( 1 ) عن : عثمان العبيدي ، أنموذجاً مُضيئاكان يُمكن أن يكون عثمان العبيدي آمناً على الشاطىء ، وأن يتأملَ مشهدَ غرق المئات كما لو كان مشهدا سينمائيا يُحاكي لحظةً عابرة في ذاكرة هوليود ... وكان لعثمان أن يكتفيَ بدور الشاهد على حادثةِ جسر الائمة ، وان ي
( 1 ) عن : عثمان العبيدي ، أنموذجاً مُضيئا
كان يُمكن أن يكون عثمان العبيدي آمناً على الشاطىء ، وأن يتأملَ مشهدَ غرق المئات كما لو كان مشهدا سينمائيا يُحاكي لحظةً عابرة في ذاكرة هوليود ... وكان لعثمان أن يكتفيَ بدور الشاهد على حادثةِ جسر الائمة ، وان يُسهب طويلا في حديثه فيما بعد ، وهو يروي تفاصيلَ الحكايةِ للسائلين وعابري السبيل وقاصدي مرقد الامام موسى بن جعفر كل عام ...
وكان لأنفاس عثمان أن تختلطَ (اليومَ) بأنفاس امّه ، وهي تباركُ بصلاتها خُطى الزائرين .
( 2 ) عن: البصرة ... أمكنةٌ تقتل ابناءَها
لا تُشبه البصرة فينيسيا في شيء, ولا تشبه طوكيو ايضا , او برلين , او اية مدينة اخرى . فينسيا ساحرةٌ , وطوكيو مدينةٌ فخمة , وبرلينُ عريقةٌ .
البصرةُ لا يُمكن أن تُشبه إلا نفسها : مدينةٌ مستكينةٌ لقدرها , تقتاتُ على ماضٍ يرقدُ مستكينا في بطون الكتب , وتتطلعُ الى المستقبل بعينٍ عوراء .
البصرةُ الآن مدينةٌ مسنّة , تكتهلُ بسرعة مخيفة , تركن صاغرةً الى بؤسها , وتغفو على وجعٍ كبير.
( 3 ) عن : " الهجرة الى أوربا" : لن تتحولَ احلامُنا الى كوابيس
كم هي برّاقةٌ ولامعةٌ هذه العبارة ، تكادُ أنْ لا تضاهيها جمالا واغراءً عبارةٌ أخرى ، سواء كان ذلك على مستوى الواقع او المُتخيّل . نحن شعوبٌ تعيشُ عصرَها البائد ، ولاعلاقة لها بكلّ ما يجري حولها . الحياةُ هنا (عربيةٌ) بامتياز ، عربيةٌ بكل ما للكلمة من وقاحةٍ واستخفافٍ بكرامة الانسان . لهذا تبدو كلمة " الهجرة " لوحدها رحلةً مركزيةً في حياتنا ، حتى انّنا صرنا نتعاملُ معها في احلامنا وتفكيرنا بقدسيةٍ كبيرة ، لا تضاهيها هيبةً رحلةٌ اخرى ، ولو كانت رحلة الغفران الى جنات الخُلد . لكنْ ، أ ثمةَ هجرةٌ تفوق " هجرتنا" الى أوربا العظيمة؟ . لا أصدقُ أنَّ الصحراءَ العربية ستبكي رحيلَنا ، ولن يرثي أحدٌ موتَنا .
سنجدُ مدناً كبيرة ، وستكون احلامُنا كبيرةً ايضا ، ولن نكون بحاجة الى " نشرة أخبار " تنقل الى العالم وقائعَ موتنا كلّ يوم...........
" الهجرةُ " كلمةٌ سحريةٌ في الزمن الذي لا معنى له ، حيث يغفو البلدُ العجوز.










