صدر عن دار المدى كتاب ( حياتي في الفن ) تاليف كونستانتين ستانيسلافسكي وترجمة نديم معلا وجاء غي الكتاب :/مس تخوم العبقرية وتخطاها ، فكاان مخرجاً لامعاً مجدداً حدد من خلال عروضه جماليات الإخراج في القرن العشرين ، ردد كثيراً " ضرورة تجسيد حي
صدر عن دار المدى كتاب ( حياتي في الفن ) تاليف كونستانتين ستانيسلافسكي وترجمة نديم معلا وجاء غي الكتاب :/
مس تخوم العبقرية وتخطاها ، فكاان مخرجاً لامعاً مجدداً حدد من خلال عروضه جماليات الإخراج في القرن العشرين ، ردد كثيراً " ضرورة تجسيد حياة الروح الانسانية ، ولم تخلو أعماله الإخراجية من الجمال الحقيقي للعلاقات الانسانية ، كان يصر على ابراز الوعي العميق للوضع التاريخي والمعاصر الذي تحركت في إطاره وعاشت وعانت وكافحت وأحبت شخصيات البطلة سواء أكانت تراجيدية أو كوميدية ، كل هذا يتجسد في شخص الممثل كونستانتين ستانيسلافسكي ، الذي رأى كثير من النقاد والفنانين أنه صار من الكلاسيكيين في سيرورة مسرح موسكو الفني والمسارح الأخرى ، ومعرفته العميقة بسيكولوجية الممثل ، وخبرته المسرحية العملية أعطته إمكانية الكشف عن مكنون النص الذي يسمح لكل مؤد بأن يُعلن عن نفسه وعن فرادته وبالتالي عن ذاته كمبدع.
لم يأتِ مؤَلف " حياتي في الفن " مصادفة ، ولذلك لم يكُن عابراً أو رهين مزاج ، تضافرت عوامل عديدة على إنتاجه وبالتالي دفعه إلى الأمام ، فيحكي كوسيتا قصة ولعه بالمسرح منذ طفولته ، بل ربما بعبارة أدق منذ تعلقه المبكر بهذا الفن الذي منحه حياته كلها وأحبه بلا رهانات أو حسابات براغماتية ، نقل المسرح من بيته وجمع أخوته حوله وأسس حلقة آلكسييف نسبة إلى الاسم الحقيقي للعائلة ، ول تمضِ إلا سنوات قليلة حتىإنتقل إلى رابطة أو جمعية الفن والأدب ، ما يتوجب أن نلفت إليه أنه ما كان بأكانه أن يفعل هذا لولا البيئة الأسرية الحاضنة له ، والفورة المادية التي كانت تنعم بها اسرته ، وسعة الأفق وإفتتاح النوافذ والأبواب – في ما بعد – على كل ما هو جميل ومضيء ، قادم من خارج روسيا بدءاً من اللغة وانتهاءً بنمط الحياة .