الحكاية معروفة وردت في كتب الامثال والقصص الشعبية ، تتحدث عن قوم قالوا انهم زرعوا الصوف ثم حصدوا الاغنام ، كيف تحققت المعجزة ؟ يقول الراوي ، ان عشرات الرجال من اتباع السلطان او الملك الساكن في قلعة في ضاحية المدينة ، شاهدوا الصوف على اشواك بالقرب من جدران القلعة ، فعقدوا اجتماعا على طاولة مستديرة ، اسفر عن اتخاذ قرار ثوري لم يسبق له مثيل في كل مدن العالم البدائي والمتحضر ، قرروا الابقاء على الصوف مع توفير ظروف الانبات المناسبة ليحصدوا في نهاية الموسم على الاغنام من النوع الهرفي ، الجزء الاكبر من الحاصل اي الطليان يذهب الى الملك او السلطان حاكمهم المبجل ، وربع من القسم المتبقي يذهب الى العاملين في القصر الواقع بمنطقة محصنة بتوزيع الطليان على الروس ، والجزء الاخير يصدر الى الخارج للحصول على موارد مالية لدعم الدخل القومي ، من يسمع الحكاية للمرة الاولى يصيبه الاعياء من جهل اصحاب فكرة زراعة الاغنام لكنهم حققوها ، في احد الايام مر رعاة يقودون اغنامهم بالقرب من سور القلعة ، شن عليهم الصناديد صولة تسليب فصادورا جميع الاغنام ، مع حلول فجر اليوم التالي اعلنوا انهم حصدوا زرعهم ، وكان الحاصل يبشر بخير وفير قطيع من الاغنام يسد قرص الشمس .
مر الموكب بالقرب من القصر ، الرعية اصطفت فوق وامام الخرائب تستطلع الخبر السعيد ، فظهر المنادي راكبا فرسه ، ايها الناس ، ارفعوا ايديكم الى السماء ، مملكتنا اول من زرعت الصوف وحصدت الاغنام ، بحكمة قادتها وعقول خبراء البلاط ، اليوم انتصر العقل على الجهل ، اندحر الفقر ، سيعيش ابناء المملكة اغنياء بفضل زراعة" الطليان " ردد الحاضرون شعارات وعبارات الولاء ، مع الدعاء ببقاء طويل العمر على عرشه حتى يرى احفاد احفاده.
اصحاب العقول عرفوا اللعبة ، لكنهم عجزوا عن اقناع الاخرين بان زراعة الاغنام لعبة تمارسها السلطة للتغطية على فشلها ، فتعرضوا لحملة ملاحقة ، منهم من زج في المعتقلات وقسم اخر فضل الذهاب الى بقعة اخرى من الارض ، سكانها لايزرعون الصوف .
اصحاب الاغنام شكلوا وفوداً واتجهوا الى القلعة لمقابلة سلطانها او ملكها لمعرفة مصير اغنامهم المغتصبة استطاعوا الدخول الى صاحب العرش فتحدث كبيرهم :
- مولاي رجالك اغتصبوا اغنامنا ، نناشدك منحنا حقنا .
- رجالي زرعوا الصوف فحصدوا الاغنام .
- من يصدق هذا القول مجنون .
- الاغنام لمن زرعها .
وصل ممثل اصحاب الاغنام الى قناعة بان المتربع على العرش يؤمن بزراعة الطليان ، فقدم نصيحة الى الحاضرين ، بعد السماح له بالكلام ، انصحكم اخواني واصلوا زراعة الصوف ، باستخدام سماد البعرور ، مع اطلاق مفردة ميع ميع تقليد صوت الخروف لضمان الانتاج الوفير ، الرجل قال كلمته بعد مغادرة القلعة مع زملائه سمع اصواتا من الداخل ، ميع ميع ، نحن نزرع الطليان ، الحكاية في العراق تحولت الى بناء دولة مؤسسات ، ميع .
نحن نزرع "الطليان"
[post-views]
نشر في: 12 يونيو, 2016: 09:01 م