اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > في حوارمع طائرالجنوب الشاعر:عيسى حسن الياسري:المرأةأيقظت عالم(الشعر)لدي..ومازلت أعيش مغامرةطفوليّة !

في حوارمع طائرالجنوب الشاعر:عيسى حسن الياسري:المرأةأيقظت عالم(الشعر)لدي..ومازلت أعيش مغامرةطفوليّة !

نشر في: 10 يوليو, 2016: 09:01 م

عرفته منذ عقدين ..كنت في بداياتي الصحفية وكانت الكتابة عنه تحديا كبيرا لي ، لكن تفرّده عن شعراء جيله بشاعريته الشفيفة ورفضه العفوي للسير في ركب الخاضعين للسلطة آنذاك دفعني لدخول عالمه آنذاك ..والآن وبعد رحلة طويلة كان فيها غائبا عن الوطن ، حاضرا في أ

عرفته منذ عقدين ..كنت في بداياتي الصحفية وكانت الكتابة عنه تحديا كبيرا لي ، لكن تفرّده عن شعراء جيله بشاعريته الشفيفة ورفضه العفوي للسير في ركب الخاضعين للسلطة آنذاك دفعني لدخول عالمه آنذاك ..والآن وبعد رحلة طويلة كان فيها غائبا عن الوطن ، حاضرا في أذهان عشاق شعره ومسيرته ، التقيته من جديد بفضل وسائل التواصل الاجتماعي فكان لابد ان أقتنص فرصة دخول عالمه مرة اخرى . فالكتابة عن (طائر الجنوب) المحلّق في بلاد الصقيع مازالت تحديا كبيرا ، اذ لم يفقد شعره شفافيته ، فما زالت المرأة (مملكته) ولم يغادره ( شتاء المراعي  الجنوبية) ومازال طفلا يحلم بـ( العبور الى مدن الفرح ) ....مع شاعرنا العراقي الأصيل عيسى حسن الياسري كان هذا الحوار الملوّن بلغة الشعر ...قلت له :

* في أي سن راودك شيطان الشعر ..وأدركت ان ماتكتبه يترك أثراً لدى الآخرين ويجعلك متفردا ؟
 - كان هذا في الزمن القديم .. حيث كان العرب يعزون كتابة الشعر لشيطان يوحي به للشاعر .. طبعا هذا اعتقاد خاطئ .. وحتى الشعراء آنذاك لا يؤمنون  به .. الشعر منتج جمالي يرفع يده بوجه القبح الذي يحاول أن يخرب حياتنا ..حيث تشكله موهبة تولد معنا .. وهي تظل كامنة حتى  يوقظها منبه  خاص.. بالنسبة لي كانت – المرأة – هي من أيقظت هذا العالم الجميل عندي ..ففي إحدى ظهيرات الصيف نزلت إلى نهر – أبو بشوت - ,, نهر قريتي لكي أستحم .. كنت ُ وقتها في الخامسة أو السادسة من العمر .. كنت ُ أقرأ وأكتب .. فقد علمني والدي القراءة والكتابة وأنا في الرابعة من العمر .. قبل أن أخلع ثوبي وأغمر جسدي في الماء .. التفتّ جانباً .. فرأيت إحدى نساء قريتنا الجميلات وهي تغسل شعرها بماء النهر .. توجهت نحوها .. كان شعرها الفاحم الطويل يلمع تحت ضوء الشمس .. وقطرات الماء تتساقط منه كما حبات ندى تتساقط من أوراق شجرة ربيعية .. أحسست أن ّ هناك شيئا يمسك بي .. يسمّرني في مكاني .. كان شيئاً غامضاً بالنسبة لي أنا الطفل .. بعد أن انتهت المرأة من غسل شعرها .. تناولت مشطا ً من الخشب .. وراحت تمشطه .. وهنا تقدمت منها .. أخذت المشط من يدها .. وبدأت ُ أمشط شعرها بطريقة فوضوية .. فقد كانت هناك هبّات هواء تحاول هي أن تنهض بهذه المهمة .. مهمة تمشيط شعر تلك المرأة الطويل واللماع .. التفتت نحوي مبتسمة .. ثم جرتني نحوها .. وهي تضمني إلى صدرها .. وتقبل وجهي .. وتقول لي :
- مازلت َ صغيرا ً على تمشيط شعور النساء  .. غدا ً ستكبر .. وستمشط شعر أكثر من امرأة .. ولكن ليس بهذا المشط .. بل بأصابع كفك .
لم أفهم ما عنته تلك المرأة وهي تتحدث عن هذا بلهجتها الريفية البسيطة والمحببة إلى القلب  .. ولكنني .. وبعد أن غادرتها ظلت صورتها وهي تغسل شعرها .. وتذروه في مشطها الخشبي لتؤرجحه هبّات هواء الصيف ترافقني حتى في أحلامي الطفلة .. ويأتي اليوم الذي يصحبني فيه والدي إلى أحد أصدقائه .. عصرا ً .. وفي طريق العودة .. كنا نستقل زورقا صغيرا ً .. كان نهر- أبو بشوت – يمتلئ بالمياه الغرينية .. وكان الفصل ربيعاً .. الزورق ينساب فوق كتف المياه كحلم.. وعلى مقربة من غابة الصفصاف التي كانت  في ذروة إيراقها .. رأيت ُ غصنا ً يتدلى في ماء النهر ..وهو يصعد ويهبط حسب حركة تيار الماء .. وهنا قلت لوالدي :
- أنظر يا أبتِ لهذا الغصن .. إنه يشبه امرأة تغسل شعرها بماء النهر .
في تلك اللحظة .. أدناني والدي منه .. وقبلني .. وقال لي :
- هل تعلم أنك قلت شيئا ً يشبه الشعر أو هو الشعر .
من تلك اللحظة عرفت أن َ هناك شيئا ًجميلا ً أسمه الشعر .. وهو يشبه امرأة تغسل جدائلها بماء النهر ..او غصن شجرة يستحم بالماء ...ورحت ابحث عن طريقة تساعدني على الإمساك بفراشته الجميلة ..وحتى الآن ..وانا اقف عند جروف شيخوختي مازلت اواصل بحثي عنه ...
* يقال ان طبيعة البيئة تنعكس على طبائع سكانها ..هل منحك الجنوب شفافيته أم منحتَه روحك لتستحق لقب (طائر الجنوب) ؟
- هي عملية تبادلية .. الجنوب استعرض أمام مخيلتي أكثر جهات فصوله الأربعة جمالا ً وسحرا ً .. وظلت  المخيلة الواقعة تحت دهشة هذا السحر تبحث عن خطاب يليق بسحر وجمال هذه الدهشة .. أعتقد من هذه الشراكة التبادلية حضر لقب –طائر الجنوب – وهو احب ألقابي إلى نفسي .
* لم تدفع ضريبة الإبداع في زمن الدكتاتورية ..كيف تمكنت من الإفلات من الخضوع له مع مواصلة البقاء في العراق ؟
- لا ياسيدتي دفعت ضريبة فادحة في ذلك الزمن .. أولا ً مُنعت ُ من المشاركة في أهم مهرجان شعري عربي على الإطلاق وهو – مهرجان المربد الشعري - .. وهذا بحد ذاته مازال يسبب لي ألما ً حتى الآن .. اللاّ مشاركة هذي عتمت على حضوري الشعري عربيا ً.. لذا فإنني وحتى اللحظة لست ُ معروفا ً إلا بنسبة محدودة في الأوساط الثقافية العربية التي يستغفلها مع الأسف الإعلام الرسمي .. حتى وأنا أحصل على أرفع جائزة عالمية وهي – جائزة الكلمة الحرة العالمية – عام 2002  لم تحتفِ بها الصحافة العربية إلا ّ بنطاق ضيق .. واقتصر هذا الاحتفاء على جريدتي – الزمان اللندنية - ..  وجريدة القدس العربي اللندنية .. فهما اللتان سارعتا إلى نشر الخبر .. كما نشرتا أكثر من مقابلة أجريت معي حول الجائزة .. أما في العراق فقد مُنعت الصحف حتى من نشر خبر مهم كان صغيرا ً عنها .. وقد أخبرني صديقي الشاعر – جواد الحطاب – الذي كان يشرف على القسم الثقافي في مجلة – الف باء – أنه أعد ملفا ً عني بهذه المناسبة .. لكن رئيس التحرير رفض نشره بحجة أنني خارج العراق ومحسوب على المعارضة .. وأنا لم أنضم إلى أية جهة معارضة لا داخل العراق ولا خارجه .. كنت أمثل معارضتي الخاصة التي تحمل اسمي .
الشيء الآخر .. وأنت تذكرين هذا .. وكتبت عنه بشجاعة في جريدة – القادسية - .. اضطراري الى الجلوس أمام – محكمة بداءة الأعطمية – أكتب العرائض وأبيع الطوابع متحملا البرد والحر.. حتى أحمي عائلتي من وحش الحصار .. وكلمتي من الانحناء .. ألا ّ نخضع للسلطة علينا أن نكون مستعدين للتضحية حتى بالحياة .. وكان هذا هو موقفي الذي مازلت عليه حتى اللحظة .. حيث أدفع ثمنه النفي .. والعزلة الأكثر قسوة من النفي .
لقد اخترت ُ أن أكون حرا ً منذ طفولتي .. لذا وعندما أغلقت مدرسة القرية .. وأرسلني والدي إلى – ناحية الكميت – لأكمل الصفين الخامس والسادس الابتدائي – رأيت في هذا اعتداء على حريتي.. وحرماني من عالم قريتي الذي أحبه.. والفصل ما بيني وبين راعية الغنم صديقتي التي أحبها .. وشكلت جزءاً مهما ً من تجربتي  ..لذا انتظرت فرصة سفر والدي إلى مدينة العمارة .. وهربت من المدرسة باتجاه قرية أخوالي التي سافرت إليها  مع قاقلة من الجمال سارت فينا طول الليل .. ودون معرفة أهلي .. كنت وقتها في العاشرة من العمر.. كان هذا أول تمرد ضد تقييد حريتي أمارسه طفلا ً .
*يقول هكسلي "ان سر العبقرية هو ان تحمل روح الطفولة الى الشيخوخة كي لاتفقد الحماس ابدا" ..أما زالت طفولتك ترافقك وتمدك بالحماس ؟
- كل ّ امرأة ٍ تقابلني تكتشف طفلاً يتخفى بين ثيابي .. أذكر أنني كنت ُ أشارك في – مهرجان السيّاب – الذي أقيم في البصرة بتاريخ 10 – 3- 1981 .. تتقدم مني شابة عشرينية .. كنت ُ وقتها في الأربعين من العمر .. قدمت لي نفسها .. ثم أمسكت بيدي .. قادتني خارج قاعة المهرجان .. وخاطبتني قائلة ً:
- يبدو أن  أمك لا تحبك .. قلت .لا أعتقد أن هناك أم تحب ولدها كما تحبني أمي .. قالت.. أذن كيف تسمح أمك  لطفل مثلك أن يسافر وحده إلى هذه المدينة .. التي يكثر فيها الغجر الذين يسرقون الأطفال .. من هذه اللحظة أعتبرني أمك لأحميك منهم .
 كانت هذه أغنى تجربة شعرية في حياتي ما زالت تغذي مخيلتي حتى اللحظة .
كما أن هناك صديقة شاعرة أهدتني إحدى قصائدها .. قبل أيام نشرت القصيدة على صفحتي في الفيس بوك .. تقول في شطر من قصيدتها:
" شاعر.. أكبر من طفل بقليل "
سيدة أخرى دعتني لأتناول فنجان قهوة معها في أحد مقاهي مونتريال .. وهي ترتشف فنجان قهوتها سألتني قائلة ً :
" هذا الطفل الذي يجلس أمامي.. كم يبلغ من العمر ؟ "  
أنا ما زلت حتى اللحظة أعيش طفولتي بكل تفاصيلها ليس بالاستعادة .. وإيقاظ الذاكرة من إغفاءتها .. بل أعيشها بكل تفاصيلها اليومية .
يقول الشاعر الفرنسي بودلير :
" الشعر هو العودة إلى الطفولة
 .......... "
أنا أعيش كل حماقات الأطفال .. عبثهم .. عدم اهتمامهم بالتملك .. سذاجتهم .. مغامراتهم الخطرة .. وإلا بماذا يُفسر وصولي إلى الحافات القطبية من العالم إن لم يكن مغامرة طفولية أكثر شبها ً بمغامرة هربي من المدرسة ؟
.. لذا لم ألتق امرأة إلا واقتادتني من يدي كما لو كنت ُ طفلا ً ..  المرأة وحدها هي من تقوم بتفكيك أسرار طفولتنا .. وثرثراتها الجميلة بحكم حسها الأمومي .
* الغربة والفقر والمرض مزيج بان أثره في شعر السيّاب فجاء شعره رديفا للألم الضارب في اعماق النفس وتحول من خلاله الى اسطورة ..ماكان تأثيرها عليك وهل يتناقض الشعر مع الرفاهية والاستقرار ؟
- الشاعر كائن مأزوم وحزين .. متألم ومعبأ بالخوف والقلق.. بالأحلام والجنون.. بالغربة  وبالنفي حتى وهو يقف على ارض وطنه ..وبين أهله وأصدقائه  .. وهذا يرافق الشاعر سواء أكان مرفهاً  أم فقيرا ً .. إنه يمثل أزمة وجودية تدعو للرثاء والشفقة .. ولا أحد يدرك معاناته إلا هو نفسه .. ولكنه .. وبكبريائه يحاول دائما أن يتظاهر بالقوة والشجاعة والسير على أكثر الدروب وحشة وجراحا ً .
*اختلفت قصيدة اليوم في بنائها كثيرا عن قصيدة الأمس ..هل ينتقص ذلك من شعرية الشعر أم يدل على تنوعه وتبنيه للجديد والمبتكر ؟
- تنوع الأشكال الشعرية دلالة على قدرة اللغة على التجدد .. والانفتاح على حركة العصر .. وإيقاعه المتسارع .. واللغة التي تظل مرابطة عند تخوم دمنها القديمة هي لغة عاجزة عن احتضان الروح الإنسانية .. التي تريد أن تقف على أعلى شرفة من شرفات الحياة حتى تطلق أغنيتها المبشرة بولادة عالمنا الجديد الخالي من الاضطهاد ورياح الحزن السوداء .. ولكي نمسك بفراشة اللغة الشفيفة ذات التكثيف العالي .. والتي تجمع بين بساطة ظلها الخارجي .. وعمق قيعانها اللامتناهي ..  نحتاج إلى ثقافة موسوعية  تبدأ من التعرف على تراثنا الشعري والثقافي  منذ أقدم عصوره .. وحتى آخر نص أبدعته مخيلة شاب يواجه العملية الإبداعية لأول مرة .. كما لو كان يدخل حدائق حلمه الأولى .. ومن ثم علينا أن نمر على الإبداع الشعري والثقافي عربيا ً وعالميا ً.. فبدون ثقافة موسوعية .. وخزين معرفي تراكمي لن نحقق حداثتنا ومعاصرتنا .. وانتاج الأشكال الشعرية الغنية بالفن الشعري مهما كانت سمتها تراثية أم حديثة   .
*هل تشعر ان هناك ثمة أمل ما لدى الشعراء الشباب وسط هذه الفوضى الشعرية والسياسية ؟
– نعم ثمة أمل .. نهر الشعر العراقي .. ورغم بعض المياه العكرة التي تتسلل إليه .. فإن مياهه  تبقى .. وبعطاء الشباب تتجدد باستمرار .. الشباب هم أغراسنا المستقبلية التي ستعطينا أشهى الثمار .. هل تعلمين سيدتي .. أن هناك شبابا كانوا في العاشرة أو أكثر قليلا حين غادرت العراق .. وهم الآن يرسلون لي ابداعاتهم الشعرية والقصصية ليأخذوا رأيي فيها .. كم يسعدني هذا .. لأن هؤلاء الشباب .. ورغم الفوضى التي تفرض حضورها اللا إبداعي على ساحتنا الإبداعية استطاعوا أن يمسكوا بدهشة الكلمة .. كما يسعدني أن هؤلاء الشباب من أبنائي لم ينسوني رغم أنني أعيش بعيدا عنهم .
* مفرداتك وصورك الشعرية ملموسة وليست محسوسة فقط ..نراها مجسدة وكأنها لوحات واقعية بسيطة ..الا تهفو نفسك الى استخدام اللغة الرمزية والصور الاستيهامية التي تدعو القارئ الى حل الألغاز بدلاً من الاستمتاع بالشعر ؟
– الإيهام والغموض القصدي .. والرموز المغرقة بضبابيتها .. والشكلانية التي تتعكز على اللغة .. هي نتاج موهبة عاطلة لا أهمية لها .. اللغة الشعرية المنبثقة من حاضنة إبداعية صحية .. وخزين معرفي يتسم بالغزارة والتنوع .. وتجربة ناضجة .. هذه اللغة هي التي تكون على قدر عال من الشفافية والبساطة وفي ذات الوقت تكون عميقة ومعبّرة وذات ترميز موح .. ودلالات مؤثرة .. وأعتقد أن نقّادي والمتذوقين من قرائي يؤكدون هذه الصفة فيما أكتب  .. ما أكتبه بسيط حدّ أن ( تتفهمه امرأتي الأمية ُ .. وغامض كغابة مقمطة بالضباب ).. كما أقول في إحدى قصائدي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

واشنطن تحذر بغداد من التحول الى "ممر" بين ايران ولبنان

تقرير أمريكي: داعش ما زال موجوداً لكنه ضعيف

انتخابات برلمان الاقليم..حل للازمات ام فصل جديد من فصولها؟

صورة اليوم

المباشرة بتطبيق الزيادة في رواتب العمال المتقاعدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت

حوار مع الروائية الفيلسوفة أيريس مردوخ : الرواية الجيدة هي هِبة للإنسانية

"الزنا".. أحدث روايات الكاتب البرازيلي الشهير باولو كويلو

هل دجلة الخير للجواهري نهر؟

كيف تموت منتحرا؟

مقالات ذات صلة

(انقلاب) معرض شخصي للفنان محمد وصي: قلب الصورة وتفكيكها
عام

(انقلاب) معرض شخصي للفنان محمد وصي: قلب الصورة وتفكيكها

حيدر عودةينطلق الفنان التشكيلي "محمد وصي" في معرضه الشخصي الأول المعنون -انقلاب- والمقام حاليا في قاعة ومحترف سلام عمر في بغداد من فكرة (الحرث) لقلب الأفكار والأشكال التقليدية وتغيير صورها النمطية. أما المعنى الآخر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram