لماذا نكتب ؟ ولمن ؟ إذا كانت الجمهرة العريضة من الناس معرضة عن القراءة . ولئن بادرت ، بادرت متبرمة ، ولا ترى غضاضة إن هي رمت بالصحيفة جانبا لتجعلها سفلا واقيا في مكب النفايات .
الكتابة الحقيقية رهف، الكتابة وجع، وهو وجع فريد عجيب، تختلط فيه اللذة المتناهية بالألم الممض، النوال موصول بقيدوم الخسارة. الندامة تلوذ بالتأسي، إصابة المرمى معقودة بلا جدوى وعبثية الرماية……
لمن نكتب؟؟ إذا كان من يحسن القراءة لا يقرأ . ولئن قرأ لا يعبأ .. ولماذا نصرخ؟ آذا كان من نخاطب فاقدا للسمع او متظاهرا بالصمم؟؟
العقم انواع ، ابهظه وافدحه الإحساس ب ،، اللاجدوى وتداعياتها الفتاكة، والإحساس باللاجدوى — لو تدرون — فادح الأثر ، مدمر .
………..
هل التفكير بطلاق الكتابة — بالثلاثة — هو الحل الآمثل للكاتب المحبط الذي لفه اليأس من قمة رآسه لأخمص قدميه ؟؟.
اقلب في سيرة ومؤلفات ابو حيان التوحيدي — المتاحة — والتي يقال انه جمع غالبيتها في كومة كبيرة وأضرم فيها النار … ويقال انه جلس قبالتها ، يراقب السنة اللهب تلتهم اكثر الأفكار ثراء وابلغها صنعة ، فلا يتمالك نفسه من الضحك بهستيريا مفضوحة ، تارة . وتارة يجهش ببكاء ، كثكلى .
أي وجع ممض ينتاب الكاتب ، الذي يكتب بنبض القلب ونسغ الشريان ، ان يلاحظ ، إن كتاباته المسفوحة على الورق لا تقيم معوجا ، ولا تصلح فاسدا ، ولا تصحح خطأ ، ولا تهدي سبيلا ؟؟ هل لامس هذا الإحساس شغاف قلب رئيس تحرير المدى . ليعلن عن التوقف عن رفد قراء الصحيفة بتوفير ذاك الصحن اليومي الشهي .؟ وأي عزاء يساور اولئك الذين تنتابهم — احيانا ودائما — ذاك الإحساس الممض الوجع بقيمة او تأثير ما يكتبون ؟؟
الهوة بين المثقف العربي (والنخبة منه على وجه الخصوص) وبين العامة، تتسع وتتعمق ، وهي إشكالية مستمرة . تتفاقم إذا ما بقي الحال على ما هو عليه من تشرذم وخشية وضياع ، وحتى ساعة ان يحصحص الحق!!
متى؟؟
ذاك هو السؤال العويص . ال .. ((إجابته ))، تقترب من حافة المستحيل .
الإحساس بـ: اللاجدوى
[post-views]
نشر في: 15 يونيو, 2016: 09:01 م