وأنت تقرأ البيان الثوري الذي أصدرته جبهة الإصلاح البرلمانية ، المتعاطفة مع النائبة عالية نصيف ، المُلقّبة من زملائها والمحيطين بها بـ"صاحبة الحذاء الذهبيّ "، لا بد أن تسأل نفسك هل هذه " البُكائيّات " البرلمانيّة على السيدة النائبة ، مجرّد مشاعر نوّاب يُقدّرون " رموزهم ، ويتذكرون أفعالها العظيمة داخل قبّة البرلمان ، أم أنها تعبير حقيقي عن تنظيم داخل قبّة مجلس النواب يسعى أصحابه إلى رفع " لا " كبيرة ضدّ مساءلة أو محاسبة النواب ، وهو تنظيم يمتدّ بتحالفاته مع مؤسسات سياسية ومالية ورجال أعمال ، مصلحتهم الوقوف في وجه كل من يغير مصطلح دولة القانون الى سلطة القانون .
هنا تتجلّى لنا الصورة واضحة ، فالنائبة التي يرى القانون حسب تصريح لهيئة النزاهة أن ّعليها شبه تورط في قضية نقل ملكية عقارات خارج إطار سلطة الدولة ، يراها أبناء جبهة الإصلاح البرلمانية غير ذلك ، فهم كما يؤكدون ، أنّ النائبة رفعت الحصانة عنها بسبب دعوى قضائية ضدها ،لأنها قدّمت ملفّات فساد تخصّ وزارة الدفاع ، وبالتالي فأن ما تقوله هيئة النزاهة والاعلام عن شبهة التلاعب باموال الدولة مجرد مؤامرة دنئية تقودها الامبريالية وورائها الصهيونية العالمية .
ولأنه تنظيم برلماني يرفع شعار" أنا وابن عمّي على الغريب "! فقد بدا خطابهم المنزعج بأن ذكّروا رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ، كيف أنّ البعض منهم وقف وقفةً بطوليةً ، عندما طالب مجلس القضاء برفع الحصانة عن الجبوري عندما كان نائباً في الدورة البرلمانية السابقة .
جبهة الإصلاح الثوريّة تذكّرنا بأنّ الشراكة الوطنية تتطلب تفعيل عبارة " غطّيلي واغطّيلك " . ولم تنسَ الجبهة الميمونة أنْ تستدعي مصطلحات من عيّنة الإصلاح والدستور ، لكنَّ الإصلاحيين " الأفاضل " المتباكين على الدستور ، لم يذكروا الدستور مرّة حين حرّض أحد أعضاء الجبهة مشعان الجبوري ، على الفتك بالعراقيين أيام قناته الثوريّة " الزوراء " ، ولا حين حوّل المجاهد فلاح السوداني أموال الحصّة التموينيّة إلى حسابه الخاص . ولعلّ جولة سريعة على متن غوغل تكشف لنا كيف أنّ الوجوه النيابية نفسها التي تهتف اليوم ببطولة عالية نصيف ، كانت تُسبّح بنزاهة فلاح السوداني .
يصرخ أعضاء لجنة الإصلاح على ما يرونه "غدرًا" برفيقتهم البطلة ، ويعتقدون أنَّ رفع الحصانة عنها مؤامرة تُفرح أعداء المسيرة النضاليّة لجبهة الإصلاح، بينما لم يبكوا على موت عشرات الأطفال العراقيين النازحين نتيجة ارتفاع درجات الحرارة ، ، كما لم يفعلوا مع كل المصائب والمآسي التي يتعرّض لها العراقيون منذ أكثر 13 عاماً .
البكاءُ على أطلالِ عالية
[post-views]
نشر في: 1 يوليو, 2016: 06:56 م
جميع التعليقات 2
ابراهيم
شكرًا سيدي لأنك تعيد لي الأمل بأننا لازمنا نمتلك القدرة على قول الحقيقة والتمييز رغم كل التضليل شكرًا
د عادل على
فى دولة داق شعبها امر انواع الدكتاتوريه والحروب المقدسةو الارهاب لمدة 40 سنه مادا تنتظر غير المد الانتهازى فى بلاد اقدم حضارات العالم-انتهازيو صدام اصبحوا انتهازىو نورى نائب المختار وفدائيو صدام اصبحوا فدائيى نورى نائب المختار -اكثرية