TOP

جريدة المدى > عام > فـي صحبة الكتب..داروين يتجول متخفياً في شوارع بغداد (18)

فـي صحبة الكتب..داروين يتجول متخفياً في شوارع بغداد (18)

نشر في: 26 يونيو, 2016: 12:01 ص

في مراهقتي المبكرة عثرت بالصدفة على كتاب اسمه "هؤلاء علّموني" ، الكتاب لم يكن رواية مثلما خمنت ، لكنه أشبه برحلة يقوم بها المؤلف سلامة موسى متقصياً  لحياة وأعمال عددٍ من الشخصيات . انزويت بالكتاب جانباً، كانت المرة الاولى التي اسمع فيها باسم سلا

في مراهقتي المبكرة عثرت بالصدفة على كتاب اسمه "هؤلاء علّموني" ، الكتاب لم يكن رواية مثلما خمنت ، لكنه أشبه برحلة يقوم بها المؤلف سلامة موسى متقصياً  لحياة وأعمال عددٍ من الشخصيات . انزويت بالكتاب جانباً، كانت المرة الاولى التي اسمع فيها باسم سلامة موسى ، في ذلك الوقت لم أكن أرى من الكتب سوى الروايات التي يصدرها محمود حلمي في سلسلته الشهيرة "كتابي" . لكني الآن مع كتاب مختلف وصاحبه مختلف ايضا ، كان قد نشر عشرات الكتب التي أثارت حفيظة المتزمتين آنذاك  .
كان هذا أول عهدي بكتاب فكري ، لم اسمع بأسماء الذين  يروي سلامة موسى حكاياتهم ، ولا أعرف ما معنى الانسان السوبرمان ، ونظرية التطور ، وما الذي يمكن ان ينفعني من منطق جون ديوي ،  لكن الكتاب استولى على عقلي ، والحقيقة أنني انتهيت منه دون أن أعرف ماذا يريد المؤلف ان يقول ، فهي المرة الأولى التي  أقرأ فيها كتاباً لاحكاية ممتعة ، ولا مسامرات بين الأبطال ، كنت أقرأ في كلمات لا أفهمها ، لكن الرغبة في أن أعرف جعلتني ألتهم الكتاب في يومين.
ثم كان أول لقاءٍ حقيقي لي مع سلامة موسى . كان لي صديق في مثل عمري ، له أخ يدرس في كلية الآداب وكانت لديه مكتبة تضم عشرات الكتب ، وكنت في كل مرة أدخل فيها الى بيتهم لابد ان أمرّ على هذه المكتبة وأتحسّس كتبها وأنظر اليها مأخوذاً أسأل نفسي : هل يمكن ان تكون لي مكتبة بهذا الحجم في يوم من الأيام ؟ وفي يوم شاهدت هذا الأخ الكبير وهو يجلس وبيده كتاب ويستمع الى نوع من الموسيقى ، ولم أكن أدرك انذاك ما هي العلاقة بين الموسيقى التي ليس فيها صوت لمغنٍّ واحد ، وبين الكتاب الذي يقرأ فيه . كان هذا الشاب أول من شرح لي ألغاز كتاب سلامة موسى ،  وأخبرني، وهو يشير الى مجموعة من الكتب، أن هناك كتباً كثيرة لسلامة موسى ، وأن لكلّ كتاب موضوعاً يحتاج منّي أن أقراه بانتباه. وأعتقد أنني بعد شهور من التفرغ لقراءة كتب سلامة موسى ،  بدأت أتذوق واستطعم هذا النوع الفخم واللذيذ من الكتابة .
************
في الرابع من كانون الثاني عام 1887 ، كانت ولادة سلامة موسى في بيت لموظف كبير يتقاضى نهاية كل شهر سبعة جنيهات . الطفل الذي رحل والده قبل عامين ، لايتذكر شيئا من هذا اليوم الذي اطلقت عليه والدته  "يوماً أسود" ، هكذا يخبرنا في كتابه "تربية سلامة موسى" ، ولاينسى ان يخبرنا ايضاً أنه كان طفلاً منعزلاً ، فقد كانت أمه تخاف عليه،  فألبسته ملابس البنات اتقاءً للحسد ، ومنعته من الخروج الى الشارع  حتى نشأ على ما قال "محبا للوحدة  والانطواء".
في  مقدمة كتابه  "أحلام الفلاسفة"  يكتب سلامة موسى تعريفاً لحياته : "كنت ذلك الصبي الذي أرادت والدته ان تشكّله مثل عجينة طريّة ".
في تربية سلامة موسى التي أسماها سيرة ذاتية يقسم حياته مثل فصول الكتاب الى قسمين أساسيين، الأول بعنوان "تربيتي الادبية"  والثاني  "تربيتي العلمية" . ويفسر لنا في السيرة ، كيف أنه  ربّى نفسه ثقافياً:  "عندما أرجع الى البذور الأولى والجذور التي نشأت ونبعت منها ثقافتي الحاضرة ، أجد أنها تكاد جميعها تعود الى الفترة الواقعة بين 1907 و1911 حين كنت في لندن ، ففي تلك الفترة كانت طائفة من المذاهب والنظريات في الأدب والعلم " تتجرثم"  وقد كان من حظي ان أدركت الجراثيم الاولى  لهذه الحركات " .
كان يتمنى أن يعيش مئة عام ، يموت ومن حوله الكتب ، مثلما كانت نهاية  الجاحظ، لم تجتمع لكاتب عربي غيره قوة التأثير والتنوع في الكتابة ، أصبحت كتبه  مَعلماً من معالم المكتبة العربية  ، وتفشت أفكاره  حتى اعتقد أدباء ذلك العصر ان هذا الرجل المتوسط القامة  سيسحب البساط من تحت أقدامهم ، ما دفع  الكثير منهم ان يخصص جزءاً من وقته للرد على "هرطقات" سلامة موسى .
كانت كتبه أشبه بالتحدي لموقف المجتمع من العلم والحضارة والتطور ،  وبرغم العديد من الكتابات التي صنّفت سلامة موسى بخانة الأدب ، إلا ان الرجل وهو الذي كتب عن تولستوي وبرناردشو والأدب للشعب ، وفي الحياة والأدب ، وخصص أحد كتبه للأدب الانكليزي الحديث ، يرفض ان يكون أديباً ، فقد ظل الى اللحظة الأخيرة من حياته يعتبر نفسه مفكراً :"لم تترك الكتب الأدبية في رأسي مركبّات ذهنية ، كتلك التي تركتها كتب داروين ونيتشة ومقالات اينشتاين ، فقد غيرني داروين ، اما اوسكار وايلد وكارليل من الأدباء فقد نسيتهم ."
كان يرى ان فكرة التطور التي أطلقت نهاية القرن التاسع عشر نجحت  في تفسير الظواهر الإنسانية والاجتماعية والتاريخ ، ويتساءل في كتاب "نظرية التطور وأصل الإنسان" الصادر عام 1928 عن إحساسه تجاه نظرية داروين فيقول :  "عندما استبطن إحساسي الديني أجد بؤرة هذا الإحساس هو التطور ، فأنا أفهم أننا وجميع الأحياء أسرة واحدة بما في ذلك النباتات وان الخلية الأولى التي نبض بها طين السواحل ، قبل ملايين السنين هي عنصرنا الأول وأننا مازلنا ننبض ونتغير في تجارب لاتنقطع وان سنّتنا هي سُنّة التغيير ، وجريمتنا هي جريمة الجمود " .
************
في العراق بدأت المعركة حول داروين وكتابه "أصل الأنواع" في وقت مبكر من القرن الماضي ، ويذكر العلّامة علي الوردي ان المتعلمين في العراق كانوا فريقين : ملّائية وأفنديّة، الاول يؤمن بالقديم ويحافظ عليه، والثاني يدعو للتجديد والتحديث وكان الصراع بينهما شديداً، صراع بين المجددين والمحافظين . ثم تطور الأمر عندما تحول بعض الملّائية الى أفنديّة فأصبحوا من أشدهم تجديداً ، ومن بين هؤلاء كان الزهاوي الذي نشأ ملّائياً يلبس العمامة ويدرس الدين واللغة ، ثم تحول  الى "أفندي لوغيّة" بلغة ذلك الزمان ويعني بالتركية ان الزهاوي اصبح نموذجاً للأفندي المولع بالتجديد.
في عام 1876  تدخل  مجلة "المقتطف" المصرية الى مكتبات بغداد ، وكانت هذه  اول مجلة تدعو للتجديد وتنقل العلوم الأوروبية الى البلاد العربية ، فحدثت ضجّة حولها في العراق ، وطلب  فريق الملّائية من الحكومة منعها ،ولكن الأخيرة كانت مؤلّفة من أفندية . وبعد التشاور قالوا سنسمح للمجلة بالدخول واذا شئتم ان تردّوا عليها فردّوا. وكانت المجلة تحمل وتؤكد نظرية داروين ، فاعتنقها الزهاوي وردّ عليه الملّائية بأن حرّضوا العامّة ضده ليشتموه في الشارع، بل أن  إحدى الجمعيات الدينية أصدرت بياناً تتهم فيه الزهاوي بإهانة الدين، فخرجت مظاهرة كبيرة قادها الملّائية نهبت الدكاكين وقوافل التجار وصدرت فتاوى بشنق الرصافي الزنديق.
أربعة  فقط بشّروا بداروين في الوطن العربي : جميل صدقي الزهاوي، شبلي شميل ، اسماعيل مظهر، وسلامة موسى ، اثنان منهما مسيحيان. وكانت الكنيسة تقف موقفاً معادياً لمذهب داروين، بينما الزهاوي  ومظهر ينحدران  من عوائل محافظة . ويذكر كاتبو سيرة الزهاوي الكثير من المواقف الطريفة التي مرت بحياة هذا الشاعر ، فقد كتب مقالاً في جريدة الأهرام المصرية يعدد محاسن هذه النظرية . وما ان وصلت الجريدة الى بغداد حتى هاج الخطباء ضده، فطالبوا الحكومة بمحاكمته بل ذهب البعض منهم الى إهدار دمه. يقول المستشرق الفرنسي "ماسينون" الذي عاش في بغداد آنذاك وكان صديقاً للزهاوي، أنّ الأخير بقي في البيت الى أن غابت الشمس، فتستّر بالظلام وبقطعة قماش، وذهب الى أقرب محل عطارة، واشترى كمية من التبغ تكفيه لمدّة إقامته الجبرية في البيت، غير أنّ المفاجأة كانت بانتظار الزهاوي النحيل،  فما ان عاد الى البيت حتى وجد أحد شقاوات ذلك العهد بانتظاره قرب باب البيت،  كان الرجل ضخم الجثّة، مُسْتَفَز العضلات،أبلغه بعض العامّة، بأنّ الزهاوي يقول "أنّ جدّك قرد"،، فلمّا وصل الأخير متستّرا بالليل أمسكه "الشقاوة" من ياقته ورفعه عالياً، وهو يصيح: ولك آني جدي قرد؟! فبادره الزهاوي خائفاً بالقول : "لا عمّي انا ماقلت جدّك قرد حاشا لله، ثم كشف عن وجهه ومسك ذقنه بيده وقال:انا قرد ابن قرد لسابع ظهر."
 في عام 1948 يصدر اول كتاب باللغة العربية عن داروين وكان الكتاب بعنوان "فلسفة النشوء والارتقاء" لمؤلفة الطبيب شبلي شميل . ويخبرنا المؤلف في مقدمته ان كتابه يضم مقالات في مذهب داروين ومباحث لتأييد هذا المذهب ومناقشات علمية في الحياة  لإثبات الرأي المادي ، واخيرا خلاصات في فلسفة علوم الإنسان .
وكان الطبيب شبلي قد ولد في بيروت عام ١٨٥٠ ، ونشأ في أسرة دينية سرعان ما تمرد عليها لتعارض أفكارها مع صريح العقول الحرة ، وقد  تعمَّق في دراسة الفلسفة والعلوم ، حتى لقَّبه زملاؤه ﺑ "الأستاذ الفيلسوف" . وفي  عام ١٨٧١ينشر بحثاً بعنوان : "اختلاف الحيوان والإنسان بالنظر إلى الإقليم والغذاء والتربية"، جاء فيه بكثير مما وجده يؤيِّد مذهب داروين.
في عام ١٨٧٥ يسافر الى باريس وهناك يتعرف على مدارسها الفلسفية ، ويقف على أدلة نظرية التطوُّر ، ويطمئن عقله لصحة الأفكار التي سبق ان نادى بها بخصوص نظرية داروين ، ويعود من باريس ليسكن القاهرة ، يفتتح عيادة طبية يعالج بها المرضى مجاناً ، ويصدر اول مجلة طبية عربية بعنوان "الشفاء" . لكن هدفه الرئيس للإقامة في مصر ، لم يكن نشر الطب ولاعلاج المرضى بالمجان ، وانما للتبشير بنظرية النشوء والارتقاء ، التي اعتقد شميل آنذاك انها ستكون سبباً في تطور العقلية العربية. ويذهب بعيداً في تمجيد  داروين فيضعه في مصاف أئمة الأمة ، فيكتب في مقدمة كتابة الشهير "شرح بخنر على مذهب دارون"  قائلا :"هذا الإمام المقدام والعالم المدقق والفيلسوف المحقق" . وتبعاً لقانون البقاء للأفضل يكتب شميل رسالة الى علماء الأزهر يؤكد فيها أن دفاعه عن نظرية النشوء والارتقاء لا يعني أبداً كفره بالقيم المقدسة ولا حطِّه من شأن الأنبياء، بل العكس، فإنه ينظر الى  إن :" تجديد الفكر الإسلامي مرهون بقدرة زعماء الإصلاح على فتح باب الاجتهاد مجدداً" .
قدم  اسماعيل مظهر الى العربية الترجمة الاولى لكتاب "أصل الأنواع" عام  1918 ، وكانت هذه بمثابة علامة فارقة في حياة الرجل الذي كرّس حياته لنشر المعرفة ، وفي مقدمة الترجمة  يؤكد مظهر انه حاول من خلال تقديمه لداروين ان يجد سبيلاً وسطاً ، وآلية قراءة يقبلها العقل والدين للنظرية الداروينية .
************
ظهر كتاب "أصل الأنواع" في أواخر تشرين الاول عام 1859 ، وكان مؤلفه تشارلز داروين  ، قلقاً حول عدد النسخ التي يمكن ان تباع ، فقد اقنع شقيقته ان تقرضه مبلغاً من المال سيعيده إليها بعد ثلاثة اشهر . صاحب المطبعة التي طبعت الكتاب  ، كان يسخر من المؤلف الذي يريد ان يثبت للناس انهم سلالة من القردة ، كان ينظر اليه ويشير للعامل : "يبدو ان السيد داروين يطيل النظر الى المرآة طويلا ، ليثبت نظريته" . لكن المفاجأة كانت بانتظار الجميع ، فـ "1250 "  نفدت في الأسبوع الأول ، وكان باعة الكتب يلحّون على صاحب المطبعة ان يعيد الكرة ويطبع نسخاً جديدة. في السنة الأولى يعاد طبع الكتاب ثلاث مرات ، ويتجاوزعدد النسخ التي بيعت منه العشرة آلاف ، البعض يبحث عن الكتاب ليرضي  تطلعه المعرفي ، وآخرون لإرضاء فضولهم  والجواب على سؤال يشغلهم: هل نحن حقا سلالة من القرود المتطورة ؟
لكن الكتاب في الواقع لم يكن سوى فرضيّة علميّة يطرحها المؤلف للنقاش. وضعها داروين بعد ملاحظات وبحوث ورحلات وقراءات دامت أكثر من عشرين سنة ، أراد من خلالها إيجاد السبل للإجابة على سؤال لطالما حيّر العلماء حول الحلقة المفقودة في عملية التطور المعقدة التي تمت عبر ملايين السنين.
يشرح تشارلز داروين العناصر الرئيسية لنظريته في القسم الأول من الكتاب، حيث  نجده يناقش الاعتراضات التي يمكن أن تثور ضد نظريته. أما في الأقسام الاخرى من الكتاب، فإنه يخصصها  في الحديث عن الجيولوجيا والتوزع الجغرافي للنباتات والحيوانات والحقائق ذات الصلة بعلم الأجنّة.
أما الأساس الذي يبني داروين عليه فرضيته تلك ، فيتعلق برصد التغيرات التي طرأت على النباتات والحيوانات الأليفة، لا سيما منها تلك التي يتحكم بها الإنسان. ويقارن داروين ذلك، أي الفروقات في الأنواع الناتجة عن   "الانتخاب الصناعي" ، بالتغيرات الحاصلة في الطبيعة من دون تدخل الإنسان، أي الناتجة عن "الانتخاب الطبيعي"  ليخلص إلى أنه :"  حيثما هناك حياة، ثمة تغير وتطور مستمران ناتجان أساساً من الصراع من أجل البقاء، حيث أن  الانتخاب الطبيعي يتفحص كل يوم وكل ساعة وفي كل أنحاء العالم، أبسط التغيرات رافضاً السيئ منها ومضيفاً الجيد إليها، عاملاً بصمت ومن دون إحساس على تحسين كل خلية حية" ، وهو يؤكد  أننا في الحياة اليومية : "لا نلاحظ أياً من هذه التغيرات البطيئة أثناء عملها، بل ستلاحظ حين تحفرها يد الزمن على مر العصور" .
ما ان صدر الكتاب حتى سارعت  الكنيسة  إلى مهاجمته معتبرة إياه  خطراً على الدين ، ما جعل المؤلف يقول رداً على هذا الهجوم : "إنهم بالتأكيد لن يحرقوني، لأن ليس ثمة قانون يمكنهم من ذلك، لكنهم سيجهزون الحطب، وعود الثقاب."
يكتب سلامة موسى في "هؤلاء علموني" : "لا أعرف كتاباً تأثرت به اكثر مما تأثرت من داروين ، فإنه اعطاني القلب الذي أزن به أحيانا، وأحيانا أهدم به التقاليد ، وجعل التطور مزاجاً تفكيرياً ونفسياً عندي ، بل جعله عقيدتي البشرية التي تنأى بي عن الغيبيات .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً> "كِينْزُو تَانْغَا"

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي

كلمة في أنطون تشيخوف بمناسبة مرور 165 عاما على ميلاده

مقالات ذات صلة

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا
عام

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

ديفيد سبيغنهولتر*ترجمة: لطفية الدليميقريباً من منتصف نهار التاسع عشر من آب (أغسطس) عام 1949، وفي محيط من الضباب الكثيف، عندما كانت طائرة من طراز DC-3 العائدة لشركة الخطوط الجوية البريطانية في طريقها من بلفاست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram