أقلّ من شهر هو كل ما تبقى لانطلاق مونديال ريو المتنوع ومعه يبدأ مشوار منتخبنا الأولمبي بكرة القدم الذي نال تأهله باستحقاق وجدارة عن قارة آسيا بما يجعل جماهيرنا الرياضية ترنو صوب يوم النزال الأول لمجموعتنا التي سنفتتح مبارياتها بلقاء الدنمارك في الرابع من الشهر المقبل ووفقاً للمعطيات على الساحة وتضافر جهود الأولمبية واتحاد الكرة معاً في تهيئة جميع الظروف المناسبة لإعداد المنتخب بصورة مثالية ومشاركة ثلاث قارات في هذا الإعداد بمعسكرات لها ثقلها هي أوروبا وأفريقيا التي يتواجد منتخبنا اليوم في الجزائر ممثلاً لها ومن ثم البرازيل قبل فترة مناسبة لخوض مباريات تجريبية تسبق الانطلاق الرسمي للأولمبياد، أزاء كل تلك الإعدادات والمتابعة وما ينتظر من المدرب عبدالغني شهد من تقديمه وهو يمتلك مجموعة كبيرة من النجوم هي الأفضل على الصعيدين الأولمبي والوطني معاً لا يبدو أن المدرب ووفقاً لتصريحاته القليلة المتضادة بأنه يعيش مع المنتخب حالة مثالية تدعو للاطمئنان، بدأها بالتشكّي من تأخّر التحضير للمعسكرات الخارجية وأنهاها بإبعاد ياسر قاسم عن التشكيلة مروراً بمشكلة ضرغام اسماعيل وعلي حصني وأخرى تخص الإدارة والتنسيق بين الأولمبية واتحاد الكرة مع أن جميع ما أشار اليه مراراً لا يبدو حسب القياسات الخاصة بالمشاركات الخارجية العراقية بمختلف المناسبات بأنه يمثل مشكلة أو أي شيء آخر، بل العكس تماماً لأن المعسكرات وأولها الأوروبية كان بفترة مناسبة وأجواء متنوعة، وما يعيبه هو وفرة اللاعبين وكثرة عددهم وكان الأجدر بشهد أن يقتصر على مجموعة محددة يتم التركيز عليها وإعدادها للبطولة بأكبر قدر ممكن من التجانس وليس لتجريب أكبر قدر ممكن على إعتبار أن له دراية واسعه بلاعبيه. وما يخص ضرغام وحصني فإن التأخير بمفاتحة ناديهما التركي هو السبب في عدم التحاقهما مبكراً مع المنتخب بحسب ما ذكره لنا ضرغام بنفسه، وما أُشير بأوجهٍ عدة عن عزوف ياسر من اللعب مع الأولمبي في الخفاء لم يكن صحيحاً هو الآخر والجميع يعلم أن قاسماً عاد الى انكلترا لتوقيع العقد مع ناديه الجديد كما إن تواجده مع الاولمبي كلاعب جاهز هو أضمن من تواجده بمعسكر للإعداد البدني كما صرّح المدرب بذلك غير مرة وجميعنا يعلم أن إعداده ضمن ناديه هو الأمثل له الى حدود بعيدة وما يحتاجه مع الأولمبي مباريات تجريبية لأكثر من شوط على اعتبار إنه لاعب (سوبر) سيضيف لنجوم الأولمبي الشيء الكثير وليس العكس وركونه على دكة الاحتياط بمشاركة مع الفريق لدقائق معدودة لن تكون مفيدة بأي حال من الأحوال. واعتقد أن المشكلة الحقيقية للمدرب شهد حتى الآن هو عدم استقراره على لون وشكل التشكيلة حتى بعد لقاء الجزائر لكثرة ما تدور في رأسه من أفكار متضادة باتجاهات مختلفة ربما زادتها تعقيداً كثرة الآراء والتدخلات من حوله في المعسكر الأوروبي. ويقيناً إن مَن سيتم إبعادهم هم من أكثر الوجوه التي رافقته طيلة الفترة الماضية وإن تغييرات حديثة ستحصل للأولمبي عاجلاً بدليل كثرة التصريحات المشوّشة للكابتن شهد التي تطفو عليها حالة التشكّي من دون الخوض بالتفاصيل التي تهم الجمهور الرياضي مع قرب موعد الاستحقاق الأول بمواجهة البرازيل وكثرة ما يُطرح من أسماء سيتم استدعائها قريباً.
أخيراً اننا حتى الآن وإن لم تكتمل صورة الفريق الأولمبي أمامنا إلا أن الأمل لا زال يحدونا بفريق كبير يكمل مشوار أثينا 2004 ويتوّج بميدالية تاريخية سيكون لها شأن كبير للكرة العراقية.
خطاب مُشوَّش
[post-views]
نشر في: 11 يوليو, 2016: 09:01 م