حاول الباحث حسن عبيد عيسى التوصل الى ان ثقافة نقد الكتب المقدسة قديمة قدم تلك الكتب وأن هذه الثقافة مهمة لأنها تعني الوعي بأهمية العقل وتثويره.الباحث عيسى قدم محاضرة في الملتقى الفلسفي حملت عنوان ( ثقافة نقد الكتب الدينية ) قدمها الباحث الدكتور
حاول الباحث حسن عبيد عيسى التوصل الى ان ثقافة نقد الكتب المقدسة قديمة قدم تلك الكتب وأن هذه الثقافة مهمة لأنها تعني الوعي بأهمية العقل وتثويره.
الباحث عيسى قدم محاضرة في الملتقى الفلسفي حملت عنوان ( ثقافة نقد الكتب الدينية ) قدمها الباحث الدكتور سليم جوهر الذي بدأ قوله : ان سؤال هابرماس يبقى عالقا ، متى يمكننا الحصول على معرفة موثوقة ؟ ان روح الفلسفة هو النقد والفلسفة النقدية هي تفحّص الشيء وتحديد نقاط قوته وضعفه. اي انها تدرس مزايا الموضوع وعيوبه..ويضيف تساؤلا آخر..ما هي الاعتقادات؟ انها تسيطر على مجرى حياتنا وتوجهها فنحن نسلك المسالك بهدى اعتقاداتنا في جميع أمورنا، فهي لها الأهمية الكبرى في اعتقادنا بصحة اتخاذ قرارتنا. وهنا يأتي دور الفلسفة النقدية. موضحا ان فالفلسفة تأخذ على عاتقها البحث الفاحص في الاعتقادات التي نكون قد قبلناها بطريقة غير نقدية من السلطات المتعددة والنقد وظيفته الحكم والتقدير أي الاهتداء إلى مبررات تؤيد حكم القيمة (النقد التقديري) من جهة والتفسير او التوضيح من جهة أخرى (النقد التفسيري) رغم ان النقد التقديري يفترض مقدما النقد التفسيري.
تحدث بعدها الباحث حسن عبيد عيسى مستعرضا في البدء تعريفا من الكتب المقدسة والنقد التاريخي الذي يمارس في نقد الكتب المقدسة مبينا ان التعريف السائد لا يمكن اعتماده،.. وناقش الباحث ما ذكره حسن حنفي في كتابه "مقدمة في علم الاستغراب" من ان أول نقد تاريخي للكتب المقدسة مورس في العصر الحديث من قبل سبينوزا(1633-1677) عادا نقد الكتب المقدسة قديما قدم تلك الكتب، وان الوعي الثقافي في نقده يعد مهمة عقلية وإيمانية أيضا .. مؤكدا ان أول نقد موثق على شكل كتاب وصل الينا هو كتاب "هرطقة المئة" ليوحنا الدمشقي بن منصور بن سرجون الذي كان ابوه وجدّه مستشارين لمعاوية ويزيد قبل ان يتخلى عن وظيفته لانخراطه في سلك الرهبنة.. عادا يوحنا مصدرا اغترف منه المستشرقون ما اثخن كتبهم بالإساءات للاسلام. وتطرق المحاضر الى ما انبرى به ابن النغريلة اليهودي لينقد القرآن آية آية نقدا تفكيكيا ، وقد تصدى ابن حزم الاندلسي للرد عليه. وأشار الى ان ابن حزم أول من قدم منهجا نقديا في نقد العهد القديم ثم تولى الفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون الذي درس الفلسفة العربية على يد ابن رشد واسلم ثم ارتد مهمة الاساءة الى نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم . وعندما ألف كتابه (دلالة الحائرين) فإنه كان نقدا للتوراة في ضوء الفلسفة الاسلامية العربية كتبه باللغة العربية بحروف عبرية..وبذا فإنه تجنب الاطلاع عليه من قبل بسطاء اليهود والعرب.. وعندما ذاع صيته فإن اليهود احرقوا نسخه.. وانتقل المحاضر الى مسألة تاريخية القرآن الكريم فالمؤرخون لا يعدون القرآن مصدرا تاريخيا في حين يرى عيسى ان القرآن سجل سبقا تاريخيا لم نعرف اهميته الا عقب ظهور نتائج التنقيبات الاخيرة.والأدلة كثيرة قدمها شارحا اياها بحسب النص القرآني.. مؤكدا ان البعض يريد ان ينقد القرآن نقدا علميا كالذي يزعم ان العلاقة بين جلجامش وانكيدو .
وشهدت الأمسية مداخلات عديدة بدأها الدكتور علي حسين يوسف بقوله انه ليس من شك في ان حركة النقد في مجال الفكر الديني قديمة قدم الدين نفسه,ولذلك يمكن رصد تمفصلات هذه الحركة مع اولى الاديان لكنها نشطت اكثر مع الاديان المكتوبة..