مرة أخرى تطل علينا أزمة جديدة بطلها اللاعب ياسر قاسم بعد أن تضاربت الأخبار عن حقيقة ودوافع قرار المدرب عبدالغني شهد باستبعاده عن تشكيلة المنتخب الأولمبي المشارك في نهائيات أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 في وقت كان الجميع يعتقد إن اللاعب المذكور حُسم أمر اختياره ضمن الثلاثة المسموح باشتراكهم فوق السن القانونية عطفاً على امكانياته الفنية وأهمية المركز الذي يشغله في وسط الميدان.
القضية لا تقف عند حدود الحاجة الفعلية له ولا قناعة المدير الفني ، انما ترتبط بأزمة حقيقية تكررت أكثر من مرّة تتعلق بأسس العلاقة بين اللاعبين والاتحاد وكيفية تنظيم الأخير لشكل واسلوب تلك العلاقة مع مدربي المنتخبات الوطنية إضافة الى غياب التأثير ووسائل إنهاء أي معضلة دون السماح لها بإرباك سير ومنهاج إعداد منتخباتنا لأي استحقاق خارجي.
وهنا لا نريد أن نستبق الأحداث ونشخّص الطرف المقصّر فيها بقدر ما نشير الى عوامل غير مرئية أسهمت في تأجيج الموقف وإعطائه حجماً من الاهتمام المبالغ به بعد أن إنقسم الشارع الكروي ومعه وسائل الإعلام الى جبهتين إحداها مؤيدة لموقف شهد والأخرى مبررة لتصرّف ياسر حتى قبل أن تقف على الحقائق كاملة.
أول الأخطاء التي ارتكبت في عملية استدعاء اللاعبين من أصول عراقية في الخارج هو تسميتهم بـ(المغتربين) وهو ما سمح بحصول تداخل وإلتباس لدى الجماهير واللاعبين بعد أن حاول البعض التلاعب بتلك التسمية والإيحاء بالتفضيل دائماً لهم فنياً وتصرفاً على أقرانهم من المحليين وهو ما أسهم في صنع حواجز نفسية عند أي مقارنة وبذات الوقت أوحت الى لاعبي الخارج بوجود حاجة لهم جعلت بعضهم ينظر الى استدعائه للمنتخبات الوطنية ومشاركته بأنه تفضّلْ وليس واجباً وطنياً ونتيجة لذلك ظهرت أصوات تطالب بالتوجه نحو استقطاب كل اللاعبين في الخارج دون النظر الى مسألتين في غاية الأهمية وهي قدرات اللاعب الفنية ورغبته المطلقة باللعب تحت قسم الولاء للوطن كواجب وحق ولا شيء غيره.
الأمر الآخر هو التهويل غير المنطقي الذي يمارسه البعض في الترويج لاسماء معينة من اللاعبين وقد يكون ياسر أحد الذين احيطت بهم هالة اعلامية كبيرة وصلت لحدود وصفه (امبراطور) و(ملك) وغيرها من الأوصاف الاخرى وسواء كان يستحقها أم لا إلا انها تبقى اختباراً لحقيقة عقليته الاحترافية بين الاعتزاز بها والحرص على أن يكون ملتزماً أكثر ومعطاءً في خدمة المنتخب وصريحاً في كل مواقفه أو تنكشف حقيقة أنه سقط في اختبار الشهرة وأن كل ما وصف به كان مجرد فقاعة لا أكثر.
إن المنتخب لا يمكن أن تقف حدود عطائه وقوته الفنية على أي لاعب مهما بلغت امكانياته داخل الملعب وعليه فإن المرحلة تتطلب أن نوجه اهتمامنا نحو دعم لاعبي الأولمبي في مشوارهم القادم مع منحهم الثقة بإمكانيتهم الفنية دون أي تأثير، لكن تبقى أمام الاتحاد مهمة دراسة ما حصل وأسبابه واتخاذ الاجراءات اللازمة بحق المقصّر ومصارحة الشارع الكروي بكل التفاصيل لإخماد ثورة التأويلات والتشكيك اللذان كانا يمثلان مظاهر كل أزمة.
الإمبراطور قاسم
[post-views]
نشر في: 15 يوليو, 2016: 09:01 م