TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العيدية .. إكرامية حكومية

العيدية .. إكرامية حكومية

نشر في: 10 يوليو, 2016: 09:01 م

قبل ان تجبر السلطة العراقيين على خوض حروب إقليمية وداخلية ، كان أبناء الشعب ينتظرون حلول مناسبات الأعياد لعل حكومتهم الرحومة تمنحهم مكرمات سخية بصرف نصف الراتب للموظفين والمتقاعدين ، في بعض الأحيان يصدر قرار بالعفو عن المساجين المحكومين بتهم مختلفة . هذه "المكرمة"  تترك أثراً طيباً في نفوس ذوي المشمولين بالعفو ، أما السجناء السياسيون ففي كل الأزمنة يشكلون مصدر قلق للسلطة ، فيظلون في السجون ، لكنهم يحصلون على مواجهة أسرهم خارج الجدول الشهري  خلال ايام العيد .
فقرة منح المكرمات في الأعياد والمناسبات الوطنية والدينية والقومية  لم ترد ضمن بنود وثيقة الإصلاح السياسي ، في ضوء ذلك  اصبح من الصعب الاستجابة لمطالب العراقيين في الحصول عليها ، لأن الأطراف الموقعة على الوثيقة ، تمتلك نظرة بعيدة  تهدف الى تحقيق المكاسب المستقبلية قبل الآنية ، لكن الأزمة المالية عرقلت تنفيذ المشروع ، والحكومة  تنتظر مكرمة الدول المانحة لإعادة النازحين الى مناطق سكنهم بعد إعمار المدن المحررة من سيطرة تنظيم داعش.
 كانت الصحف المحلية تتنافس في الحصول على سبق نشر خبر صرف الإكرامية الحكومية لتحقق اعلى نسبة مبيعات. احدى الصحف المغمورة كانت تعتمد موظفاً صغيراً عرف عنه انه متابع جيد للاذاعات ، وكان ينقل ما  يسمعه الى صحفيين يعملون في صحف محلية ، وهؤلاء ينشرون الخبر ومصدره  مسؤول كبير . في أحد الأيام نشرت صحيفة خبراً يقول ان الحكومة ستمنح جميع العراقيين  إكرامية خمسة دنانير لكل فرد  بمناسبة حلول عيد الفطر، وبهذا الخبر حققت الجريدة مبيعات كبيرة ، واصبح الخبرعلى كل لسان ، وهناك من وضع خطة لإنفاق الإكرامية ، وآخر عدها خطوة جاءت في الوقت المناسب لإنقاذه من أزمة مالية خانقة والتخلص من ملاحقة "الديّانة " .
في يوم صدور الجريدة وانتشار الخبر، اضطرت الحكومة الى إصدار بيان ينفي منح المكرمة وحذرت من تداول هذا النوع من الاكاذيب والشائعات ، مؤكدة ان ميزانيتها لا تتضمن باباً لمنح الإكراميات ، وانها ستعاقب الجريدة التي نشرت الخبر الكاذب . الصحيفة التي نشرت البيان ، قدمت اعتذاراً للقراء والمسؤولين ، وذكرت انها طردت الصحفي صاحب الخبر، وهذا بدوره توجه الى مصدره الموظف الحكومي ليشكو له مصيره ، فردّ الأخير بأنه سمع الخبر من اذاعة عربية وان مكرمة العيد مخصصة للكويتيين .
على خلفية حادث التفجير في حي الكرادة ، اوعز رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بسحب أجهزة كشف المتفجرات المحمولة يدوياً وإعادة التحقيق بموضوعها، كما وجّه بإنجاز حزام بغداد الأمني وإعادة تنظيم السيطرات والحواجز الأمنية بما يخفف عن المواطنين وتكثيف الجهد الاستخباري ، طبقا لبيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة، إجراءات العبادي جاءت متأخرة جدا، وبحسب الإخوة من أبناء مدينة الرمادي  "تفجرم  وبعدين قررم" بمعنى  بعد التفجير اتخذوا القرار المكرمة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram