TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ميليشياويّ وَقِح يتعرّض لفريق قناة المدى..!

ميليشياويّ وَقِح يتعرّض لفريق قناة المدى..!

نشر في: 13 يونيو, 2016: 07:09 م

تعرّض فريق قناة المدى إلى تهديد واعتداء من "بلطجي" تجرّأ بإعلان هويّته أمام الكاميرا. ولتأكيد هويته الإجراميّة ومن ينتمي إليهم، استعان بمجموعة على شاكلته جاء بها ليُهدّد الفريق بالسكاكين والعِصيّ، ولم ينفع معه نُصح أهالي المنطقة بالتوقف عن تهديده ومحاولة استخدام القوّة ضدّ الفريق الإعلاميّ الذي يُسجّل برنامجاً ويحمل موافقة أمنيّة. وبطبيعة الحال فإن عناصر الأمن المكلّفة بحماية الناس أطلقت سيقانها للريح وتركت المكان ما أن شاهدت العصابة وهي تحمل السكاكين!
مَن هو هذا البلطجي؟ ومن هم أفراد عصابته؟ ومن هم حُماته؟. هذه أسئلة تتطلّبُ ردوداً واضحة وملموسة، وإجراءً رادعاً من وزارة الداخلية ومن القائد العام للقوات المسلحة، ومن الميليشيات المسلّحة التي تدّعي دائما، ويدّعي زعماؤها بأنهم ليسوا ميليشيات مُنفلتة، بل " قوّة دفاع عن الوطن" تخضع للقوانين والضوابط وتأتمر بتوجيهات القائد العام للقوات المسلّحة!
هذه الحادثة ليست حالة طارئة، بل هي تعبيرٌ عن ظاهرة يوميّة، يروح ضحيتها عشرات المواطنين، سواء بالقتل أو الاعتداء أو الترويع أو الابتزاز. ولشديد الأسف، فإن الضحايا في الغالب ليسوا سوى من نفس الطائفة، الشيعيّة، التي يتبعها هؤلاء المنفلتون. ولأنَّ الضحايا بلا حولٍ ولا قوّة، تظلّ قضاياهم وما يتعرّضون له من اعتداءات سافرة طيّ الكتمان، خوفاً وستراً وتجنّباً لما هو أسوأ، مما جعل منهم صَيداً ثميناً للابتزاز الدائم، وتحوّلوا إلى هدفٍ لهؤلاء المرتزقة الذين باتوا مصدر الجريمة المنظّمة في البلاد.
وليس إنصافاً القول إنهم جميعاً منتمون إلى الجهات التي يدّعون الانتماء إليها، لكنّهم في كلّ الأحوال يحملون هويّاتها التعريفيّة، ويتمنطقون بأسلحتها، ويُعرّفون أنفسهم وهويتهم الميليشياوية بشكل مباشر سافر كما حصل مع فريق المدى، أو بشكل غير مباشر ولكن بما يكفي للتعريف بهويّتهم الميليشياويّة.
إنَّ العراق المبتلى بالإرهاب، يظلّ عبئاً على بناته وأبنائه حتى إذا تحرَّر من داعش ومن امتدادات داعش، إذا لم تستطع " الدولة " منزوعة السلاح الفعّال، من تصفية وجود كلّ الميليشيّات ونزع سلاحها وتجريدها من أيّ أداة ماديّة أو معنويّة لترويع العراقيين وبثّ الفزع في نفوسهم وتخريب بيئة المجتمع وعرقلة معافاتها ممّا أصابها من وباء وويلات.
الحادثة الأثيمة يُفترض أن تعرِض قناة المدى صورها حيّةً بما يُظهر الجاني "الإرهابيّ" بوجهه المكشوف، وعلى الرأي العام والقضاء والأجهزة الأمنيّة التوقّف عند مدلولات ما تنطوي عليه. لكنَّ الأهمّ أن نُتابع معاً ما ستفعله وزارة الداخليّة، والأجهزة الأمنيّة والقائد العام مع صاحب الصورة ومَن جاء بهم من المعتدين.
والأكثرأهميّةً من ذلك أنْ نتابع ردود فعل التنظيم الذي ادّعى الانتماء إليه، والإجراء الملموس، غير الكلام المجرّد، الذي سيتّخذونه لتبرئة ذمّتهم، وتطمين الناس وتخفيف شرور هؤلاء الأوباش..!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. أبو أثير

    هذا هو العراق الجديد حيث أخذت الميليشيات والعصابات تتحكم في مقاديره ولا وجود لقوات ألأمن والسلطة لأي نفوذ عليها ...والغريب أن بعض الشركات والمولات والمحال التجارية أخذت تدفع لهذه الميليشيات والعصابات أجور شهريا نظير عدم التعرض لها من الميليشيات ألأخرى ..

يحدث الآن

«الإطار» يطالب بانسحاب السوداني والمالكي.. وخطة قريبة لـ«دمج الحشد»

تراجع معدلات الانتحار في ذي قار بنسبة 27% خلال عام 2025

عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

بغداد تصغي للكريسمس… الفن مساحة مشتركة للفرح

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram