يحبّ محمود علوان بلده العراق جدّاً، وكمواطن صالح و" وطني " بامتياز هلّل وصفّق أمس، وهو يشاهد الدبابات التركية تتجول في شوارع تركيا، وصرخ ينادي زوجته: أخيراً تحقق حلمي وسقط أردوغان.
قفز إلى حاسبته ليطّلع على ما يُكتب في مواقع التواصل الاجتماعي، ما ان فتح الفيسبوك حتى وجد أمامه البوست الذي كتبه أمس يشتم فيه ثورة 14 تموز والعسكر، لأنهم تسبّبوا في خراب العراق، لايهمّ قال لنفسه ، لكلّ مقام مقال، وهاهي الزعيمة حنان الفتلاوي أول المغردين على تويتر:" طاغية آخر يسقط.هاردلك أردوغان " شعر بنشوة طاغية، وأخيراً ستنتهي مشاكل العراق، وسنعود الى تصدير الكهرباء لدول الجوار، وسيخرج صباح الغد الى الشوارع ليجد بغداد وقد نافست سنغافورة في ناطحات السحاب، لاقمامة، وداعاً للبطالة، المستشفيات الحديثة ستعاود عملها، أغمض عينيه، وهو يشاهد ابنته الصغيرة تجلس في صفّ مدرسيّ مزوّد بأحدث وسائل التكنولوجيا.
قالت له زوجته وهي تفرك عينيها من النعاس: انظر إلى عاجل العراقية، تمعّنَ جيّدا فقرأ: " الجيش التركي يأمر قواته المتواجدة بالعراق بالانسحاب فورا" لم ينتظر طويلا، فكتب تغريدة سريعة: إلى العبادي البطل، الليلة تستطيع أن تدخل الموصل، هذه فرصتك فادخلها بسلام.
ظلَّ يجلس أمام شاشة العراقية التي ساهمت برفع نسبة " الهرمونات " الوطنية عنده، مُحلّل السياسي جيء به على عجل ليضع تصورا لمستقبل تركيا يقول منتشياً: ستتوقف السياحة وهذه فرصة العراق لاستيعاب الـ 40 مليون سائح الذين يستقبلهم مطار أتاتورك كلّ عام، والأهم ان مصانع الشركات الكبرى ستحثّ الخطى صوب بغداد وتترك أنقرة، فنحن والحمد لله نملك من المعامل ما يضاهي الموجود في طوكيو ، إن لم يتفوق عليه، ففي خلال عشر سنوات فقط، تحوّل العراق من ركام الخراب والحروب الى قوة اقتصادية فريدة في التاريخ الحديث. لكن وآه من كلمة لكن، المؤامرات لم تتوقف لإجهاض هذه التجربة الفريدة في البناء والعمل والسياسة، هؤلاء المغرضون الخونة الممولون من الخارج، دائما ما يتهمون السياسيين بالفساد، وهو مثل كلّ " الوطنيين " الذين دأب على مشاهدتهم على الشاشات طوال الثلاث عشرة سنة الماضية، لا يجد في الطائفية عيباً، طالما كانت لخدمة الوطن، ولا يجد في سرقة المال العام جرماً، فقد سمع وشاهد وزراء ونواباً يسرقون ثم يفلتون بسرقاتهم، وهكذا تعلم أن كل شيء في سبيل الوطن جائز، بقاء التجربة السياسية سليمة، يستحق أن نضحي بالغالي والنفيس.
ولأن ما يجري في تركيا يهم العراقيين قبل أهالي اسطنبول، فقد تحمس محمود علوان لقرار العبادي بعقد جلسة طارئة لمجلس الامن القومي، فربما يطلب منا الجيش التركي الشقيق المساعدة في توفير الامن للعاصمة أنقرة، ونحن والحمد لله نمتلك تجربة أمنية متميزة ،أراد الجعفري ذات يوم ان يقدمها للفرنسيين والبريطانيين مجاناً.
محمود علوان مثله مثل غيره ممن عاشوا مناخ الطائفية والكذب، انجذبَ إلى أسماء تفوح منها رائحة الكراهية والجهل، يحاول كل يوم مساعدة الوطن ولو بتغريدة بسيطة، وها هو يضع على صفحته في الفيسبوك صورة رجل المدنيّة الاول في المنطقة الحاج فتح الله غولن ، مؤلف كتاب كيف تصبح علمانياً في سبعة أيام!
تغريدة الفتلاوي وعاجل العراقية
[post-views]
نشر في: 16 يوليو, 2016: 06:44 م
جميع التعليقات 4
بغداد
استاذ علي حسين ٤٠ مليون سائح يدخل تركيا في السنة من جميع مدن العالم المتطورة يدخلها الألمان بأعداد هائلة يدخلها الفرنسيين يدخلها اليابانيون يدخلها الصينيون وبقية شعوب العالم ليتمتعوا بالمناظر الخلابة والطبيعة الجميلة جدا مع التمتع بالتراث العمراني الرومان
ابو سجاد
والله يااستاذ علي ان الشعب التركي اعطى درسا للعالم بالديموقراطية والتمسك بالدستور والتضحية من اجل الوطن والحياة المدنية فيا ليت الشعب العراقي ان يغسل عاره وينتفظ ويقول كلمته ويحسم امره لكن هيهات هيههات ان يفعلها شعب ينحر كل يوم كالخرفان بل كالفراخ ويقبل
مواطن
ثلاثة عشر سنة مضت ولايزال الشعب يستجدي الامن والحياة الكريمة والنظام والقانون والكهرباء الخ....ويلعن من حوله من الدول ولازال يصفق ويهتف لسياسييه وحكوماته المتعاقبة بعد 2003 ومهما عرف عنهم من سرقات وفساد ورشى وظلم وعنصرية واستغلال للدين والمذهب ووووو...لاز
نجم الخفاجي
نعم عمل اردوغان لتركيا كما عمل جمال عبد الناصر لمصر وعمل انهار الدم في الدول العربية كما عمل جمال عبد الناصر من حرب اليمن الى اسقاط حكومة عبد الريم قاسم ودخول اسلحة بور سعيد للحرس القومي نعم واردوغان ساهم بمورور الارهابيين الى سوريا والعراق وسرقة النفط ال