TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عزّة الدوري في مسلسل تلفزيونيّ

عزّة الدوري في مسلسل تلفزيونيّ

نشر في: 25 يونيو, 2016: 09:01 م

 الدراما التلفزيونية العراقية  تراجعت في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ . في سنوات الانتاج الغزيز تبددت ملايين الدولارات على إنتاج أعمال هزيلة  وفّرت حتى للمشرف العام حصته المالية ، فضائية الدولة  انفقت الاموال من "دون وجع قلب "  على انتاج  اعمال  لم يتذكرها الجمهور المهتم بمتابعة المسلسلات التركية والمصرية.  ركزت الفضائية على احداث الماضي القريب ، والشعب العراقي ليس بحاجة الى مَن يذكره  بمعاناته  فهو مازال يحملها معه ويدفع  ثمنها، الطرح المباشر بنظر النقاد والمختصين يعد عدو الدراما ، اذا كنت تبحث عن استقطاب انتباه جمهورك فابحث عن زوايا اخرى تثير انتباه المشاهدين .
الفنان جبار المشهداني غامر انتج مسلسل "قوارب الروح" ليعالج مشكلة هجرة الشباب العراقيين الى الخارج . باع قطعة ارض وسيارته الشخصية . صرف كل الصاية والصرماية على امل ان تتعاقد معه احدى الفضائايات وتعرض مسلسله خلال شهر رمضان ، لكن اصحاب الفضائيات سدوا ابوابهم امام المشهداني ،لانه من وجهة نظرهم من "المكون السنّي" ورؤيته الفنية في تناول المشكلة ربما تخضع  لنزعة مذهبية ، وفضائية الدولة ترفض إحداث شرخ في النسيج الاجتماعي  ، لهذا فهي لن تغامر بشراء "قوارب الروح"  وعساها تغرق.  بهذا المستوى من التفكير يتم  تعامل المسؤولين مع الدراما التلفزيونية ،  فاضطروا تحت  طائلة الازمة المالية الى انتاج برامج  رديئة لا يشاهدها حتى الزعاطيط .
المتفائلون  بإمكانية توفير الدعم الحكومي لإحياء الدراما وإنتاج المزيد من المسلسلات لرمضان المقبل   سيواجهون جملة عقبات ستجبرهم على   التنازل امام  رغبة الجهة المنتجة في خبز مسلسلات بلا لون وطعم ورائحة ، تبدأ من اخضاع النص الى رقابة مشددة ، واضافة مشاهد جديدة  لتسليط الضوء على الدور الجهادي للحزب الحاكم ، في محاولة لاستنساخ تجربة "الايام الطويلة" وبطلها محمد الصكر (صدام).
الدراما الكويتية استطاعت خلال السنوات الماضية ان تتفوق على نظيرتها العراقية ،  على الرغم من ان تلفزيون بغداد هوالاول في المنطقة . دخول  الطرف الرسمي في انتاج الدراما يعني  قتلها في المهد . التجارب والشواهد كثيرة . في مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية خصصت ملايين الدولارات لإنتاج افلام سينمائية يقال ان واحدا  منها  فقط يصلح للعرض ، والبقية فرض الحظر على  عرضها  لتدنّي مستواها الفني ،  على وفق الفرضية بان الجهات  الرسمية قررت تمويل انتاج الدراما ، كيف يتم تسويقها وهي مثل اي بضاعة بحاجة الى سوق ، أما اذا اقتصر عرضها على شاشة العراقية  فلن تخرج الدراما  المحلية من دائرتها المغلقة.
تجارب الدول العربية في انتاج الدراما اعتمدت على القطاع الخاص مع توفير هامش من الحرية. الجهات الرسمية العراقية ربما ستطلب من كاتب السيناريو، لإجازة مسلسله، ان  يضع في المشهد الاخير للحلقة الثلاثين  عزة الدوري في قبضة مستشار الامن الوطني  فالح الفياض!..
 لا يابه  الدراما التركية !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram