اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تزوَّجي عراقي

تزوَّجي عراقي

نشر في: 18 يونيو, 2016: 07:17 م

وضعتُ هذا العنوان وأنا أتوقع أنْ يلومني  البعض من  القرّاء الأعزّاء على  بطري  ، وقبل أن يُعلّق أحدهم قائلا :  أنت ينطبق عليك المثل القائل : "البطَرُ عند الرخاء حُمْق" والحمد لله لا أعيش في مجتمع الرخاء ، وإلّا لكنت الآن أقضي " الويك آند " في منتجعات لندن أُسوة بالشيخ خالد العطيّة ، ومع كلّ المبرّرات التي سأطرحها عليكم ، لأنني اخترت الكتابة في هذا الموضوع الظريف ، إلّا أنّ هناك من سيقول حتماً :  يارجل ألا تحس بالمسؤولية، لماذا أنت معدوم الضمير ، تجلس وراء الكيبورد  وتكتب بكل برود " تزوّجي عراقي "   يا شيخ كان حريّاً بك أن تخجل من نفسك ، فهل بارت تجارة الرجل العراقي  حتى تتحول حضرتك الى " خاطبة " ،  لماذا لاتناقش مشاكل البرلمان الذي أقسم أعضاؤه أنهم لن يعودوا من سفرياتهم حتى تتحرر الموصل  ، على أي حال، أعرف أن مثل هذه الموضوعات   قد يضعني  في خانة الكتّاب " السلبيّين " وإذا كان الابتعاد عن مناقشة نظرية موفق الربيعي في الامن الوطني ، وترك عواطف النعمة منشغلة بنظرية " المؤامرة الصهيونية "  نوع من  السلبية ، فاهلاً بهكذا سلبية .
لم أضحك منذ مدة طويلة  قدر ضحكي على ردود أفعال  حلقات برنامج الصدمة التي صورت في العراق ، حيث شاهدنا " شهامة " الرجل العراقي وهو يأخذ حقه بيده من خلال نزالات الملاكمة التي تدرب عليها منذ الصغر ، فوجدنا مَن يطيح  بالقاضية بالممثل الذي يعامل والده معاملة سيئة ، وشاهدنا كيف أفرد البعض عضلاته  وهو يمارس  نزال الضرب بكل أشكاله ،لأنّ هناك من  " تحارش " بفتاة .. نزالات الملاكمة هذه حوّلت الرجل العراقي الى الى "فارس أحلام" بعض نساء الخليج، حيث شهد تويتر تغريدات كبيرة  جميعها تمدح الرجل العراقي وبردود أفعاله التي "تبرد القلب". وتوقفت طويلا وأنا أبتسم عند تغريدة إحدى الفتيات وهي تكتب :  "يمة العراقيين بيجلطوني أبي أتزوج عراقي".  
المشاهد التمثيلية  اعتبرها البعض من الرجال   غريبا على بيئتنا ، فنحن  مجتمع يخلو من الاخطاء ومحصنون ضد حرشة النساء ،  فمن شاهد منكم  رجل عراقي يتحرش بفتاة  تحاول السير بحرية في الشارع  ؟ .
وأنا أقرأ ردود الافعال هذه تذكرت ان  استفتاء اجرته  جامعة شيكاغو  على  فتيات  من مختلف الأعمار عن الرجل الذي يحلمن به  ، وكانت معظم الآراء هكذا:أول ما يلفت المرأة: العضلات والصدر والأكتاف والذراعان،  من الإجابات من  تفضّل الرجل الذي  يثبت رجولته في البيت والشارع  وتكره الرجل الذي يصطنع الرقة والنعومة. ، وإجابة تقول: كان بودّي أن  اتشاجر يوميا  مع الرجل!، وانتبه القائمون على البحث ان إجابة واحدة فقط كانت من صالح الرجل الهادئ  الذي يحمل ثقافة وذكاءً .  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. بغداد

    أستاذ علي حسين كلامك ليس بطر ولا انت بطران بالعكس انت دائماً تلفت نظر القارئ الى النقاط المهمة..هل الخليجيات احبو مفتول العضلات بسبب كثرة مشاهدتهم الافلام الأمريكية رامبو والوطواط وغيرها من افلام الحنقبازيات الممثلين فيها دائماً مقتولين العضلات وكأننا مع

  2. أبو أثير

    الظاهر الملا .... العفو السيد الشيخ العطية سافر الى لندن ... لغرض ألأطمئنان على أستثمارته في عاصمة الضباب وألأشراف على شراء بعض البيوت الفارهة في الريف ألأنكليزي ... بعد أحالته على التقاعد ...وبالمناسبة أيضا لمعاينة وأعادة ترميم عملية بواسيره لأن الظاهر ع

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram