TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > إلى خطيب بغداد بعد التحية

إلى خطيب بغداد بعد التحية

نشر في: 23 يوليو, 2016: 06:57 م

قرأتُ ردّك " الطريف " على منتقديك، الذين أخطأوا مثلما فعلوها مع علي الأديب وحرّفوا كلام " معاليه " ، فأنت تشكو أيضا سوء فهم العراقيين
لايهمك ياشيخنا، فكلّ الذين استمعوا إلى خطبتكم في جامع الرحمن او قرأوها في مواقع الإنترنت ، فاتهم أنك كنت ولا تزال تدافع عن السياحة
" الأخلاقية "، وأنك كنتَ ولا تزال الرائد في الدعوة الى تأسيس شرطة الآداب لضبط أخلاق هذا الشعب " المتهوّر"!
لا تهتم ياسيدي، نحن شعب يعيش أعلى حالات البطر، يريد ان ينشّط السياحة ، ويجعل العراق مثل الدول " الكافرة " قبلة للناظر ومقصداً للرفاهية والأمان والاطمئنان، ماذا يعني ياسيدي أننا فقدنا مئات آلاف من الضحايا في تفجيرات إرهابية، بسبب سوء إدارة الملف الأمني الذي يشرف عليه مجموعة من الحجاج والمؤمنين، ماذا يعني خراب الاقتصاد وإغلاق المصانع والآلاف من الشباب الذين يغرقون في البطالة، ما دامت الأخلاق مصانة، ومدارس التكليف الشرعي تعمل بأقصى طاقاتها، وزواج القاصرات محميّ بالقانون؟ ماذا يعني ان يعيش خمسة ملايين مواطن عراقي في الخيام، المهم ان الموسيقى حرام، والفنون والثقافة رجس من عمل الشيطان!.
ياسيدي الشيخ وانت تطالبنا بالالتزام بالأخلاق، نتمنى عليك ان تجيبنا باعتبارك عضو مجلس محافظة بغداد، لماذا لا تزال العاصمة بغداد أشبه بقرية تعيش في زمن القرون الوسطى؟ ماذا فعلتم لبغداد في السنوات الأخيرة؟ لا أصدّق عادة الحكايات الخرافية عن الإرهاب الذي يتربص بالنهضة التي يريد أن يقودها علي التميمي! فمنذ سنوات وكل شيء في بغداد سيّئ وفاسد وعاجز.
ياسيدي الشيخ، وأنت تتمتع بعضوية لجنة التربية في مجلس محافظة بغداد،  نعرف جيداً انك تريد تأسيس منظومة أخلاقية على مقاسك. لا تريد ان يقف الطلبة تحية لعلم بلادهم ، ولا ان يعزف النشيد الوطني،فالموسيقى حرام، ولا تريد ان تسأل لماذا نحن في قائمة الدول الأسوأ تعليما، وما الذي جعل الامم المتحدة تحذر من انتشار الأُمية في العراق. ياسيدي الشيخ انت قادم من زمن آخر، لكنك تريد ان تحكمنا بأدوات هذا الزمن وتقبض أجرك من اموال هذا الزمن ايضاً.
ياسيدي الشيخ العراقيون بحاجة الى قانون للحياة لا قانون للأخلاق.
يريدون الامن والاطمئنان، ويحلمون بالسعادة.
وهذا ليس ترفا.. لكنه حدّ أدنى.. وصلت إليه مجتمعات العالم نريداً عقداً اجتماعياً، يضمن للجميع فرصة لحياة مشتركة لا تخضع للوصاية، ولا خطب الاخلاق والفضيلة.
ياسيدي خطيب العاصمة بغداد يوم الجمعة، وعضو مجلسها باقي أيام الأُسبوع ، لانريد تنظيمات تدعونا للسعي الى الآخرة ، بينما هي تعمل بكل طاقتها من أجل ملذّات الحياة الدنيا.
ياسيدي اسمح لي رجاءً ان أقول لك أنتم فشلتم.. فاتركونا نعيش!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram