السفير الإيراني في بغداد هو الوحيد الذي استطاع ان يجمع على مائدة الافطار قادة ومعظم أعضاء القوى المنضوية ضمن التحالف الوطني الكتلة الاكبر في البرلمان، او التحالف الشيعي الحاكم على حد وصف وسائل إعلام عربية، خلال الاشهر الماضية لم يستطع رئيس التحالف وزير الخارجية إبراهيم الجعفري ان يحقق اجتماعا موسعا، بعد ان فشلت جهوده في تحويل التحالف الى مؤسسة، مضت ست سنوات على طرح فكرة "المأسسة " لكنها ظلت في اطار التنظيرات فضاع الخيط والعصفور، واصبح الحفاظ على وحدة التحالف الشيعي مهمة صعبة تتطلب التدخل الخارجي لحث الاطراف في الداخل على التمسك بحق الاغلبية في حكم الاقلية.
منذ تشكيله ليكون الكتلة الاكبر في البرلمان ، ليضمن طرح مرشحه لمنصب رئيس مجلس الوزراء يبرز سؤال افتراضي يطرحه العراقيون، ماذ قدم التحالف طيلة السنوات الماضية ، هل اسهم في ارساء دولة المواطنة، هل أقنع المكونات الاجتماعية ببرنامجه؟ الإجابة على هذه الاسئلة مؤجلة على لائحة الانتظار، مع مرور الزمن تعقّد المشهد، برزت انقسامات تكشف عن حقيقة اخرى تؤكد اندحار المصالح الوطنية أمام الرغبة في الاستحواذ وفرض الهيمنة بذريعة الحفاظ والدفاع عن المظلومين.
من حقّ أطراف التحالف الوطني اتخاذ مواقفها الخاصة المتعلقة بضمان مصالحها السياسية، ولاسيما انها تنتمي الى تحالف تقول عنه انه يرعى مصالح الشعب العراقي لامتلاكه صفة الكتلة الاكبر في البرلمان، فحصل على حق رئاسة ثلاث حكومات مصابة بعاهات، عجز اصحاب القرار عن معالجتها، أما أهل الحل والربط في التحالف، فعقدوا عشرات الاجتماعات لم تسفر عن نتائج تؤكد حصول اتفاق على دعم وتأييد إصلاحات رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي.
أطراف التحالف الوطني فشلت في طرح بديل لإبراهيم الجعفري ليتفرغ الاخير للنشاط الدبلوماسي، الاجتماعات السابقة اقتصرت على بحث القضايا الامنية فضلا عن اسباب تعثر تطبيق مشروع المصالحة الوطنية على وفق نظرية نائب رئيس الجمهورية السابق خضير الخزاعي.
النظر الى التحالف من الخارج يعطي صورة تشير الى ان اطرافه متمسكة بوحدته،علاقاتها متينة ، بروز الخلاف يعبّر عن تباين بوجهات النظر، حين تخضع للبحث والمناقشة بمنتهى الوضوح والشفافية، تسفر عن اتفاق مشترك للتعاطي مع القضايا المصيرية،هناك من ينظر الى التحالف الوطني بوصفه كرس الانقسام الطائفي حين جمع القوى الدينية الشيعية في ائتلاف واحد فاتخذ خندقه في الخريطة العراقية، وقابله خندق آخر للمكون السني وثالث للكرد، على مدى السنوات الماضية أثبتت التجربة ان الاصطفاف الطائفي كان سبباً في إصابة الحكومة بعاهات مزمنة.
السفير الإيراني جمع أصدقاءه على مائدة الإفطار، وكان الأجدر به ان يوجّه الدعوة الى قادة اتحاد القوى العراقية ليتقابل الطرفان في أجواء رحمانية، فيقرران ردم الخنادق، وخوض لعبة محيبس جوائزها مناصب رئاسة الهيئات المستقلة، بات.. ضاع المحبس.
بات.. ضاع المحبس!
[post-views]
نشر في: 22 يونيو, 2016: 09:01 م
جميع التعليقات 1
عدنان اللبان
المحيبس لعبه شعبية / مارسناهه بكل حرية كَلنه المحبس خل يلعبنه/ نلعب بس خل تصفه النية بيتو محبسهم باليمنه / وحطوّ ثاني بيسراوية تتورط يا ايد اتطكَه / جتك بات من الهتلية مع التحيات