جاء الوقت الذي علينا جميعاً أن نقدّم الاعتذار عن ظلم مارسناه خلال اليومين الماضيين ضد النائب علي الأديب، عندما خلطنا من دون " وعي " بين نواياه " المُبطّنة " حول إلزامية التعليم، وبين دعوته العلنية إلى إلغاء مجانية التعليم. نعم ظلمنا علي الأديب، عندما حاولنا أن نسخرَ من دعوته " المباركة " وأن نضعه في سياق واحد مع النائب السابق حسن السنيد، الذي خرج علينا يوماً ليطالب المواطن بأن يتكفل بالحفاظ على أمنه، غيرَ أنّ الأيام تثبت أن من الظلم أن نُشبّه بين نائب شاعر ونائب مفكّر، وبين خبير قانوني من وزن محمود الحسن، ونائب ينافس " بيترايوس " في العلم العسكري، لأيأخذكم الظنّ، وتعتقدون أنني أعني النائب حاكم الزاملي.
قبل شهور عديدة، كتبت في هذا المكان إننا كشعب ووسائل إعلام، حاقدون لأننا نريد أن نبيع البلاد للأجنبي، ونُخطّط في الخفاء لتشويه سمعة مسؤولينا المؤمنين الذين يؤدّون الفرائض ويقيمون الشعائر ولا يأكلون مال اليتيم، ولايسرقون لقمة الأرامل، وصدق ظني فقد خرج علينا محافظ كربلاء السابق ووكيل وزارة الداخلية الحالي والماسك بمفاتيحها ليرد على منتقدي اداء وزارة الداخلية بانهم من: " الأغبياء والجهلة لأنهم يتّجهون مع الأجندات التي لا تريد الخير للعراق ومازالوا يوصفون مع الطابور الخامس "
أيها الشعب المغرَّر به، السيد علي الاديب قضى حياته خبيراً في مجال التربية والتعليم، كما قال أمس للمذيع أحمد الملا طلال، فكيف تطلبون منه أن يعتذر عن نظريته الجديدة لتطوير مناهج التعليم في العراق، التي بدأها منذ أن كان وزيراً حين أصدر قراره التاريخي بإنشاء جامعة خاصة للطالبات خوفا من " الفتنة " واتقاءً لشرّ الشيطان الذي دائما يريد أن يصير شخصا ثالثا.
ولهذا اعتقد ان المسافة ليست بعيدة جداً بين علي الاديب وحسن السنيد، صاحب نظرية الأمن الشخصي، والاثنان لايختلفان عن المؤرخ النائب طه اللهيبي صاحب كتاب " العراق جزء من الهند "! وأيضا لايختلفون جميعهم عن النائب مطشرالسامرائي الذي اكتشف مبكرا ان الشعب العراقي " دايح " على اعتبار أن علي الأديب "تكنوقراطست " أما الآخرون فهم " روزخونيست " لأنّ ماقدمه لنا الأديب على مائدة البرلمان في مجال التعليم العالي، لا يختلف بحال من الأحوال عما تأتي به رئيسة لجنة التربية البرلمانية سعاد جبار الوائلي، التي لم يعرف عنها يوماً أنها زارت مدرسة ابتدائية أو التقت بكوادر تدريسية، الكل يتخذ الدجل سُلّماً للضحك على عقول الناس بكومة من المصطلحات الضخمة التي لا تحمل أيّ معنى. وكالجميع يفترض فيمن يستمعون إليهم الغباء، وقلّة المعرفة، ألم يقل الأديب إنّ كلامه فهم خطأ. في تلك اللحظة، كان خطيب بغداد يحذر من ان تتحول الاهوار الى مرافق سياحية، لانها ستؤثر على أخلاقنا.ياسيدي الخطيب شكراً لاهتمامكم، ولكن اطمئن ، فشعباً يستمع كل صباح الى " جهابذة " البرلمان بالتاكيد " أخلاقه " مصانة.
أرجوكم اعتذروا لـ علي الأديب
[post-views]
نشر في: 22 يوليو, 2016: 06:51 م
جميع التعليقات 1
د عادل على
يريدون من المواطن الاعزل والفقير ان يدافع عن نفسه امام الارهابيين الاقوياء بالسلاح والبشاعه فى تنفيد جرائمهم والمليارات السعوديه والقطريه والاماراتيه والتركيه-الدولة عاجزه عن تامين الامن لعامة الناس وخاصة اهالى المناطق الفقيرة وهده الدوله غير قادرة عل