في الجرائم العويصة الكبرى، الملتبسة الأسباب، المحفوفة بالنتائج الكارثية،و حين تشح او تنعدم الأدلة الجنائية لتعقب الجاني او الجناة، يبحث المحقق اول ما يبحث عن المستفيد او المستفيدين من وقوع الجريمة، او الإنتفاع من نتائج الفعل الجرمي.
هذا التخريج القانوني الصائب، يعتبر المفتاح الرئيس الذي بمقدوره فض وفك معظم الأقفال المحكمة الإغلاق التي يتعذر فتحها بالمفاتيح الإعتيادية المتاحة.
السؤال الذي يفرض نفسه الآن: من هو يا ترى المستفيد الأول او الأخير عما حصل ويحصل في عراق اليوم:: أصالة او وكالة او بالنيابة عن؟
حرب غاشمة مضت على إندلاعها سنوات عديدة،، تستدعى أحداثها كلما خمدت جذوة اوارها. وكلما جد البحث عن كبش فداء.
……….
في التقرير ذي الألف صفحة. والكلمات التي اربى عددها على مليونين ونصف المليون كلمة، تنشر مجددا تفاصيل المحادثات الي جرت بين ( بلير وبوش). والأول يطمئن الثاني:: معك، معك حتى النهاية.
نهاية من؟؟
………
حفل تقرير المحقق ( تشيلكوت)،— الذي يقال إن إعداده إستغرق سبع سنوات — بتأكيد كذب الإدعاء الذي راج بشآن إمتلاك العراق اسلحة دمار شامل، وإن قرار غزو العراق بني على اساس معلومات مغلوطة!! ها؟
يعترف( بلير) آثناء الإستجواب، بمنطق سياسي محترف: - نعم كان هنالك تجاوزات، لكن قرار الحرب كان صائبا!!
من يقرآ ملامح ( بلير) المسفوحة بددا على صفحات معظم الصحف البريطانية - يدرك جليا مدى ما يعانيه الرجل من خوف يصل حد الرعب، من إمكانية ملاحقته كمجرم حرب!! والتقرير يحمله مسؤولية غزو العراق، المفتقر لآبسط القواعد القانونية والشرعية.
عوائل الجنود البريطانيون الذين قضوا نحبهم اثناء غزو العراق، وعددهم (١٩٦) يطالبون بتعويضات عادلة! بعد إعتذار بلير منهم!.
من يعوض ملايين العراقيين الذين قضوا نحبهم غيلة، والذين آصيبوا بعاهات دائمة، والذين هجروا، والذين هاجروا، والذين واللواتي تمرغوا في ذل اليتم والترمل والفقدان والذين…من ذا يعوض العراقي الذي وضعوه على المشرحة حيا، وقراوا عليه قرار (تشيلكوت) ودفاع (بلير). وأشهروا عليه سكاكينهم وهددوه إن هو جاهر بالصراخ: ( آآآآآآآآآآآخ)، وحذروه ان يسآل ( لماذا؟ وحتى متى؟ ومن المستفيد ؟؟) .
ندامة بعد فوات الأوان.
[post-views]
نشر في: 10 يوليو, 2016: 09:01 م