في العام 2004 قرّرتِ اليابان ، إرسال جنود إلى العراق ، كانت مُهمّة هذه الفرقة العسكرية مساعدة المدنيين وتقديم الخدمات للذين قست عليهم الحرب ، في ذلك الوقت انبرت الأقلام " المناضلة " تهاجم حكومة طوكيو ،حتى أنّ إحدى الصحف الأردنية نشرت مقالا بعنوان " الغزو الياباني للعراق " ذكرنا فيه صاحب المقال بعجزه اليابان عن تحرير أراضيها من المحتل الاميركي .
لدى وصول الفرقة اليابانية الى العراق ، رأى فيها البعض عدوا شرسا فقرروا محاربتة ، وبدلا من الاستفادة من خبراتها ، وجدنا من خطط لخطف الجنود ، ومبادلتهم بالورق الاخضر ، دون ان يطرح على نفسه سؤالا كيف استطاعت اليابان ، بعد هزيمتها بالحرب العالمية الثانية ، ان تتحول الى دولة اخرى تواجه أعداءها بسلاح العلم ، لا سلاح التخلف والعنجهية ، ولم تمض سنوات على هزيمتها امام " الشيطان الاكبر " حتى تحولت الى اكبر منافس للشيطان في اسواق العالم ، نهضت اليابان من رماد هيروشيما لتُصبح ثاني اقوى اقتصاد في العالم. ولتتفوق في الرفاهية والعدالة الاجتماعية ، بينما تحولنا نحن بسبب خطابات " المجاهدين " الى دولة لمخيمات للاجئين والمشردين ، وسجلات بعدد القتلى والمخطوفين ، 5 ملايين لاجئ عراقي ، هو أعلى رقم منذ حطت الحرب العالمية أوزارها . وثمّة أرقام أخرى هي أرقام خزائن الساسة السرية التي حُوِّلت اليها أموال البلاد في وضح النهار .
تذكّرت مقال الصحيفة الاردنية ، وأنا أشاهد صوراً من البصرة لعدد من افراد الشرطة العراقية وهم يدوسون على العلم الامريكي ، في علم النفس هناك شئ يسمّى " الانفصام " كان الطبيب النفسي علي كمال مشهورا بظرافته ،. وذات يوم دخل على عيادته صديق له ، قال انه في النهار يكره زوجته وفي الليل يشتاق لها . فنهره الطبيب قائلا : انهض ، المرض النفسي لايصيب من لايملك أحساس "
سيقول البعض: ماذا تريدُ ان تقول هل نصفّق للمحتل الاميركي ؟ لا ياسادة فالذين صفقوا للاميركان عام 2003 ، هم لاغيرهم من يشتمون الاميركان اليوم في الفضائيات ، ولا تصدقوا انها صحوة ضمير ، بل تغيير في بوصلة المصالح .
يطل السياسي العراقي علينا وهو يتحدث عن المظلومية وحق الناس بالأمن والرفاهية ، لكنه يتحول في النهاية إلى مقاول يوزع الإكراميات والعطايا والعقود على الأقارب والأصحاب والأحباب.. لا يذهب بكم الخيال بعيدا وتعتقدون أنني أقصد نواب التحالف الوطني حصرا ، لا أيها السادة لا استثناء في هذا الأمر الكل رابح.. أما الخاسر الوحيد فهو المواطن المسكين الذي ارتضى أن يصفق لسياسيين لا يحبّون أوطانهم ، عواصمهم ، أنقرة وطهران والرياض والدوحة .
ماذا يُريد أصحاب الاستعراض؟
[post-views]
نشر في: 2 يوليو, 2016: 07:05 م
جميع التعليقات 1
ابو سجاد
كيف تصف المواطن بمسكين وهو الذي يصوت لقاتليه ماهذا الكلام ياسيدي هذا المسكين هو الذي يحيي قاتله كلما لفظ انفاسه الاخيرة كيف تصفه بالمسكين وهو الذي يكبل نفسه بنفسه وكما قال لابوسييه وانت طالما تاتي بذكره وتستشهد باقواله الشعوب هي التي تترك القيود تكبلها