TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > انتصرنا .. مع تحيّات حنان الفتلاوي

انتصرنا .. مع تحيّات حنان الفتلاوي

نشر في: 28 يونيو, 2016: 07:08 م

جبهة الإصلاح خرجت منتصرة ، هكذا أخبرتنا بالأمس النائبة حنان الفتلاوي ، فى تعليقها على حكم المحكمة الاتحادية ،  وكتبت على صفحتها في الفيسبوك : " إن ماحصل اليوم هو أول نصر لجبهة الإصلاح على إرادات المحاصصة التي عشّشت وتمدَّدت منذ ١٣ سنة " ،  لستُ متأكداً. ما هو أمامنا نص مسرحي ،  يمكن أن يخضع للارتجال وإطلاق النكات  حسب تعاطف الجمهور مع الممثل  ، لكنَّ المؤكد أن الفتلاوي التي كانت تجلد بصوتها كلّ من يقترب من المحاصصة وتعتبرها صمام الامان ، وان رئاسة الوزراء حق مقدس لـ" فخامته "  ، وكانت  صاحبة نظرية التوازن  ، تعتبر أي دعوة للاصلاح ، هي مؤامرة  ينفذها أصحاب الاجندات الخارجية .
في الضفة الاخرى تحدث  سليم الجبوري  موجهاً انتقاداته  لكل من حاول ان  ينتحل صفة رئيس مجلس النواب ، خاصة أولئك الذين  التقطوا صور السيلفي  داخل قاعة البرلمان .
لا أعتقد أن هناك من يملّ من عروض مجلس النواب العراقي ، ، بدءاً بطريقة خوض المعارك من اجل الامتيازات ،  وانتهاءً بعروض سيرك  العصي و " الأحذية " وقناني المياه .
والآن دعك من حديث الفتلاوي الإصلاحي ، وبكائية  الجبوري على أطلال البرلمان ، وأترك جانبا ً تغريدة إياد علاوي عن اهمية القرار التاريخي الذي اعادنا الى مبدأ لاغالب في عراق اليوم سوى السياسيين وبطانتهم  ، وما من مغلوب إلا  ابناء هذا الشعب الذين أدركوا جيدا أن النواب جميعاً تتحدد خطاباتهم على ضوء المحاصصة الطائفية والتوازن السياسي  ، فلو  كانت هذه صحوتهم  المفاجئة سلوكا عاما وعقيدة وقناعة راسخة في الأداء النيابي ،  لما تطلب الأمر اعتصام وارتداء " الدشداشة " في الفضائيات .
ليست القضية في انتصار الفتلاوي ،أو جمع التوقيعات ضد محاصصة يسبّح بحمدها الجميع في الغرف المغلقة ، ويشتمها في الفضائيات ، لأن الكائن الذي يطلق عليه لقب برلماني عراقي والذي يظهر صارخا كلما تعرضت مصالحه الى الخطر ،  سيظل هو المشكلة التي تكشف عن عشوائية السياسة في العراق.
في حلقة الامس من المسلسل السوري الشهير باب الحارة ، يقرر النمس ان يرشح للانتخابات ، ونرى الناس ترفعه على الاكتاف وهي تهتف " لا مهندس ولا حكيم نمس معتر وحديد " وأنا أنظر الى النمس ، سألت نفسي هل هناك فرق بين نمس باب الحارة وبين مئات من " النموس " الذين جلسوا تحت قبة البرلمان العراقي خلال اكثر من عشر سنوات ؟  ، لا فرق الكل يتنافس على جذب المشاهدين بكلّ ما هو مضحك وساذج  .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram