هل شعر المواطن الكوري الجنوبي بالاستغراب ، وهو يرى مواطناً مثله يصفع رئيس وزراء بلاده متّهماً إياه بالتقصير في حادث غرق العبّارة الذي راح ضحيته 138 شخصاً . لكنني ، أنا المواطن العراقي الذي يتمتع بخيرات "الشهرستاني" ، وينتظر كل صباح ، آخر ما تجود به قريحة حاكم الزاملي الأمنية ،أمضيت يوم أمس وأنا أشعر بالزهو ،لأنّ مواطنين تجرأوا وهاجموا موكب حيدر العبادي اثناء تفقده لموقع تفجير الكرادة ، من دون أن أسال نفسي : ترى كم فاجعة مرّت علينا منذ 13 عاما واجهناها بالصراخ والشتائم ثم ذهبنا لنقف طوابير من أجل المالكي والنجيفي وعلاوي والحكيم والزاملي والكربولي والمطلك والفتلاوي واضفنا لهم " مؤسس المدنية العراقية " فائق الشيخ علي ؟ .
ماذا ستُضيف لنا " عواجل " الفضائيات ، سنقرأ أنَّ عدد شهداء الكرادة توقف عند الرقم 125 ، وأنّ الجرحى تجاوزوا المئات ، سنقرأ عن الأشلاء التي تفحمت تحت الركام ، لا متّسع لدينا لمعرفة التفاصيل ، ولاتشغلنا لغة الأرقام ، فماذا يعني أن تصدر الأُمم المتحدة بيانا تؤكد فيه ان ثلاثة ملايين ونصف المليون طفل عراقي يواجهون خطر الموت والإرهاب والأوبئة .إذا كنت حريصاً على معرفة الأخبار جيداً ، أنصحك بالاستماع الى الحديث الذي أدلى به السيد نوري المالكي لمحطة بي بي سي ، وقد أخبرنا فيه أنه على استعداد للعودة الى المنصب وإصلاح ما تم تخريبه بغيابه ، ربما سيقول البعض لماذا أنت مصرّ على أخذ كلام " فخامته " على محمل الجدّ ، إنه يعاني من داء الزعامة . كلما قال شيئا ، هتفت عالية نصيف " يعيش " ، هو الذي قال مرة في تقديم حكومته الى المواطنين : "ستشهد السنوات القادمة نهوضا في كافة المجالات لم يشهده العراق منذ تأسيسه ". وهو الذي قال "الإرهاب لفظ أنفاسه ولن يعود ثانية " ، وهو الذي وقّع وثيقة السيادة مبتسماً ، وهو الذي سيحرر القدس قريباً .
ماذا تعني الاخبار العاجلة ، ونحن نعيش في ظل مسؤولين ، لايملكون طريقا للخروج من مستنقع القتل والخراب والفشل ، ولهذا نموت وسنموت في الشوارع والساحات وفي البيوت ، كلّ مَن يتصور ان حادثة الكرادة ستكون الاخيرة في سجل القتل اليومي واهم ، لن ننجو ما لم نغير العقد الاجتماعي بينا وبين الساسة ، لنتحول من دولة تاج الراس ، والسياسي المقدس ، الى دولة المواطن ، التي يتوقف فيها الفصل بين العراقيين والعراق ، لأنّ الفشل ينشر ثقافة الموت باعتبارأنّ كلّ شيء مكتوب على الجبين وهو قضاء الله وقدره ، وتنتهي كل الكوارث بتسمية الضحايا شهداء ، ويتهدّج صوت رئيس الوزراء وهي يقول لأهل الضحايا : يرحمهم الله إنهم في الجنّة .
نحن رهائن الفشل
[post-views]
نشر في: 3 يوليو, 2016: 06:59 م
جميع التعليقات 3
بغداد
استاذ علي حسين كما هو معروف ومثبت تاريخياً ان الحدث تصنعه الشعوب اليس كذلك لذلك لم يبقى امام الشعب العراقي خيار للخلاص من هؤلاء الأنذال حرامية وقتلة حكومة حيدر العبادي وعصابته الا خيار واحد لا خيار غيره وان فعلوه سوف يسجل من اعظم حدث عالمي في تاريخنا ا
أبو أثير
سيدي الكريم .... كما قلت في مقالتك ستستمر الأنفجارات تطول المواطنين ... ما دامت أشغال الوظائف ألأمنية تتم عبر من يدفع أكثر ... وما دامت الكرادة بشقيها الداخل والخارج تكتظ بالمولات والمحلات التجارية والشركات ومواقف السيارات التي تدر الملايين لجبايتها كل شه
د عادل على
ان العراقيين لم يغيروا النظام ولكن اقوى دولة فى العالم غير ت النظام وهم الدين زكوا المرشحين للانتخاب الدين كانوا قبلا جزئيا اوكليا من البعثيين وقسم اخر كان من الانتهازيين--المنافسه كانت بين الولايات المتحدة وايران على كراسى مجلس النواب----اكثر