جارلس دارون انتقل الى المنزل في داون في عام 1842، بعد فترة وجيزة من رحلته الشهيرة على الباخرة بيغل.والغرفة التي استخدمها جارلس دارون، كانت هي التي اجرى فيها تجاربه العلمية البايولوجية.وتم إعادة ترتيب تلك الغرفة بعد اكثر من 100 عام من إغلاقها، وكان ال

جارلس دارون انتقل الى المنزل في داون في عام 1842، بعد فترة وجيزة من رحلته الشهيرة على الباخرة بيغل.
والغرفة التي استخدمها جارلس دارون، كانت هي التي اجرى فيها تجاربه العلمية البايولوجية.
وتم إعادة ترتيب تلك الغرفة بعد اكثر من 100 عام من إغلاقها، وكان الزوار يتدفقون الى بيت دارون "في كينت" بعد ان اصبح عالماً شهيراً، واصبح بالإمكان ان يجلس الزوار على سريره الكبير حيث اهتدى الى الأسس التي ساعدته على ثورته العلمية.
وكان عدد من الأمناء والحراس يهتمون بتلك الغرفة، وعلقوا على جدرانها صور عائلته، كما اعادوا صبغ جدران الغرف، لتعود الى ما كانت عليه في حياة العالم الشهير عندما كان يلصق على تلك الجدران الأوراق التي كانت تستخدم آنذاك لذلك الغرض كما يفرشون أرضية الغرفة بالسجاجيد والستائر، وسرير ضخم. في حين كانت هناك ، اريكة، على شاكلة تلك التي كان العالم الكبير يستخدمها، وهو يستمع الى زوجته (إيما) وهي تقرأ له مقاطع من كتاب كان دارون معجباً به، إذ انه من كتب مارك توين المفضلة وعنوانه مارك توين – الضفدع الذي يقفز في رحلات كاليفر.
وفي خلفية المنزل، كان دارون يتأمل عبر نافذة عريضة الحدائق، الواسعة، التي انشأها، وإجرى تجاربه عليها، لأجل صياغة نظرياته."ان معظم البيوت آنذاك كانت لديها حدائق واسعة ما بعد البيت ، وكذلك بيت العالم، وهويراقب العملية عبر شباك الغرفة ولذلك نجد ان فهم دارون ضروري جداً". وانتقل دارون الى منزله في القرية التي تدعى "داوني". وفي عام 1842، بعد ان رحلة، على تلك السفينة، التي تحدثنا عنها في بداية المقالة.
وبدأ بعدئذ في تطوير نظريته في عام 1842، مستعيناً بالنباتات المزروعة في حديقته، من اجل تجربتها، وتطبيق نظرياته عليها. وكانت تلك التجارب، حفر التربة، التي كان يشاهدها عبر نافذة غرفته، ويراقب ما ينمو منها.
ويقول راون بليك، المشرف على حديقة دارون ومتابعتها: ان الحديقة والمنزل، يطبق عليهما نظرية واحدة. واهتم اولاً بثماني نباتات، وهي التي لم تتبع خطاً معينا للنمو، بل انها اختلفت عما كانت عليه من قبل".
ونموذج آخر، وهي غرفة نومه، حيث كان يراقب ما يحصل في الحديقة وإي نبات قد تشّذ في نموه ويتخذ طريقاً آخراً. ويقول راون بليك، المسؤول عن الحديقة: "ان جارلس دارون كان قادراً على وضع نظرية خاصة، عبر مراقبة النباتات من غرفته الخلفية كي يهتم بالنباتات المتسلقة اذ كانت هناك حوالي 12 نبتة ومنها ما يدعى متسلقي فيرجينيا وأخرى تسمى بايب الهولندي الذي يغطي الجدران المحيطة بنوافذ غرفته، وكان دارون هو الذي زرعها. وكلها كانت تحت إشرافه، إذ انه كان يقضي في غرفته وقتاً طويلاً، يتابع تلك النباتات المتسلقة محاولا ان يوزعها بشكل مختلف حسب الجهات.
وكان دارون مهتّماً بعلاقة النبتة بالحيوان ولذلك بدأ، في إضافة مخلوقات الى الحديقة ليرى مدى تأثيرها وكان تأثيرها بشتى الطرق؟ ما بين النبتة والحيوان.
ويقول راون بليك المشرف على الحديقة. ان ما كان يدور من احاديث في البيت حول العلاقة بين النبات والحيوان، يثير الدهشة بسبب التأثيرات المتبادلة بينهما ويتم تجربته.
ودارون نفسه، كان يلقي النحل بالطحين وذلك من اجل اطفاله، كل تلاحقها في الحقول وهذا الأمر يجعل الحشرات الأخرى تتعرف عليها.
توفي العالم دارون في عام 1882 والتحقت به زوجته إيما في عام 1896، وبعد ذلك تم تأجير المنزل، قبل ان يتحول الى مدرسة للبنات في عام 1907. وفي عام 1921، تحوّل متحف تابع للتاريخ الطبيعي، ثم انتقلت الى التراث الإنكليزي في عام 1996.
ان غرفة اليوم تمنح لزوارها ابعاداً مضافة لفهم "دارون – العالِم" لفهم كافة ابعاد ذلك العالم.
 عن: الغارديان