القادمون من محافظة كركوك الى بغداد يواجهون معاناة صعبة اثناء وصولهم الى سيطرة الشعب ، طابور من مختلف السيارات يمتد الى مسافة اكثر من كيلومترين ، شاحنات اصطفت على جانب الطريق ، اما النازحون فيرون نجوم الظهر للسماح لهم بالدخول الى العاصمة . بإمكان المسؤولين من أصحاب الضمائر الحيّة زيارة السيطرة للاطلاع على اوضاعها ، لعلهم في ساعة رحمانية في هذا الشهر الفضيل يقررون تخفيف معاناة عباد الله ، وانقاذهم من "سيطرة إهانة الشعب" . ولكن يبدو ان المسؤولين ،خاصة من يقيم في المنطقة الخضراء، سيعيد العزف على الربابة ، فيتهم المندسين وفلول النظام السابق بالإساءة الى المؤسسة العسكرية ، المسؤول عن ادارة الملف الإمني لطالما قلل من أهمية معاناة القادمين من كركوك الى بغداد ، لأنها مجرد فقاعة يطلقها أعداء الحزب والثورة .
في السيطرات الأمنية المنتشرة في جميع أحياء العاصمة بغداد ، قد يضطر أحدهم للتعبير عن الاستياء من ملل الانتظار بلاجدوى ، بتوجيه سؤال الى رجل الأمن الذي يحمل جهاز الكشف عن المتفجرات : "عمي اسألك بالعباس ابو فاضل والحمزة ابو حزامين هذا جهازك يشتغل لو حديدة عن الطنطل" ، في بعض الاحيان يتجاهل حامل الجهاز السؤال ، لأنه سمعه للمرة المليون من كبار السن ، وقد يستغفر ربه ، ويردد مع نفسه حسبي الله ونعم الوكيل ، فهو الآخر يخشى الإفصاح عن رأيه بخصوص جهاز الكشف عن الطناطلة ، استنادا الى حقيقة ان الجهاز بنظر جميع العراقيين اصبح مجرد "حديدة " تصر الأجهزة الأمنية على استخدامها والطناطلة يسيطرون على محافظة نينوى..
جهاز كشف المتفجرات أصبح مسخرة تلاحق المؤسسة الأمنية ، مفتش وزارة الداخلية السابق محافظ كربلاء عقيل الطريحي ، قال في برنامج بثته اذاعة دولية يوم كان في منصبه إن الجهاز فاشل ، ويجب الغاء العمل به والبحث عن بدائل ، مسؤولون آخرون وأعضاء في مجلس النواب ، اكدوا ايضا ان الجهاز فاشل ، وعلى الرغم من إصدار حكم بحق شخص بريطاني كان وراء صفقة تصدير الجهاز الى العراق ، اصرت وزارة الداخلية وقيادة عمليات بغداد على العمل به ، ربما لأنه اكتسب صفة التقديس وفيه كل الدفع والنفع والرفع ، وله القدرة على اجبار العدو على الانبطاح ، بهذه الأكذوبة المسخرة ، سجل الجهاز حضورا في كل السيطرات ومن يعترض على وجوده تلاحقه تهمة أربعة إرهاب.
الإصرار على استخدام جهاز فاشل ، يحمل تفسيراً واحداً هو التغطية على المسؤولين المفسدين الذين كانوا وراء توقيع عقود استيراده ، الأسماء معروفة ، والمحافظ الطريحي بوصفه كان مفتشاً في وزارة الداخلية ، على اطلاع كامل على تلك الاسماء وربما لديه قائمة تضم صغيرهم وكبيرهم.
سيطرة إهانة الشعب ، شكل آخر من الفساد يتطلب إجراءات فورية لتسهيل الدخول الى العاصمة ، القضية لاعلاقة لها بانخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية.
سيطرة إهانة الشعب
[post-views]
نشر في: 20 يونيو, 2016: 09:01 م
جميع التعليقات 2
الشمري فاروق
عزيزي علاء لتعب نفسك الكل حراميه..اني كنت اتصور ان العبادي سيوقف العمل بهذا الجهاز لانه درس في انكلتره وعاش وعمل فيها فتره طويله ويجيد اللغه الانكليزيه وسمع وقرأ عن احالة المحاكم البريطانيه للتاجر الذي باع هذه الاجهزة التي تسببت في قتل الكثير من العراقيي
أبو أثير
محافظ كربلاء السيد الطريحي ... هو أول المسؤلين الذين يجب مسائلتهم عن صفقة ألأجهزة الفاشلة التي أستوردتها وزارة الداخلية أيام كان في منصب المفتش العام في الوزارة .... وطمطمت القضية لأن المشاركين في الصفقة الفاسدة من حزب الدعوة من وكيل وزير الداخلية ألأسدي