لماذا كل ما هو ضروري وجوهري ، مؤجل إلى إشعار آخر ، كالإعلان عن الميزانية العامة ، او الإفصاح عن موعد الإحصاء السكاني .. مثلا لا حصرا ؟
……… لو أقدم متطفل لجوج وسأل أي مسؤول عراقي ، بما فيهم السادة : رئيس الجمهورية او رئيس الوزراء او وزير التخطيط ، عن عدد سكان العراق في هذي الحقبة العصيبة من الزمن ، لما إستطاع واحدهم الإجابة برقم معين ، حتى لو كان قريبا من الحقيقة .. ربما نعت من سأل ، بالبطر ! فمن ذا يأبه لعملية إحصاء سكاني والبلاد تمر بالأحداث الجسام ، وعلى شفا جرف من ( المجهول )؟!
…….. لم أفلح — برغم البحث الدائب — بالعثور على رقم حقيقي معتمد لعدد السكان في عراق اليوم ، كل الذي عثرت عليه ارقاماً قديمة لآخر أحصاء سكاني جرى في١٧/ تشرين الأول من عام ١٩٨٧ أي قبل اكثر من ربع قرن . ظهر فيه إن عدد السكان بلغ ستة عشر مليون نسمة ، منهم نحو (٨) ملايين وبضعة ألاف ذكورا ، و(٧) ملايين وبضعة آلاف من الأناث ( عسى مَن يجد تحديثاً أوفى ، او تصحيحاً أولى ، ان يبادر مشكورا ).
……….
لا غنى للأرقام الحقيقية الدالة ، عبر أية عملية إحصائية ، ولا قيمة ولا جدوى من إحصاء سكاني يهمل او لا يضع في الإعتبار التفاصيل الضرورية ، ويقتصر على عدد الموجود من الذكور والإناث ، حسب .
لا قيمة لإحصاء لا يتضمن أعداد الأطفال والشباب بالنسبة لأعداد الشيوخ ، لا قيمة لإحصاء لا يشي بنسب العاملين الى نسب العاطلين ، عدد الأميين بجانب المتعلمين ، الذين على مقاعد الدراسة إلى عدد المتسربين من المدارس .
إن تضمين تفاصيل معينة في ورقة إحصاء المستقبل ، كفيل بوضع الخطط اللازمة للنهوض بالبلد واهل البلد..بغية توزيع الموارد المتاحة على الوجه الأمثل : فمعرفة عدد الأطفال واليافعين والبالغين تستلزم تهيئة حضانات ومدارس وجامعات ، ومعرفة اعداد المسنين ، لغرض شمولهم برواتب الرعاية الإجتماعية ، والإلمام بعدد ذوي الشهادات لإستيعاب علمهم والاستفادة من خبراتهم ومهاراتهم ، والإحاطة،بأعداد المرضى، يقتضي تهيئة المستشفيات ، إلخ ،إلخ .
كل شيء مؤجل في عراق اليوم ، فما الضير من تأجيل الإعلان عن الميزانية العامة ، او تاجيل موعد الإحصاء السكاني ، ريثما يتوقف سفح الدم المجاني ، وحتى إشعار آخر !!؟
لغة الأرقام فصحى
[post-views]
نشر في: 22 يونيو, 2016: 09:01 م