اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > إصلاحيّون "للقِشْر"!

إصلاحيّون "للقِشْر"!

نشر في: 15 يونيو, 2016: 06:17 م

كُلُّهم إصلاحيّون للعظم، أو "للقشر" بتعبيرنا الشعبيّ... كلّهم مع الإصلاح، يريدونه ويؤيدونه ويتحمّسون له ويطالبون به. والمعنيّ هنا أفراد الطبقة السياسيّة المتنفّذة في السلطة، فلم نسمع يوماً أنَّ أحداً منهم، وزيراً كان أم نائباً أم زعيماً حزبيّاً، إنّه يناهض الإصلاح أو يتحفّظ عليه بمستوى من المستويات.
لكنْ أي إصلاح هم يريدون ويؤيدون ويتحمسون له ويطالبون به؟
في الواقع هم لا يكترثون بمعنى الإصلاح وشكله ولونه وحدوده، والبعض منهم لا يعرف بالضبط ما الذي يطالب به دُعاة الإصلاح. وعليه فإنَّ الإصلاح الذي هم معه هو أي شيء على أن لا يقترب منهم ولا يمسّ لهم ردن دشداشة أو ياقة قميص أو طرف عمامة. ليكن ما يكون الإصلاح، لكنْ بشرط ألّا يأخذ "ثلمة" من امتيازاتهم المالية والسياسية والإدارية.
اتّحاد القوى العراقية، على سبيل المثال، اعترض منذ يومين على قرار رئيس الحكومة بتعيين رئيس جديد لجهاز المخابرات الوطني خارج سياقات المحاصصة التي هي جوهر المطالبة بالإصلاح والشعار الرئيس للحركات الاحتجاجية المتواصلة منذ شباط 2011 حتى اليوم.
لا يعترض اتحاد القوى على الرئيس الجديد للجهاز،لأنه من فلول نظام صدام أرباب السوابق الإجرامية الذين تزخر بهم أجهزة الدولة العليا، ولا لأنه عديم الكفاءة وغير آهلٍ للمنصب، ولا لأنه فاسد إدارياً ومالياً مثلاً.. إنهم يعترضون على تعيينه،لأنه ليس منهم.. الذي منهم هو فقط الجدير بالمنصب حتى لو كان من أرباب السوابق ومن الفاسدين! وللحقّ هذا لا يقتصر على اتحاد القوى وإنما يشمل باقي الشركاء في السلطة.
اتحاد القوى منزعج،لأنَّ مصطفى الكاظمي ليس عضواً في واحد من إحزابهم وتجمعاتهم، وهو في الواقع ليس عضواً في أي حزب، ولم يترشح عن طريقهم بعد أن "يدفع المقسوم" ويتعهّد بخدمة مانحيه المنصب وليس خدمة البلاد وأهل البلاد.
في بيانه لم ينسَ اتحاد القوى أن "يُذكّر" بأنه يؤيد "حزم الإصلاح المؤسسي"، لكنه استدرك ليذكّر رئيس الوزراء "ببنود الاتفاق السياسي الذي شكّل حكومته والذي منح تحالف القوى العراقية حقّ الترشيح لشغل هذا المنصب بقصد تحقيق التوازن والتماثل بين مكّونات الشعب العراقي من دون تمييز وإقصاء"!. كما إنه لم يغفل عن أن يُعرّج على "أحكام الدستور في مادته (80/خامساً) الذي أعطى مجلس الوزراء وليس رئيس الوزراء حقّ التوصية إلى مجلس النواب بتعيين رئيس جهاز المخابرات الوطني، وهو ما أكدته المادة (61/خامساً/ ج) التي أعطت الحقّ الحصري لمجلس النواب بالموافقة على تعيين رئيس الجهاز بناءً على اقتراح مجلس الوزراء".
هذا الكلام الأخير بالذات مُضحك للغاية، فعلى مدى عشر سنين كانت الحكومات السابقة كلّها ورؤساؤها وأعضاؤها ينتهكون الدستور وأحكامه مئات المرّات في ميادين عدّة بينها ميدان التعيينات في المناصب العليا، ومنها بالأخص إشغال المناصب بالوكالة لسنوات عديدة متتالية، ومجلس النواب لا يعترض ولا يتحفّظ، بل كان يُصادق على الكثير من الخروق، لأنّ القوى المتحكّمة بالمجلس مستفيدة من هذه الخروق مالياً وسياسياً.
ألم أقلْ إنّهم جميعاً إصلاحيون "للقشر"... لكنْ في ما خَصّ غيرَهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. بغداد

    استاذ عدنان حسين هؤلاء جميعهم ولا يستثنى منهم أحداً اي مجلس التنابل مجلس الدواب حكومة جمهورية قندهار القتلة المأجورين الحرامية المتخفين بلباس الدين المذهبي الأرضي الوثني التخلفي لملوم عفن لا فهم ولا علم لا في السياسة ولا في احترام القوانين جميعهم ليسوا خر

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram