الهولنديون اكثر شعوب  العالم  استخداما للدراجات الهوائية ، لأنها من  الوسائل المتاحة للحفاظ على البيئة ، تمنح راكبيها شعورا بالارتياح مع مزاولة رياضة يومية اجبارية تحقق الرشاقة لكلا الجنسين فضلا عن القضاء على  الكروش من دون الحاجة الى الخضوع لعمليات شفط الشحوم ، شوارع  العاصمة الهولندية  لاتعرف  الزحام المروري لالتزام الجميع من الموظف الصغير الى المسؤول الكبير بالإشارات الضوئية في حال استخدام  سياراتهم الشخصية للوصول الى اماكن عملهم .
مشكلة  الزحام في شوارع العاصمة باتت مستعصية معقدة،  عجزت الاجهزة المختصة عن معالجاتها ، التقشف الحكومي القسري  عطل انشاء مجسرات وافتتاح طرق جديدة ،  القوات الامنية  في كل يوم ، تقطع شارعا لتفادي تنفيذ حوادث تفجير ، مكاتب الاحزاب المتنفذة وفضائياتها ومنازل قيادييها اتخذت من بعض الاحياء السكنية محمية خاصة ،الدخول اليها يتطلب الحصول على  موافقة امين عام الحزب ، مع الخضوع لتفتيش دقيق يشمل السيارة وصاحبها.
 منتصف سبعينيات القرن الماضي استعانت الحكومة العراقية بخبراء يابانيين لمساعدتها في معالجة مشكلة  الزحام المروي في بغداد بعد استطلاع ميداني استمر اسبوعين ،  اقترح الخبراء بان يكون عبور السيارات من جهة  الكرخ الى  الرصافة عبر جسر الاحرار ،  وجسر الشهداء من الرصافة الى الكرخ ، مع توصية بأنشاءمجسرات وانفاق في بعض الساحات ،  الاصدقاء  اليابانيون جزاهم الله خيرا ،  تركوا بصمتهم في بغداد  مع مقترحات اخرى لم تأخذ طريقها للتنفيذ  باستثناء انشاء الطريق السريع من حدود العراق الغربية الى محافظة البصرة .
 معالجة مشكلة الزحام في بغداد لاتحتاج الى خبرة اجنبية فهذا سلمان" ابو الستوتة " لطالما تحدث مع زملائه العاملين على الخط بين الباب الشرقي والميدان عن فكرة اشاعة استخدام (البايسكلات) والزام المسؤولين  من الوزير الى اصغر موظف بركوب دراجته الهوائية صباحا والتوجه الى مقر وزارته ، يرى سلمان  ان اتخاذ قرار تاريخي بهذا الشأن سيوفر موارد مالية اضافية للدولة كانت تنفق لشراء الوقود  لأعداد كبيرة جدا من السيارات الحكومية ، وتستخدم  في اغلب الاحيان لإنجاز اعمال شخصية لاعلاقة لها من بعيد او قريب بالعمل الرسمي ، ويقترح ابو الستوتة فرض عقوبات صارمة على من يخالف القرار من  اصحاب السيارات الشخصية ، ويذكر في هذا الصدد ان المسؤولين في النظام السابق ، نفذوا  القرار القاضي بضرورة تخفيض الوزن بأجراء رياضة  صباحية يومية ،في اطار الحملة الوطنية للقضاء على الكروش المترهلة.
فكرة سلمان ابو الستوتة شملت ايضا  زعماء القوى السياسية واعضاء مجلس النواب مع نصيحة بان تكون دراجاتهم بمواصفات عادية جدا لا تختلف عن غيرها لتعزيز الشعور بالانتماء الوطني والتلاحم مع ابناء الشعب .
انهى سلمان ابو الستوتة حديثه ، ألقى نظرة على وجوه السامعين فوجدها تحمل ملامح السخرية من فكرته ، لكنه أصرّ على  تطبيقها حين يوفقه الله في تنفيذ انقلاب للاطاحة بالستوتة  ثم الانتقال الى استخدام "التكتك" المعروف  باسم تاكسي الفقراء .