد صمتٍ مُطبقٍ من البنك المركزيّ، نُشر ما يفيد بأنَّ إدارته ستتّخذ التدابير الكفيلة بحماية المودّعين. وإذا كانت اللجنة القانونية في البرلمان قد أكدت، على لسان أحد أعضائها، أنَّ تصريحات الحكومة هي مجرّد هواء في شبك في ما يتعلق بأخطر القضايا الجنائية التي ترتبط بحياة العراقيين ومصالحهم وأمنهم واستقرارهم، وأنَّ رئيس هيئة الادّعاء العام يؤكد أنَّ حسم القضايا الكبرى يحتاج إلى وقتٍ طويلٍ وإلى "استقرارٍ أمنيٍّ وسياسيٍّ وقضائيٍّ"، فهل يكون كلام البنك المركزي أو تصريحات إدارته أكثر من ذلك؟
منذ سنوات وأموال نافذة بيع الدولار في المركزي تتعرض إلى عمليات تهريب وغسل بوثائق مزوّرة، فاغتنى كثيراً أصحاب بنوك ومكاتب صيرفة ولم تطاولهم المساءلة، وهناك مَن يؤكد أنَّ لأغلبهم شركاء من كبار القادة السياسيين المتنفّذين في الدولة. ومع الوقائع الدامغة التي نُشرت حول هذه القضية المُشبَعة برائحة الفساد والاعتداء على حقوق المواطنين ونهب ثروات البلد، فإنَّ إجراءً حاسماً مقنعاً ضدّ مَن تطاولهم الشبهات من أصحاب المصارف والبنوك ما تزال "قيد النوايا"!
البنك المركزي اكتفى، مذ أُثيرت قضية البنوك والشبهات حول تلاعباتها وعلاقة ذلك بنافذة البيع، بالإعلان عن عددٍ من العقوبات ضد المتجاوزين، وهي لا تعدو كونها "عقوبات مالية" يدفعها العابثون بالمال العام بطيب خاطر، لأنّها لا تشكّل أدنى نسبة مما تمّ الاستيلاء عليه عبر الغشّ والتزوير والتلاعب. والحال على ما هو عليه بالنسبة للقضاء الذي وُضع كلُّ ما توفّر من وثائق تحت تصرفه،  من دون أن يخرج إلى الملأ ما تمّ التوصّل إليه من إداناتٍ أو براءة ذمة. ومن الممكن أنَّ المحاكم التي أُحيلت إليها القضايا قد حسمت البعض منها وأصدرت بشأنها أحكامها بالإدانة أو بالبراءة، لكنَّ الإعلان عنها يُشكّل جزءاً من الأحكام التي ينتظرها الرأي العام لاتّصالها بظاهرة الفساد وآفاتها التي تلحق الأذى بمصالح المواطنين مباشرة، ناهيك عن الصالح العام.
الإعلان عن إجراء يتّخذه البنك المركزي لحماية المودّعين من تجاوزات البنوك، سيظلّ مجرّد إعلانٍ، أو "هواء في شبك"، ما لم يتحوّل، كخطوة أوّلية، إلى وضع اليد على البنوك والمصارف المخالفة، وإصدار قرارات قضائية احترازية بمنع سفر أصحابها ومدرائها المتورّطين، إن تعذّر تجميد أموالهم المنقولة وغير المنقولة.
وهذا حقٌ أوّليٌ للمواطن وواجبٌ مُلزمٌ بحُكم المسؤولية للبنك المركزي، لكي لا يكون كلامه هو الاخر، وهذه المرة أيضاً :
" هواء في شبك " ..!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram