اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أسئلةٌ برسمِ رئيسِ الوزراء

أسئلةٌ برسمِ رئيسِ الوزراء

نشر في: 10 يوليو, 2016: 05:45 م

مِن زمان.. منذ الأيام الأولى لتولّيك رئاسة الوزراء والقيادة العامة للقوات المسلحة، قلنا لك يا رئيس الوزراء، مثلما قلنا لسلفك مراراً، إنّ السلاح، كلّ سلاح، مكانه جبهات المواجهة مع الإرهابيين وليس في بغداد أو أي مدينة أخرى، لكنّك تهاونتَ مع السلاح وحامليه في بغداد وسائر المدن حتى صار خطراً محدقاً اضطرّكَ لأن تدعو الآن إلى أن يكون مكان السلاح في جبهات القتال وليس في بغداد!
في عهد سلفك، يا رئيس الوزراء، تأسستِ الميليشيات التي عنيتَها مداورةً وتلميحاً في تصريحك الأخير، برغم أنّ الدستور يحرّمها بعبارة مباشرة وصريحة لا تحتمل أيّ تأويل أو تفسير متعسّف من المحكمة الاتحادية أو من سواها.. وفي ذلك العهد، ثم في عهدك أيضاً، تناسلتِ الميليشيات وانشطرتْ كالفطر، فصار لكلّ حزب (إسلامي حصراً) ميليشيا، بل نشأت ميليشيات لحساب أفراد.. والجميع يأتيهم المال والسلاح بلا حساب من خارج الحدود.
الميليشيات خطر كبير، كخطر داعش والقاعدة، يا رئيس الوزراء.. ليس في هذا مبالغة، فالميليشيات روّعت أناساً وقتلت آخرين وتجاوزت على حقوق وحريات آخرين.. لن يخفّف على الميليشيات أنّ جرائمها وتجاوزاتها كانت أقلّ من جرائم وتجاوزات داعش والقاعدة وفلول نظام صدام، فمّنْ يقتل فرداً لن يتورّع عن إبادة ألف فرد، ومَنْ يتجاوز على الحرمات في مكان لن يرتدع عن التجاوز في غير مكان، وكل مكان.
داعش والقاعدة وفلول نظام صدام أفادت كثيراً من النشاط الحُرّ، بل المنفلت، للميليشيات في بغداد وسائر المدن. إرهابيّو القاعدة وداعش نفّذوا الكثير من عملياتهم الإرهابية وهم يرتدون ملابس شبيهة بملابس أفراد الميليشيات، مستخدمين سيارات شبيهة بسيارات الميليشيات، ولابدّ أن الكثير منهم نجح في عبور نقاط التفتيش من دون تفتيش بادّعاء عائديتهم إلى الميليشيات التي لا يستطيع حتى الكبار من ضباط الجيش والشرطة الوقوف في وجههم. ولن نستبعد أن تكون الميليشيات قد أقدمت هي نفسها على عمليات تفجير إرهابية على غرار عمليات داعش والقاعدة وفلول نظام صدام.
الميليشيات خطر داهم، يا رئيس الوزراء.. أقلّ ما تتسبّب فيه هو إزعاج المواطنين الآمنين في مناطقهم السكنية ومحال عملهم، باستعراضاتهم غير المنضبطة وبالأتاوات التي تفرضها على أصحاب الأعمال.. لابدّ أنك قد علمتَ، يا رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، بما فعلوه في الكرادة في الأيام الماضية.. لقد مارسوا على مدار هذه اليام عدواناً سافراً على الناس الحزانى والمكلومين من ذوي الضحايا والمتضررين من عملية الأسبوع الماضي الإرهابية.. كانت الأُمهات والآباء والزوجات والأخوات والإخوة والأبناء والبنات يبحثون بين الأنقاض المحترقة، علّ وعسى يجدون بينها بعض أشلاء لأحبّتهم، فيما عناصر الميليشيات كانوا يستعرضون أنفسهم باللباس العسكري وبالسلاح الحيّ وبصور قادتهم، كأنهم في مهرجان دعائيّ!
قلْ لنا يا رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة: هل لديك أو لدى أيٍّ من مساعديك ومستشاريك وقيادات حزبك وائتلافك، مثال واحد على صورة كهذه في بلاد أخرى لكي تكون قدوة وأُنموذجا لنا؟
مَنْ غيرك، يا رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، قادرٌ على ردع الميليشيات وحلّها تنفيذاً لأحكام الدستور التي بها صرتَ حاكماً وباسمها تحكم؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابراهيم الشمري

    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين اما بعد اﻻستاذ الفاضل عدنان..لن يجيبك رئيس الوزراء عن أسئلتك..ﻻنه ﻻيعير إهتماما لتساؤﻻت الناس انه يهتم بأفعال الناس عندما تهدد منصبه ومصالحه.... ان القوى الوطنية اذا بقت عند حدود الكلام ﻻ الافعال فهي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram