TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عباءة زاير مهاوي

عباءة زاير مهاوي

نشر في: 2 يوليو, 2016: 09:01 م

مع حلول الشهر الساخن تموز بدرجات حرارته المرتفعة  يكون قد مر عام كامل  على اندلاع التظاهرات الاحتجاجية  المطالبة بتحسين الخدمات الاساسية في مقدمتها توفير الطاقة  الكهربائية  ، واطلاق وزير الكهرباء قاسم الفهداوي تصريحه الخطير  حين عزا اسباب  تدهور نظام القطع المبرمج الى  الاقبال المتزايد على استخدام السخانات . وفق الله الوزير وسدد خطاه  لانه جعل العراقيين يضحكون في زمن النكد والحزن ، ومنهم من مات من الضحك  لحظة سماعه التصريح الكوميدي.  مرور عام على اندلاع التظاهرات  لم يحفز الضمائر الرسمية والسياسية على بلورة موقف موحد لانقاذ العراقيين من معاناة مريرة رافقتهم منذ تولى بريمر حفظه الله وبطانته  مسؤولية ادارة  ما تبقى من الدولة  مع اطلاق وعود باعادة البنية التحتية المدمرة ، في مقدمتها توفير التيار الكهربائي  على مدى اربع وعشرين ساعة ثم  تصدير الفائض الى الخارج طبقا لنظرية  الدكتور حسين الشهرستاني .
 قوات التحالف في حرب الخليج الثانية  بقيادة الولايات المتحدة استطاعت ان توفر الطاقة الكهربائية في الكويت خلال ساعات. التجربة لم تتكرر في العراق، اقتصرت على اطلاق الوعود ، الملف سُلّم الى الحكومات المتعاقبة ، رافقه الفساد المالي والاداري ، مع استهداف محطات الانتاج وشبكة التوزيع بهجمات مسلحة في مناطق متفرقة . الوزارة اضطرت مؤخرا الى استيراد الطاقة من الجارة العزيزة ايران مقابل مبالغ تدفع سنويا  بالعملة الصعبة. استيراد الطاقة لم يحل المشكلة  خصوصا في فصل الصيف  وارتفاع درجات الحرارة  مع بروز رغبة شعبية في مواصلة الاحتجاج  ، نظرا لما تركه تموز في اذهان العراقيين بانه شهر  الثورات والانقلابات العسكرية .
 اندلاع تظاهرات  وشهر تموز  وكيزر الفهداوي، ثالوث مرعب يثير قلق ومخاوف اصحاب القرار  من انتفاضة شعبية ضد النخب السياسية المشاركة في الحكومات المتعاقبة التي ضحكت على العراقيين منذ 13 عاما ومازالت تتجاهل مطالبه في تحقيق اصلاح حقيقي يتمثل  بمحاسبة  المفسدين بكل عناوينهم ومناصبهم ، سراق المال العام ، ومن  عرقل الدور التشريعي للبرلمان في تعطيل  تمرير  مشاريع القوانين  الخاصة بتنظيم  الحياة السياسية في العراق  وتعزيز نظامه الديمقراطي .
 قرار المحكمة الاتحادية الاخير أعاد الفهداوي سالما غانما الى منصبه ، وليخسأ الخاسئون ،   وليس من المستبعد ان تتكرر قصة السخان هذا الصيف .  
في شتاء عام 1958 تعرضت اذيال  عباءة  زاير مهاوي، الرجل الضرير،  للحرق في مضيف "المحفوظ"  طويل العمر فصرخ باعلى صوته: ياسامعين الصوت،  حاضركم يبلغ غايبكم،     ليحذر الحاضرين من سنوات قحط ، وقال بكل ثقة ان "مؤامرة" حرق العباءة سواء كان الحادث مقصودا او سهوا نذير شؤم".  سمع الزاير ضحكات سخرية   اطلقها طويل العمر ثم كررها الاخرون. بعد اشهر قليلة اندلعت ثورة الرابع عشر من تموز ، فتحققت  نبوءة المرحوم زاير مهاوي ، بهروب  "المحفوظ "الى جهة مجهولة.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram